مؤتمر لسفراء إسرائيل يتحول إلى منبر احتجاج على سياسات الحكومة بشأن القرارات الاستيطانية

رئيس الأمن القومي يخير الدبلوماسيين المتحيرين بين دخول معترك السياسة أو الاستقالة

TT

تحول مؤتمر لسفراء إسرائيل حول العالم دعت إليه وزارة الخارجية أول من أمس، إلى منبر احتجاج على سياسات الحكومة. وحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن رئيس الأمن القومي يآكوف أميدرور فقد صبره، وانفجر في وجه المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور، عندما وجه إليه سؤالا، قائلا: «إذا لم تتفق مع سياسة الحكومة فعليك إما أن تدخل المعترك السياسي أو تستقيل».

وكان أميدرور يتحدث أمام 160 سفيرا ورئيس بعثة في الخارج. وبعد محاضرة عن الوضع السياسي في ما يتعلق بالتهديد الإيراني والقضية الفلسطينية والتطورات الدولية، تلقى أميدرور السؤال من المشاركين، ومنهم بروسور الذي يعتبر من أرفع الدبلوماسيين الإسرائيليين في العالم. ودار سؤال بروسور حول المنطق والحكمة وراء توقيت قرار الحكومة بشأن البناء في منطقة «إي1» القائمة بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس الشرقية، بعد قرار الأمم المتحدة برفع مستوى التمثيل الفلسطيني إلى صفة «دولة غير عضو»، واستقبل بالتصفيق من قبل بقية السفراء الذين يجدون صعوبة في تفسير قرار الحكومة للعالم. ورد أميدرور بالقول: «لا أعتقد أن وزارة الخارجية البريطانية كان يمكن أن تستقبل بحرارة سؤالا ينطوي على انتقادات لسياسة الحكومة»، متابعا: «لا أعتقد أن وزارة الخارجية الأميركية كانت ستصفق لسؤال ينتقد سياسة الرئيس باراك أوباما. وردا على السؤال، أقول إنه كانت ثمة حاجة لنوضح للفلسطينيين أن الخطوات الأحادية من جانبهم، لا بد أن تكون مدفوعة الثمن».

وأثار أسلوب أميدرور ضجة في قاعة المؤتمر؛ الأمر الذي استدعى تدخل ران كورييل نائب المدير العام لوزارة الخارجية، لتهدئة الوضع، فقال: «أريد أن أقول إن التصفيق لم يكن ضد سياسة الحكومة، بل تعبير عن قلقنا»، وأضاف: «يمكن القول إن التصفيق كان تعبيرا عن حالة من الإحباط، لأننا في بعض الأحيان لا نعطى الوسائل اللازمة لتفسير سياسة الحكومة».

لكن محاولة كورييل، لم تحظ بإعجاب أميدرور الذي قال: «أيها السادة يجب أن لا تختلط الأمور عليكم.. أنتم ممثلو الحكومة.. فإذا كان ذلك لا يلائمكم؛ فإما أن تدخلوا غمار السياسة أو أن تستقيلوا»، وأضاف: «أنا موظف لدى الحكومة كما أن رئيس الأركان موظف لدى الحكومة وكذلك نحن جميعا موظفون، ومهمتنا هي تقديم المشورة، وفي النهاية سيكون القرار بيد القادة السياسيين، وإذا كان لديك اعتقاد بأن هناك مشكلات مع هذه السياسات، فبإمكانك أن تعبر عن هذا القلق وراء الأبواب المغلقة».

وحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن «السفراء والدبلوماسيين في المؤتمر غير مرتاحين»، ونسبت الصحيفة إلى أحدهم القول إن «المؤتمر انتهى بلهجة مزعجة. لقد توجه بروسور بسؤال شرعي ولكنه تلقى توبيخا. نحن لن نجادل في أن وظائفنا هي تمثيل الدولة.. ولكننا نريد أن نفهم المنطق وراء قراراتها».

وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية أشارت على الحكومة بتأجيل أي إجراءات عقابية ضد المشروع الفلسطيني، حتى لا تركز أنظار العالم واهتماماته على إسرائيل، موضحة أن مثل هذه الإجراءات قد تفسر على أنها انتقامية من الفلسطينيين بسبب حصولهم على صفة «دولة غير عضو» في الجمعية العامة للأمم المتحدة.. «لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اختار تجاهل هذه التوصية، وكانت النتيجة أن إسرائيل تفاجأت بعاصفة غير معهودة من الانتقادات الدولية، بينما واجه العديد من سفرائها التوبيخ».