تراجع الهجمات في العراق خلال 2012.. وتحذير من حرب «بوتيرة منخفضة»

حصيلة رسمية تشير إلى مقتل 2174 شخصا.. ومنظمة دولية تؤكد سقوط 4417 قتيلا

TT

سجل عام 2012 تراجعا في معدل العنف في العراق وفقا لمعطيات حكومية، نشرت أمس، لكنها أظهرت أن المجموعات المسلحة لا تزال قادرة على ارتكاب هجمات دامية، بينما حذرت منظمة دولية من أن البلاد لا تزال تواجه حربا «بوتيرة منخفضة».

وتفيد حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر أمنية وطبية بأن 144 شخصا قتلوا في شهر ديسمبر (كانون الأول) في هجمات متفرقة في البلاد، بينهم 40 شرطيا و14 جنديا، بينما أصيب 347 آخرون بجروح. وتشير هذه المحصلة إلى أن أرقام ديسمبر هي الأدنى على مدار السنة. ووفقا لحصيلة أعدتها وزارات الصحة والداخلية والدفاع، فإن 2174 شخصا قتلوا خلال 2012، وهو رقم أدنى بكثير من العام الذي سبقه، خصوصا إذا ما قورن بأعوام العنف الطائفي بين 2005 و2008.

لكن منظمة «اراك بودي كاونت»، ومقرها لندن، قالت في تقرير لها إن عدد القتلى في العراق عام 2012 بلغ 4417، وهو ضعف العدد الذي أقرته الوزارات العراقية.

وحذرت المنظمة في تقريرها السنوي من أن البلاد «لا تزال في حالة حرب بوتيرة منخفضة»، في سياق تنفيذ هجمات يومية، بينها هجمات واسعة النطاق مصممة لقتل عدد كبير في آن واحد. وأضافت المنظمة أن «عام 2012 شبيه بحالة نزاع متجذر، مع عدم تسجيل تحول في الوضع الأمني بالنسبة للعراقيين خلال السنة الأولى بعد انسحاب القوات الأميركية».

وانسحبت القوات الأميركية من العراق في ديسمبر (كانون الأول) 2011، فيما بقي 150 جنديا ضمن اتفاق عسكري بين البلدين لتدريب القوات العراقية. وفي حين تبدو قوات الجيش والشرطة العراقية قادرة على حفظ الأمن الداخلي للبلد، فإنها لن تكون قادرة على الدفاع عن الحدود والمجال الجوي والمياه حتى عام 2020.

وتشكل سلسلة هجمات بعبوات وسيارات وهجمات مسلحة، وقعت أول من أمس في شمال ووسط وجنوب البلاد، مؤشرا واضحا على أن المتمردين لا يزالون قادرين على تنفيذ هجمات دموية في العراق. ولم تتبنَّ أي جهة هذه الهجمات التي أسفرت عن مقتل 28 شخصا. لكن تنظيم القاعدة يعلن عادة مسؤوليته عن هجمات تستهدف مسؤولين وقوات الأمن والهجمات على الزوار الشيعة، من أجل زعزعة الحكومة وإشعال الحرب الطائفية.

واستهدفت معظم تفجيرات أول من أمس الزوار الشيعة المتوجهين سيرا على الأقدام إلى مدينة كربلاء لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين.

وتفرض السلطات العراقية منذ عدة أيام إجراءات أمنية مشددة، نشرت خلالها آلاف الجنود وعناصر الشرطة في الشوارع لحماية الزوار الشيعة المتوجهين سيرا من المحافظات إلى مدينة كربلاء لإحياء أربعينية الإمام الحسين التي تبلغ ذروتها الخميس. ووقع الهجوم الأكثر دموية في قضاء المسيب التابع لمحافظة بابل (70 كلم جنوب بغداد)، حيث قتل 7 أشخاص وأصيب 4 آخرون في تفجير 3 منازل، بحسب مصادر أمنية. لكن سلسلة تفجيرات بسيارتين مفخختين و6 عبوات ناسفة و4 صواريخ وهجوم مسلح، وقعت في وقت متأخر من مساء أول من أمس في مدينة كركوك، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم قائد صحوة ناحية ياينجة وامرأة وإصابة 13 آخرين.