مقتل قيادي بارز في طالبان باكستان

في غارة جوية أميركية على الشريط القبلي

TT

تمكنت الهجمات التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار على المناطق القبلية في باكستان من القضاء على قيادي كبير في حركة طالبان هو الملا نظير، المعروف بميوله الموالية للحكومة والمعادية للأميركيين، وذلك بحسب ما أكده مسؤولون أمنيون باكستانيون لـ«الشرق الأوسط». وتسببت الضربات التي وجهتها الطائرات من دون طيار في جنوب منطقة وزيرستان صبيحة يوم الخميس الماضي في مقتل نحو 14 شخصا، من بينهم القيادي الطالباني الموالي للحكومة الباكستانية. وأكد المسؤولون الباكستانيون أن الطائرة الأميركية من دون طيار أطلقت صاروخين على سيارة كان بداخلها 6 أشخاص لقوا حتفهم جميعا في منطقة سار كاندا بمدينة بيرميل الواقعة في المنطقة القبلية جنوب وزيرستان في شمال غربي باكستان، وكان من بين القتلى القيادي الطالباني الملا نظير و5 من معاونيه بالقرب من بلدة وانا. وقد كان الملا نظير هو القائد العسكري الأبرز في جنوب وزيرستان، وهو جزء من الحزام القبلي الواقع شمال غربي باكستان، الذي يعتبر معقلا لتنظيم القاعدة وحركة طالبان وغيرهما من جماعات المسلحين الإسلاميين. وأحد المشايخ ذوي النفوذ في قبيلة وزير.

وفي العام الماضي، أصيب الملا نظير بإصابات بالغة أثناء هجوم انتحاري جنوب وزيرستان، وكان معروفا عنه موقفه المؤيد للحكومة الباكستانية والمعادي للوجود الأميركي هناك. وأوضح خبراء في الأوضاع السياسية التي تحكم منطقة القبائل الباكستانية لـ«الشرق الأوسط» أن الملا نظير كان يقصر نشاطاته المسلحة على قتال قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان. وقد أوقف الرجل نشاطه تماما طوال الفترة التي أطلق خلالها الجيش الباكستاني عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قوات حركة طالبان المنتشرة في المناطق القبلية الباكستانية.

وقالت سبعة مصادر بالمخابرات واثنان من السكان من قبيلته إن مولوي نظير وزير، المعروف أيضا باسم الملا نظير، وهو قيادي مهم من قبيلة وزير قتل ليل الأربعاء عندما أصابت صواريخ منزلا في منطقة قريبة من وانا عاصمة وزيرستان الجنوبية قرب الحدود مع أفغانستان.

وقالت ثلاثة مصادر إن نائبه راتا خان قتل أيضا في الهجوم. وكان نظير يفضل مهاجمة القوات الأميركية في أفغانستان على مهاجمة الجنود الباكستانيين في باكستان وهو موقف أثار خلافات بينه وبين بعض قادة طالبان الباكستانية الآخرين. وأصيب نظير في تفجير في نوفمبر (تشرين الثاني) ويعتقد على نطاق واسع أن إصابته كانت نتيجة لخصومات مع قادة آخرين في طالبان. وبعد التفجير بفترة قصيرة طلبت قبيلة وزير التي ينتمي إليها نظير من قبيلة محسود التي ينتمي لها زعيم طالبان حكيم الله محسود مغادرة المنطقة. واسترد الجيش الباكستاني أراضي من طالبان منذ شن هجوما عسكريا في عام 2009. وأسفرت الهجمات باستخدام طائرات من دون طيار عن مقتل الكثير من كبار قادة طالبان ومن بينهم بيت الله محسود سلف محسود في عام 2009.

وزادت الهجمات بطائرات من دون طيار بدرجة كبيرة منذ أن تولى الرئيس الأميركي باراك أوباما منصبه. ووقعت خمس هجمات فقط بطائرات من دون طيار في عام 2007 ووصلت إلى ذروتها لتبلغ 117 هجوما في عام 2010 ثم تراجعت إلى 46 هجوما في العام الماضي. وأصابت معظم الهجمات متشددين رغم أنها قتلت مدنيين أيضا. وتقول منظمات حقوقية إن بعض السكان يخشون هذه الهجمات بشدة إلى حد أنهم لا يريدون مغادرة منازلهم. وتشير البيانات التي جمعها مكتب الصحافة الاستقصائية من تقارير إخبارية إلى أن بين 2600 و3404 باكستانيين قتلوا في هجمات الطائرات من دون طيار بينهم عدد يتراوح بين 473 و889 أفادت تقارير بأنهم من المدنيين.

ومن الصعب التحقق من الخسائر في صفوف المدنيين لأن مقاتلي طالبان يغلقون المواقع التي تتعرض لغارات الطائرات من دون طيار فور وقوعها. ويقول بعض الباكستانيين إن الهجمات بطائرات من دون طيار تمثل انتهاكا للسيادة الوطنية ودعوا إلى توقفها. ويقول باكستانيون آخرون بينهم بعض سكان المناطق القبلية على الحدود الأفغانية إنها تقتل قادة طالبان الذين أرهبوا السكان المحليين.