مخاوف من تفجر اشتباكات خلال حفل انطلاقة فتح في غزة غدا

قيادة الحركة تطمئن حماس

TT

قال رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية، إن حكومته وضعت خطة أمنية شاملة للتعامل مع يوم انطلاقة حركة فتح على أساس احترام القانون والنظام والثوابت. وخلال كلمة له أمس ألقاها في احتفال تخريج دفعة للأمن والحماية في غزة، أشار هنية إلى أن حكومته وافقت على عقد انطلاقة فتح بغزة بعد أن تقدمت بطلب لذلك لاستثمار المناخات الإيجابية نحو تحقيق المصالحة الوطنية. وتمنى هنية أن يكون إحياء انطلاقة فتح في غزة «معزز للوحدة»، مشيرا إلى أن حكومته «قدمت روحا إيجابية في بحث آلية تنفيذ مهرجان الانطلاقة». وفي ذات السياق حذرت مصادر في حكومة غزة وفي حركة حماس من مغبة استغلال الأجنحة المتصارعة في حركة فتح داخل قطاع غزة مهرجان الانطلاقة لتصفية حساباتها مع بعضها البعض، أو الشروع في استفزاز عناصر الأمن التابعين لحركة حماس، الذين سيقومون بتأمين حفل الانطلاقة من الخارج. وأشارت المصادر بشكل خاص إلى أن هناك مخاوف من أن يستغل أنصار عضو اللجنة المركزية السابق في حركة فتح محمد دحلان، الذي تم فصله من قبل الحركة الانطلاقة لافتعال مشكلات مع أنصار الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، الذين ينتمون لنفس المعسكر الذي تنتمي إليه قيادة الحركة في القطاع، أو السعي لإحراج قيادة فتح في القطاع عبر استفزاز عناصر أمن حماس.

يذكر أن كل المؤشرات تدلل على أنه على الرغم من قرار اللجنة المركزية طرد محمد دحلان من صفوف الحركة، إلا أنه لا يزال يحظى بتأييد واسع في أوساط جماهير الحركة في غزة. وأكدت مصادر فتحاوية أن هنية أبلغ قيادات في حركة فتح اجتمع بهم خلال المشاورات التي سبقت سماح حكومته للحركة بتنظيم احتفال الانطلاقة، بأن هناك معلومات لدى الأجهزة الأمنية تفيد بأن هناك احتمالا أن تنشب مواجهات بين أنصار عباس ودحلان خلال حفل الانطلاقة. ومما زاد من هذه المخاوف أن نشطاء في فتح قاموا خلال المسيرات التي نظمت مؤخرا بمناسبة الانطلاقة بإطلاق النار وتمزيق رايات حركة حماس.

من ناحيتها، أوضحت حركة فتح أنه تم وضع كل الترتيبات الأمنية اللازمة لحفظ الأمن والنظام خلال انعقاد المهرجان. وقال يحيى رباح، نائب المفوض العام للحركة في غزة: «ناقشنا كافة الترتيبات الأمنية المتعلقة بذلك، ولدينا 5 آلاف عنصر أمن، وهناك لجنة وطنية من كافة الفصائل لحماية الاحتفال، وكذلك التواصل مع الحكومة بغزة مستمر». وأضاف: «الاحتفال مقسم إلى مربعات، ولن نسمح بأي شكل من الأشكال لأي شخص كان، محاولة التخريب والعبث في المهرجان، والقبضة الأمنية متراصة». وأكد رباح أن «ما حدث من إطلاق نار وإحراق رايات حركة حماس لم يكن سوى تصرفات فردية ومعزولة ولا تعبر عن موقف الحركة، وتلاحق أولا بأول، ولن نسمح بها بأي شكل». واعتبر رباح أن عقد احتفال المصالحة بغزة دليل على أن روحها تتقدم وتعزيز للجهود الداعية لإنهاء الانقسام، متمنيا استعادة الوحدة في القريب العاجل.

وفي ذات السياق، قال المستشار السياسي لرئيس حكومة غزة يوسف رزقة، إنه لا توجد ترتيبات لزيارة أبو مازن لقطاع غزة، للمشاركة في احتفالات انطلاقة حركة فتح الـ48. وأشار رزقة في تصريحات صحافية، إلى أنه «لا يوجد حتى اللحظة أي مشروع رسمي من قبل عباس لزيارة غزة»، مبينا أن «ذلك يتطلب ترتيبات مسبقة لمعالجة الملف ومناقشته».

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، قد وصل مساء أول من أمس، إلى قطاع غزة، للمشاركة في تجهيزات المهرجان الذي سينظم يوم الجمعة في ساحة السرايا. ومن المقرر أن يلتقي شعث هنية، للتباحث في ملفات عدة، أبرزها التنسيق المشترك لمهرجان انطلاقة الثورة الفلسطينية.

من ناحية ثانية، ذكرت مصادر فلسطينية أن «وزارة الداخلية في حكومة غزة، أصدرت أوامر لعناصرها، بعدم الاحتكاك بأي من أعضاء حركة فتح أثناء الاحتفال بأي حال من الأحوال». وأضاف المصدر أن «الداخلية أبلغت عناصرها بتوثيق أي أحداث تخل بالأمن أثناء مهرجان انطلاقة الثورة الفلسطينية الـ48 بالفيديو والصور، لمتابعتها مع لجان التنسيق من فتح وحماس».