قادة في «الليكود» يدعون لضم الضفة وإغراء الفلسطينيين بالمال للرحيل

مع اقتراب موعد الانتخابات

عامل مطبعة في إسرائيل يرتب أوراق القوائم الانتخابية أمس استعدادا للانتخابات التي ستجرى في 22 يناير الحالي (رويترز)
TT

مع اقتراب موعد الانتخابات العامة الإسرائيلية في 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، تزداد لهجة الخطاب السياسي للكثير من المرشحين، خاصة من بعض أقطاب حزب «الليكود» بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حدة ضد الفلسطينيين. ووصلت بالأمس ذروتها بدعوات أطلقها البعض، لضم مناطق شاسعة من الضفة الغربية إلى تخوم إسرائيل، وكذلك إغراء الفلسطينيين بالمال للرحيل، وذلك خلافا للبرنامج المعلن للحزب.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه نتائج آخر استطلاع للرأي العام أجري في إسرائيل، إلى فقدان هذا الحزب، الذي يخوض الانتخابات في تكتل انتخابي مع حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة وزير الخارجية الأكثر تطرفا أفيغدور ليبرمان، مزيدا من الأصوات الانتخابية والمقاعد البرلمانية لصالح اليمين العنصري.

فقد دعا عدد من كبار مرشحي «الليكود»، في مقدمتهم يولي أدلشتاين وزير الدبلوماسية العامة، والنواب يريف لفين وزئيف ألكين، وموشيه فيغلين الذي اضطرت الشرطة الإسرائيلية، أول من أمس، إلى اعتقاله بعدما حاول الصلاة في المسجد الأقصى - إلى ضم مناطق «ج» من الضفة الغربية، وهي المناطق الخاضعة، وفقا لاتفاق أوسلو لعام 1993، أمنيا وإداريا لسلطات الاحتلال الإسرائيلي. وتمثل هذه المناطق نحو 60% من الضفة الغربية وتضم معظم المستوطنات، لا سيما الكتل الاستيطانية الرئيسة، التي تقول الحكومة الإسرائيلية إنها ستحتفظ بها في إطار أي اتفاق سلام يوقع مع الفلسطينية.

يذكر أن الدعم لفكرة ضم الضفة تزايد بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة منح فلسطين صفة «دولة غير عضو».

وقال أدلشتاين، الذي كان يتحدث إلى جانب مسؤولين وقادة آخرين في مؤتمر تحت عنوان «تطبيق السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، دعت إليه منظمة «نساء بالأخضر» في مدينة القدس: «إن غياب السيادة الإسرائيلية على مناطق (ج) يعني استمرار سياسة الوضع الراهن فيها، وتعزز المطلب الدولي بالانسحاب إلى حدود ما قبل عام 1967». غير أن أدلشتاين وكذلك ألكين أوصيا بأن تتم عملية الضم تدريجيا وببطء، رغم تحذير المستشار السياسي الأسبق لوزارة الخارجية آلان بيكر، من أن ضم الضفة يشكل إلغاء لاتفاق أوسلو، الذي التزم فيه الإسرائيليون والفلسطينيون حل الخلافات عبر المفاوضات بدلا من الإجراءات الأحادية.

وفي ما يخص الدعوة إلى إغراء الفلسطينيين بالمال للرحيل، اقترح موشيه فيغلين في نفس المؤتمر دفع مبلغ نصف مليون دولار لكل عائلة فلسطينية توافق على الهجرة إلى الغرب. وقال إن دولة إسرائيل «تدفع نحو 10% من دخلها السنوي لحل الدولتين واتفاق أوسلو. فهي تدفع للجدار الفاصل والقبب الحديدية ورواتب للحراس في المقاهي.. وقريبا، سنضطر إلى تركيب قبة حديدية في كل مدرسة في تل أبيب». وأضاف أنه «وبهذه الميزانية، بإمكاننا أن ندفع لكل أسرة عربية في يهودا والسامرة 500 ألف دولار لتشجيعها على الهجرة إلى أماكن تضمن لها مستقبلا أفضل». وتابع القول: «قد يقول قائل إنه لن يقبل بهم أحد. ولكن هذا غير صحيح، إن الغرب يرغب في استقبال الفلسطينيين، خلافا لادعاءاتهم لأن عدد السكان في الدول الغربية يتقلص بسبب تراجع عدد الولادات، والفلسطينيون يعملون في البناء». وأضاف: «إذا هاجروا فسيكونون أفضل من مهاجري العمل السودانيين الذين لا يعرفون البناء».

إلى ذلك، كشف استطلاع رأي نشرت نتائجه أمس عن أن تكتل «ليكود - بيتنا» يواصل تراجعه. ونشرت صحيفة «هآرتس» نتائج الاستطلاع الذي يقول إن «الليكود - إسرائيل بيتنا» سيحصل فقط على 34 مقعدا في الكنيست من أصل 120. وهذا يعني أن اللائحة خسرت مقاعد مقارنة بآخر استطلاع رأي أجرته الصحيفة الذي نشر في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وفقدت لائحة «الليكود – بيتنا» نحو عشرة مقاعد وفق استطلاعات الرأي منذ الإعلان عن تأسيسها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ كانت الاستطلاعات الأولية تتوقع حصولها على 43 مقعدا. وتراجعت اللائحة بخمسة مقاعد في ديسمبر وحده، بحسب المحللين السياسيين في الإذاعة العسكرية.

ويصب تراجع «الليكود – بيتنا» في مصلحة حزب «البيت اليهودي» (القومي الديني المتطرف) الذي سيحصل على 14 مقعدا، أي بزيادة مقعد واحد عن الاستطلاع الأخير.

ويبدو أن حزب العمل، بزعامة شيلي يحيموفيتش، يتراجع أيضا، ولكن لحساب اليسار والوسط بحسب الاستطلاع، الذي بين أنه سيحصل على 16 مقعدا، أي بتراجع بمقعد واحد مقارنة بالاستطلاع السابق وبعيدا عن هدف يحيموفيتش المتمثل بالفوز بـ20 مقعدا في الكنيست.

ورأى المحلل السياسي في صحيفة «هآرتس»، يوسي فيرتير، أن الفجوة بين حزبي «العمل» و«البيت اليهودي» تضيق، وقد يصبح «البيت اليهودي» في حال استمرار تقدمه القوة السياسية الثانية في الكنيست.

وستحصل كل من أحزاب «شاس» لليهود الشرقيين (السفارديم) على 11 مقعدا وحزب «يهودية التوراة» لليهود الغربيين (الشكنازي) على ستة مقاعد.

ورغم تراجع لائحة «الليكود – بيتنا»، فإن كتلة اليمين ما زالت تحافظ على تصدرها، حيث ستحصل على 67 مقعدا وما زال نتنياهو الأوفر حظا لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

ويتوقع الاستطلاع أن تحصل كتلة اليسار - وسط والأحزاب العربية على 53 مقعدا. فحزب «الحركة» الذي أسسته وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني يتوقع أن يحصل على 10 مقاعد مقابل أربعة مقاعد لحزب «ميرتس»، أما حزب «يش عاتيد» (يوجد مستقبل) الذي أسسه الصحافي السابق يائير لابيد فسيحصل على 9 مقاعد، بينما ستحصل الأحزاب العربية على 12 مقعدا بزيادة مقعد واحد عن الاستطلاع السابق.