الملاحة الجوية السورية «شبه معطلة» بعد إغلاق مطار حلب الدولي

الناطق باسم المجالس العسكرية الثورية: النظام ينقل منه الأسلحة والذخائر بالطائرات المدنية

TT

أغلقت السلطات السورية مطار حلب الدولي بسبب استهدافه المستمر من مقاتلي المعارضة، مما يجعل الملاحة الجوية المدنية في كامل سوريا «متوقفة إلى حد ما»، بحسب الناطق الرسمي باسم المجالس العسكرية الثورية أبو البراء، وخاصة في ظل «شلل» الحركة الملاحية بمطار دمشق الدولي منذ وصول التوتر إلى طريق المطار، الناتج عن اشتباكات مقاتلي المعارضة مع القوات النظامية في المناطق المحاذية له.

وفي حين أعلنت سلطات مطار حلب إغلاقه «بداعي إجراء أعمال صيانة لبعض المرافق والمدرج»، كشف مصدر ملاحي لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الإغلاق جاء كإجراء مؤقت نتيجة محاولات مسلحي المعارضة المستمرة لاستهداف الطائرات المدنية، مما قد يتسبب بكارثة إنسانية». وقال: «لم يتم تحديد مدة واضحة للإغلاق، لكن من المؤكد أنه سيغلق لفترة قصيرة جدا لحين السيطرة على المناطق المحيطة بالمطار التي ينتشر فيها مسلحو المعارضة ولضمان أمن وسلامة الطائرات».

وتقاطعت هذه التصريحات مع ما أعلنته إدارة المطار على حسابها الرسمي على موقع «فيس بوك»، من أن «المطار سليم ولم يصبه أي أذى، وإغلاق المطار مؤقتا ما هو إلا إجراء لحماية الطائرات المدنية». وأكدت الإدارة أنه «لم يقترب أي مسلح من المطار، ولكنهم متمركزون بالقرى المحيطة بالمطار، وقاموا بنصب مضادات طيران من أنواع مختلفة لاستهداف الطيران المدني»، لافتة إلى أن «وحدات من الجيش العربي السوري تقوم بالتعامل مع المسلحين».

وأشارت إدارة المطار، ردا على أسئلة المدونين، إلى «أننا لا نستطيع الإجابة عن الطائرات التي من المفترض أن تقلع من المطار بعد 48 ساعة.. نستطيع أن نقول لكم إن الرحلات التي ألغيت هي الرحلات التي ستقلع ضمن الـ48 ساعة المقبلة، يعني في 31/ 12/ 2012 و1/ 1/ 2013».

في هذا الوقت، أعلن الناطق الرسمي باسم المجالس العسكرية الثورية أبو البراء لـ«الشرق الأوسط» أن حركة الملاحة المدنية في سوريا «باتت متوقفة إلى حدّ ما»، في إشارة إلى وصول القتال إلى مشارف مطار دمشق، وتوقف مطار حلب عن العمل، وفي ظل امتناع أغلب الشركات عن استخدام المطارات والمجال الجوي السوري، وأوضح أنه «يمكن القول إن سوريا باتت إلى حد ما معزولة عن العالم الجوي».

وكشف أبو البراء عن معلومات وصفها بـ«الدقيقة» تؤكد أن «القوات النظامية تنقل الأسلحة والذخائر من مطار حلب عبر الطائرات المدنية، مع وصول القتال إلى مشارفه». وأوضح أن مقاتلي الجيش الحر «يحاصرون المطار، الذي حوّل النظام مهمته المدنية إلى مهمة عسكرية، حيث يستقبل الذخائر والأسلحة عبره».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر أن انفجارا دوى في طائرة مدنية لدى إقلاعها من مطار حلب الدولي السبت الماضي، مرجحا أن يكون ناتجا عن قصف المطار من مواقع للمعارضة. وقال إن «السلطات السورية أوقفت على الأثر حركة الطيران في مطار حلب».

وكان مسؤولون بمطار القاهرة أعلنوا السبت الماضي أن الخطوط الجوية السورية ألغت رحلة من القاهرة إلى مدينة حلب السورية، بسبب الوضع الأمني حول مطار حلب الدولي. وقالوا إنه كان من المقرر أن تتوجه طائرة الخطوط الجوية السورية إلى حلب قبل أن تواصل رحلتها إلى دمشق، لكنها توجهت إلى العاصمة السورية مباشرة بعد تأخير دام 5 ساعات.

وفي دمشق، أعلن المكتب الإعلامي للمجلس العسكري أمس أن الجيش الحر استهدف مطار دمشق الدولي بصواريخ محلية الصنع، بينما تواصلت المعارك بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في المناطق المتاخمة للمطار، ومنها شارع فلسطين والحجر الأسود والتضامن. وكانت بعض شركات طيران أجنبية أعلنت تعليق رحلاتها إلى دمشق منذ اندلاع القتال على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار دمشق الشهر الماضي.