مفاوض أفغاني بارز يبدي تفاؤلا حذرا بشأن فرص السلام

حكومة كابل تأمل تحويل طالبان الأفغانية إلى حركة سياسية

TT

قال أحد أبرز مفاوضي الحكومة الأفغانية إنه يشعر بتفاؤل حذر بشأن احتمالات المصالحة مع حركة طالبان، وقال إن جميع الأطراف تدرك الآن أن حسم الحرب عسكريا غير ممكن. وأضاف محمد معصوم ستانكزاي في مقابلة مع «رويترز» أن حكومة كابل تأمل تحويل طالبان الأفغانية إلى حركة سياسية. وتوقع أن تنضم شبكة حقاني المتشددة إلى عملية السلام إذا بدأت طالبان الأفغانية محادثات سلام رسمية. وتلوح دلائل على أن الحكومة الأفغانية تكتسب قوة دفع في مسعاها لإقناع طالبان بإلقاء أسلحتها قبل انسحاب معظم القوات المقاتلة لحلف شمال الأطلسي من أفغانستان بنهاية 2014. وناقش أعضاء من الحكومة الأفغانية وطالبان وبعض خصومها السابقين في التحالف الشمالي سبل تخفيف الصراع أثناء اجتماع عقد مؤخرا في باريس. وقال ستانكزاي الذي أصيب بجروح خطيرة في تفجير انتحاري نفذته طالبان عام 2011: «أعتقد أن أحد الأشياء التي يوجد إجماع عليها هو أن الجميع يعترفون بأنه لا أحد سينتصر عسكريا. الجميع يعترفون بأن علينا أن ندخل في مفاوضات ذات مغزى».

وأرسلت باكستان التي دأبت الحكومة الأفغانية على اتهامها بدعم المتمردين الأفغان مثل طالبان - أقوى إشارات حتى الآن على أنها ستنفذ وعودا لمساعدة حكومة كابل والولايات المتحدة على تحقيق الاستقرار في جارتها. وتعتبر باكستان مهمة لعملية السلام في أفغانستان بعد ثلاثة عقود من الصراع. وأعقب الاحتلال السوفياتي لأفغانستان الذي استمر عشر سنوات، حربا أهلية طاحنة وصعود طالبان التي حكمت البلاد بين عامي 1996 و2001. وأفرجت باكستان أول من أمس الاثنين عن أربعة سجناء من طالبان الأفغانية كان مسؤولون أفغان قد قالوا إنهم مقربون من الملا محمد عمر زعيم طالبان، وما زالت تملك النفوذ لإقناع قادة الحركة بالسعي وراء السلام.

وأكد ستانكزاي أن تحقيق الاستقرار على المدى البعيد في أفغانستان يتطلب أن تستهدف جهود المصالحة دخول طالبان ومتمردين آخرين في السياسة الأفغانية. وقال ستانكزاي الذي درس في كمبردج وكان مسؤولا عن نزع السلاح في أفغانستان قبل أن يصبح عضوا بارزا في المجلس الأعلى للسلام: «الغرض من عملية السلام هو أننا نريد أن يصبح كل الأفغان جزءا من النظام السياسي».

يجب ألا تكون عملية السلام هذه مجرد اتفاق بين قلة من الناس، أو بين الحكومة وطالبان، لكن يجب أن يستفيد الجميع من عملية السلام، ويجب أن يرى الجميع آفاقا سلمية لهم في المستقبل. ويخشى بعض النشطاء من أن تقدم الحكومة تنازلات لإرضاء طالبان مما قد يضر بجهود تعزيز حقوق المرأة. وقال ستانكزاي إن قوات الأمن الأفغانية أحرزت تقدما، لكنه أقر بأن هناك حاجة للمزيد من العمل لضمان أنها ستكون مستعدة لتولي المسؤولية عندما تنتهي المهمة القتالية للقوات الأميركية في عام 2014. وأضاف أنه يعتقد أن إجراء انتخابات حرة ونزيهة في أبريل (نيسان) من عام 2014 ضروري لمنع المزيد من الصراع. وكانت آخر انتخابات أجريت في أفغانستان قد شابتها مزاعم تزوير واسعة النطاق.

وقال ستانكزاي: «حان الوقت لدخولنا في مفاوضات للتأكد من أن هذا لن يحدث. لكن كما تعلمون فإن السياسيين سياسيون دائما. إنهم دائما يمارسون لعبة السلطة».

وحذر ستانكزاي من أن المصالحة معقدة، وأنها تتطلب التوفيق بين الكثير من القطع المتحركة.

ويلقى باللوم على شبكة حقاني المقربة من تنظيم القاعدة في عدد من الهجمات الكبيرة على أهداف غربية وأفغانية في كابل، وتعتبر من القوى المحبطة لمساعي السلام. لكن لم يبدُ أن ستانكزاي مهتم للغاية بشأن الشبكة. وقال: «ندخل في مفاوضات مع طالبان، وهي الاسم الأبرز في السوق.. الباقي سهل». وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن مساعي السلام في أفغانستان ستحقق انفراجة هذا العام، قال ستانكزاي إن الظروف توفرت لجعل ذلك أمرا ممكنا، لكنه أشار إلى أن أفغانستان حالة لا يمكن التكهن بشأنها إلى حد كبير.

وقال: «يمكن أن يحدث أي شيء. لا تعلم أي اتجاه ستسلكه تلك الأطراف المختلفة».