بيروت تستقبل 2013 أعمال بـ «أبو المسرح الحديث» هنريك إبسن

بعرض مسرحية «ديليت» المقتبسة عن «بيت الدمية»

TT

تبدأ عايدة صبرا بعرض مسرحيتها «ديليت» المقتبسة عن مسرحية «بيت الدمية» الشهيرة لإبسن في بيروت اليوم. وإذا كانت المسرحية التي تعود إلى عام 1878 وصفت في الأصل بأنها محطة مفصلية رائدة، شكلت انطلاقة لحركة تحرر المرأة، فإن هذا الموضوع لم يغب عن ذهن عايدة صبرا التي تتساءل، في الوقت الحالي، عن وضع النساء في ظل المتغيرات العربية الانقلابية الحاصلة.

إبسن الفنان الفذ الذي ركزت أعماله على كشف الزيف وإسقاط أقنعة الكذب المخادعة، عرض من خلال هذه المسرحية لقصة نورا المتزوجة من محام يصبح مديرا لأحد البنوك، لكنه يصاب بمرض يحتاجها لتدبير مبلغ من المال دون أن تؤذي مشاعره. تضطر نوار للاستدانة من صديق زوجها الذي أصبح موظفا في البنك نفسه، دون أن يعلم الزوج بذلك. بظهور صديقة لنورا على خط الأحداث يتبين أن هذه المرأة كانت على علاقة بالرجل المدين، ويكتشف الزوج كذب نورا الأبيض، والذي لن يسامحها أبدا، على الرغم من أن قصدها الأساسي كان مساعدته في مرضه، دون إحراجه أو إزعاجه. في لحظة اشتداد الأزمة بين الزوجين تعاود نورا مراجعة شريط حياتها لتكتشف أنها كانت باستمرار دمية في خدمة الآخرين دون أن تلتفت لتحقيق ذاتها.

عايدة صبرا الشغوفة بالتطورات التكنولوجية الحديثة التي غيرت أنماط العيش والتفكير، اختارت أربع شخصيات من أصل ثماني في مسرحية إبسن ووضعتها على الخشبة. مسرحية «ديليت» تجري أحداثها في مقهى، حيث يجلس الأشخاص الأربعة متفرقين كل منهم على طاولته وأمامه لابتوب خاص بهم، لكنهم جميعا يتصفحون الصفحة ذاتها التي تحيل إلى مشاهد تتجسد وسط المقهى. وهذه المشاهد هي لمقاطع من مسرحية إبسن «بيت الدمية». تشرح لنا عايدة صبرا أنها «اعتبرت كراسي المقهى وطاولاته التي تحيط بالساحة المتروكة فارغة وسط المكان (حيث تقدم مشاهد إبسن) بمثابة الكواليس التي يخلع فيها الممثلون الأربعة ملابسهم ليؤدوا مقاطع من (بيت الدمية) في حين تدور نقاشات ملبننة حول ما يحدث داخل المسرحية».