العلاقات بين العرب والهنود تعود إلى التجارة

تشييد أول مسجد هندي عام 621 ميلادية

TT

ينحدر مسلمو الموبلا، في جنوب الهند وبالتحديد في ولاية كيرالا، من نسل التجار العرب. وشيد أول مسجد هندي هناك عام 621 ميلادية على يد آخر حكام أسرة تشيرا، الذي دخل الإسلام - كما يقال - خلال فترة حياة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، في كودونغالور بجنوب الهند وساهم في انتشار الإسلام في مالابار بولاية كيرالا. وتقول الأسطورة إن الملك بيرومال ارتحل إلى الحجاز لمقابلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم واعتنق الإسلام، وبهذه الطريقة تكونت جالية مسلمي الموبلا.

وعلى مدى قرون، توطدت العلاقة بين مسلمي الموبلا والتجار العرب مما كان له عميق الأثر على حياتهم وثقافتهم. وليس من قبيل المصادفة أن يعمل عدد كبير من متحدثي الماليالامية في دول الخليج العربي. واستفاد مسلمو الموبلا من التقاليد العربية والماليالامية وخرجوا بتركيبة فريدة. ونتج عن هذه الثقافة الأدب والأغاني والموسيقى والرقصات واللغة الخاصة بهم وهي الماليالامية العربية.

وذكر المؤرخ ويليام لوغان في «Malabar Manual» (دليل مالابار) أنه في مطلع القرن التاسع، أصبح للمسلمين هوية مميزة. تزوج العرب، الذين قدموا إلى هنا واستقروا، من السكان المحليين ونشأ من ذلك مجموعة فريدة تدعى «مسلمو الموبلا».

يشكك البعض في صحة هذه الرواية، لكن علاقة مالابار بالمسلمين عبر التجارة البحرية حقيقية. لذا؛ إذا لم يترسخ الإسلام في مالابار خلال عشر سنوات منذ الهجرة، فعلى الأقل حدث ذلك بعد مائة أو مائتين عام من انتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربية. وكانت هناك علاقات تجارية بين العرب والهنود منذ قديم الأزل، فقد اعتاد التجار العرب زيارة منطقة مالابار (ساحل جنوب الهند) حتى في حقبة الجاهلية، مما ربطهم بموانئ جنوب شرقي آسيا. كان العرب ممن اعتنقوا الإسلام حديثا هم أول المسلمين الذين اتصلوا بالهند.

أما في جنوب آسيا فقد اكتسب أحفاد العرب مكانة بارزة. ويزعم مسلمو كونكان أنهم من نسل التجار العرب، الذين وصلوا إلى كونكان للمرة الأولى عام 699 بحسب جلال الدين السيوطي، أي بعد وفاة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بأقل من 70 عاما في عام 632 تقريبا.

في الهند. والواضح من الكتابات المتفرقة للرحالة وعلماء الجغرافيا في بداية العصور الوسطى أن المسلمين من ذوي الأصول العربية كانوا موجودين منذ نهاية القرن السابع على ساحل كونكان وتوالوا حتى منتصف القرن العاشر. وكانوا يتمتعون بحرية العبادة وبناء المساجد ومنحهم الحكام نوعا من الحكم الذاتي المحلي.