اليمن: مساع لإقناع الرئيس السابق بمغادرة البلاد

مصدر رسمي لـ «الشرق الأوسط»: صالح لن يذهب إلى إيطاليا لخشيته من الملاحقة ويفضل دولة خليجية

TT

ذكر مصدر رسمي يمني أن هناك مساعي تجري لإقناع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بمغادرة البلاد إلى دولة خليجية.

وأكد المصدر التي فضل عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن أن «الرئيس السابق لن يجازف بالذهاب إلى إيطاليا التي منحته تأشيرة دخول، لسهولة ملاحقته قضائيا هناك، ولخوفه من الاغتيال في بلد تنشط فيه عصابات المافيا»، وأضاف المصدر: «الرئيس السابق بحاجة ملحة إلى مغادرة البلاد لإجراء عملية جراحية ضرورية، غير أن مساعي تجري لإقناعه بالبقاء خارج البلاد إلى حين نهاية الفترة الانتقالية»، وذكر أن «عروضا كثيرة عرضت على الرئيس السابق لإقناعه بمغادرة البلاد، وأن دولة خليجية تقدمت بعرض له ربما يكون الأقرب إلى رغبة الرئيس السابق»، وأضاف المصدر أن شروطا معينة سيتحتم على الرئيس السابق الالتزام بها في حال غادر البلاد للبقاء في الدولة الخليجية التي لم يسمها. وأشار المصدر إلى أن عددا من سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية يعملون على إقناع الرئيس اليمني السابق بالخروج من البلاد لتمكين العملية السياسية من السير قدما، وقال إن «سفراء عدد من الدول الراعية للمبادرة الخليجية يعملون على هذا الأساس». هذا؛ ولم يتسن الاتصال بمكتب الرئيس السابق للتعليق على الخبر.

وكان الرئيس اليمني السابق قد غادر البلاد مرتين للعلاج إثر محاولة اغتيال تعرض لها العام الماضي، إحداها إلى المملكة العربية السعودية والأخرى إلى الولايات المتحدة الأميركية، غير أنه في المرتين أصر على العودة إلى بلاده.

وجدد الرئيس اليمني السابق رفضه مغادرة البلاد للإقامة المؤقتة لمدة عامين في الخارج وأصر على الاستمرار في ممارسة نشاطه السياسي رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام، وهو ما أثار، ولا يزال، توجسات في صفوف أحزاب اللقاء المشترك والعديد من المكونات الشبابية. وأعلن الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام أواخر الشهر الماضي عن نية الرئيس السابق ترؤس ممثلي حزبه في مؤتمر الحوار الوطني، وهو الأمر الذي أثار عاصفة من الانتقادات والرفض بين عدد من الأحزاب السياسية والمكونات الشبابية، غير أن أحمد عبد الله الصوفي سكرتير الرئيس السابق أكد في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» أن ترؤس صالح فريق حزبه في الحوار الوطني يأتي طبيعيا ومنسجما مع طبيعة عمل الأحزاب السياسية التي يمثلها رؤساؤها.

وفي هذا الخصوص، ذكر المصدر اليمني الرسمي أن «ضغوطا يواجهها الرئيس السابق للخروج المؤقت خارج البلاد، خاصة بعد تفجيره قنبلة ترؤسه أعضاء حزبه المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، وهو الأمر الذي يهدد انعقاد الحوار نظرا لرفض كثير من الأطراف المشاركة في الحوار مع حضور صالح شخصيا جلسات الحوار الوطني».

ويعاني اليمن من حالة من عدم الاستقرار منذ أن أطاحت انتفاضة شعبية بنظام حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث ينتشر تنظيم القاعدة في أجزاء واسعة من جنوب البلاد، ويشن هجمات دامية ضد أهداف مدنية وعسكرية، كما يسيطر الحوثيون، وهم جماعة شيعية مسلحة، على محافظة صعدة شمال البلاد، وتتعرض خطوط الطاقة النفطية والغازية لأعمال تخريب بشكل مستمر.