المعارضة تعتبر «التيار الوطني لإنقاذ سوريا» محاولة للتشويش على خطاب الثورة

هاجم الائتلاف الوطني و«المشروع الإخواني» في البلاد العربية

TT

أطلق عدد من المعارضين السوريين في الداخل أمس «التيار الوطني لإنقاذ سوريا»، داعين إلى حوار وطني بين السوريين داخل سوريا، ومنتقدين كتائب المعارضة المسلحة والائتلاف الوطني السوري، لكن الأخير اعتبر بدوره هذا التيار «كيانا أقرب إلى النظام منه إلى المعارضة السورية»، و«محاولة مقصودة للتشويش على خطاب الثورة».

وفي مؤتمر صحافي عقد في بيروت بحضور عضو مجلس الشعب السوري للمعارضة ورئيس المبادرة الكردية والمصالحة الوطنية لمجلس الشعب عمر قوسي، والمعارض الدكتور نبيل فياض، وعدد من المثقفين السوريين، أوضح قوسي «إننا مجموعة من أبناء سوريا الديمقراطيين، من موالاة ومعارضة وأكثرية صامتة، الرافضين لما يحصل في بلدنا من مذابح وقمع واضطهاد طائفي وقتل على الهوية وانتهاك لحقوق الإنسان»، لافتا إلى أن «هذه المجموعة تضم أشخاصا وأحزابا ومنظمات مجتمع مدني يؤمنون بسوريا دولة مدنية علمانية ديمقراطية».

وأكد قوسي أن «غايتنا أن تبقى سوريا موحدة، ونؤمن بأن الحوار الوطني بين السوريين وعلى أرض سوريا هو الطريق الحصري للخلاص من الأزمة»، مشددا على «ضرورة فضح الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان من قبل الجماعات المتطرفة»، داعيا إلى «العمل على كشف الارتباط بين جماعة ائتلاف الدوحة والجماعات القاعدية التي تذيق الشعب السوري الويلات».

ودعا قوسي إلى «عدم المساس بالجيش السوري النظامي باعتباره خطا أحمر»، مشيرا إلى أن «هذا الجيش هو الضامن الوحيد لوحدة سوريا أرضا وشعبا ومؤسسات». وشدد على «محاربة التدخل الخارجي بما يتعارض مع السيادة السورية بكل أشكاله وأنواعه ووسائله». كما أكد «التزام التيار بضمان كل الحقوق الثقافية لمكونات الشعب السوري والعمل على تحقيق الاعتراف بالحقوق الثقافية والقومية وحل المشكلة الكردية».

من ناحيته، أكد فياض أن المعارضة السورية ترفض العودة إلى «سوريا ما قبل 15 مارس (آذار) 2011»، موضحا أنه تم الاتفاق على تقديم مبادرة التيار الوطني لإنقاذ سوريا. وأشار إلى أن معارضة الداخل «اتفقت على ضرورة التواصل مع جميع الأطراف سواء الموالون للنظام أو المعارضون له من أجل الخروج من الأزمة».

وتطرق فياض إلى الموقف من الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن «رحيل الأسد أو بقاءه شيء يقرره الشعب السوري وحده»، داعيا إلى إجراء انتخابات رئاسية في عام 2014. كما شدد على أن التيار الوطني يقف ضد ما سماه «المشروع الإخواني الذي ظهر في بلاد عربية، مثل مصر وتونس بعد ثورتيهما».

وفي حين يلتقي هذا الخطاب مع الأدبيات السياسية للتيارات المعارضة الداخلية، يرى المعارضون السوريون خارج سوريا أن هذه التيارات «يشجعها النظام ويسمح لها بأن ترفع أصواتها». وقال عضو الائتلاف الوطني السوري سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع السياسي في سوريا يسمح بظهور تيارات جديدة، هي بشكل أساسي أقرب إلى النظام منها إلى المعارضة الحقيقية والثورة السورية». وإذ أكد «إنني لا أجزم بأن تلك التيارات يقف وراءها النظام السوري»، شدد على أن «النظام يشجعها، ويسمح لها لرفع صوتها للإيحاء بأن هناك كيانات سياسية معارضة أخرى على الساحة السورية».

وعبّر نشار عن خشيته من أن تكون تلك التيارات المعارضة «محاولة مقصودة للتشويش على خطاب الثورة السورية التي تصرّ على تنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد قبل أي حل سياسي للأزمة، وتجنيب السوريين المزيد من القتل والدماء». ورأى أن «هذا الخطاب التشويشي يخدم النظام بما يتخطى خدمته لأهداف الثورة»، معتبرا أن التيارات التي تنشأ حديثا تحت مسميات الإنقاذ والحل السياسي «هي محاولة لتعويم الأسد، وإعادته إلى ميدان التفاوض من جديد»، لافتا إلى أن مواقف تلك التيارات المعارضة «تتقاطع مع المطلب الروسي الذي يدعو لأن يقرر الشعب السوري، من وجهة نظر موسكو، مصير الأسد». وأضاف «بهذا المعنى، هناك محاولة للإكثار من تلك الأصوات، ليقولوا إن كيانات أخرى تمثل الشعب السوري، وتدعو أن تجلس المعارضة إلى الحوار من دون شرط رحيل الأسد، وتناقش مستقبله في ظل بقائه رئيسا».

وتوجه نشار إلى تلك التيارات المعارضة بالقول «لا يمكن التفكير في أي نقاش سياسي حول الحلول العملية الانتقالية في ظل بقاء الأسد في سوريا سواء داخل السلطة أو خارجها»، لافتا إلى أنه «لا يتصور عاقل بعد كل ما جرى في سوريا أن يبقى الرئيس الحالي داخل سوريا».

وكان نبيل فياض، مؤسس حزب «عدل» الذي نظم المؤتمر، أعلن الثلاثاء الماضي «إننا نلتقي منذ أكثر من شهر ونصف الشهر بعد مؤتمر طهران مع مجموعة من أعضاء مجلس الشعب، ورئيس المبادرة الكردية الأستاذ عمر قوسي، والكثير من القوى المستقلة في سوريا، وتم الاتفاق على إطلاق اسم التيار الوطني لإنقاذ سوريا على الائتلاف الجديد»، مشيرا إلى أن من مهام هذا التيار «الكشف عن انتهاكات خطيرة جدا لحقوق الإنسان تحصل في سوريا، وتشكيل جبهة مدنية واسعة من دمشق مرورا ببيروت والقاهرة وتونس ضد المشروع التركي القطري الإخواني الذي يرتب في المنطقة».