البشير يوافق على عقد قمة مع سلفا كير في أديس أبابا واشتباكات بين الجيش السوداني ومتمردين في دارفور

إطلاق سراح جنديين أردنيين من قوات حفظ السلام في دارفور

TT

وافق الرئيس السوداني عمر البشير على تلبية الدعوة المقدمة من هيلا مريام ديسالجين، رئيس الوزراء الإثيوبي، لعقد قمة مع الفريق سلفا كير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان، في أديس أبابا غدا (الجمعة).

وقال عماد سيد أحمد، السكرتير الصحافي للرئيس السوداني، في تصريحات صحافية، إن لقاء القمة بين الرئيسين البشير وسلفا كير يأتي بغرض التباحث وتسريع تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في قمة الرئيسين السابقة التي عقدت في سبتمبر (أيلول) الماضي وتم خلالها التوقيع على عدد من اتفاقات التعاون المشترك بين البلدين.

واللقاء الذي قالت وكالة الأنباء السودانية (سونا) إنه سيعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا سيكون الأول بين الجانبين منذ التوقيع على الاتفاقات التي لا تزال حبرا على ورق. وهو يعتبر استجابة لوساطة رئيس الوزراء الإثيوبي، بهدف تفعيل تنفيذ الاتفاقات الأمنية والاقتصادية الموقعة في سبتمبر الماضي. وتنص الاتفاقات على إقامة منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود المشتركة، واستئناف تصدير نفط جنوب السودان عبر مرافئ السودان، وإعادة فتح نقاط عبور البضائع. ولا يزال الوضع متوترا على الحدود، حيث أكد الجيش السوداني الأسبوع الماضي حدوث مواجهات بين مجموعات مسلحة من جنوب السودان وقبيلة عربية في منطقة سماحة التي يطالب الجانبان بالسيادة عليها. ويتبادل كلا البلدين الاتهامات بدعم المتمردين في الجانب الآخر.

يذكر أن جنوب السودان انفصل في يوليو (تموز) 2011 بعد استفتاء نظم في إطار اتفاق السلام الشامل الموقع في عام 2005 بعد انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت قرابة 20 عاما وأوقعت مليوني قتيل.

من جهة أخرى، أعلن الجيش السوداني أمس أن «اشتباكا صغيرا» دار أول من أمس بين إحدى وحداته ومسلحين من حركة العدل والمساواة في إقليم دارفور غرب السودان في منطقة قتل فيها قبل عام الدكتور خليل إبراهيم زعيم الحركة، من دون أن يوضح ما إذا كانت الاشتباكات أسفرت عن خسائر في الأرواح أم لا. وقال العقيد الصوارمي خالد سعد، المتحدث باسم الجيش السوداني «أمس (أول من أمس الثلاثاء) حدث اشتباك صغير بين قواتنا ومتمردي العدل والمساواة في منطقة ود بنده الواقعة قريبا من حدود شمال كردفان مع دارفور»، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وكان الدكتور خليل إبراهيم، زعيم حركة العدل والمساواة، قتل في اشتباكات دارت بين المتمردين والقوات الحكومية في ديسمبر (كانون الأول) 2011 بالقرب من منطقة ود بنده.

وأعلنت حركة العدل والمساواة أمس أنها سيطرت على عدد من القرى قرب دارفور في شمال وجنوب كردفان بعد قتال مع الجيش السوداني، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم الجيش السوداني. وقال جبريل آدم بلال، المتحدث باسم حركة العدل والمساواة، لوكالة الصحافة الفرنسية من لندن «انتشارنا الواسع في المنطقة التي قتل فيها زعيمنا تمهيد لعملية عسكرية كبرى». غير أن العقيد سعد، قال إن «المتمردين دخلوا هذه المناطق وعبروا منها وقاموا بنهب ممتلكات المواطنين بما في ذلك الوقود».

وتتهم الحكومة السودانية حكومة جنوب السودان الذي انفصل عنها في يوليو 2011، بدعم متمردي حركة العدل والمساواة ومسلحين آخرين يقاتلونها في جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لجنوب السودان. وهذا الاتهام من السودان هو أبرز نقطة تقف عائقا دون تنفيذ اتفاق أمني للتعاون الاقتصادي الذي وقعه السودان مع جنوب السودان في سبتمبر الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بوساطة من الاتحاد الأفريقي.

وحركة العدل والمساواة هي كبرى الحركات المسلحة في إقليم دارفور الذي يشهد منذ عام 2003 قتالا بين المتمردين والحكومة مدعومة بميليشيات عربية من الإقليم.

إلى ذلك، أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي العاملة في دارفور (يوناميد) عن إطلاق سراح اثنين من أفراد الشرطة تابعين لها بعد أن قضيا 136 يوما في الأسر. وكان الجنديان قد تم اختطافهما في العشرين من شهر أغسطس (آب) من العام الماضي بمدينة كبكابية الواقعة على بعد 140 كيلومترا غرب الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور.

وقالت البعثة عبر بيان صحافي للناطق الرسمي باسمها صدر بمقرها في الفاشر أمس «إن السيّد حسن المزاودة والسيد قاسم السرحان اللذين يحملان الجنسية الأردنية قد تم إخضاعهما للفحوصات الطبية اللازمة، وتبين أنهما سليمان ويتمتعان بصحة جيّدة»، مشيرة إلى أن الشرطيين المفرج عنهما سيتم نقلهما إلى الخرطوم ومن ثم إلى ديارهما في أسرع وقت ممكن.

وأعربت عايشاتو مينداودو، الممثلة الخاصة بالإنابة للبعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور، عن شكرها لحكومة السودان ولوالي شمال دارفور وحكومة الأردن، للمساعدة القيّمة التي بذلوها في سبيل إطلاق سراح عنصري حفظ السلام.

وذكر البيان الصحافي أن الشرطيين الأردنيين قد تم أسرهما في العشرين من أغسطس الماضي على أيدي معتدين مجهولين أثناء قيامهما بدورية في مدينة كبكابية، شمال دارفور.