د. يسري حماد نائب رئيس حزب «الوطن» السلفي الجديد: أطالب الرئيس مرسي بالشفافية

قال في حوار مع «الشرق الأوسط»: لا مانع من وجود المرأة على قوائمنا

TT

في حواره لـ«الشرق الأوسط» بعد ساعات قليلة من الإعلان عن تأسيس حزب الوطن السلفي على يد قيادات سلفية مستقيلة من حزب النور، أكد الدكتور يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن أن الحزب يفتح أبوابه لكل المصريين بمن فيهم الأقباط ولا يمانع في ترشيح شخصيات نسائية على قوائمه، نافيا انضمام الشيخ حازم أبو إسماعيل أو أي من أنصاره للحزب، مشيرا إلى أن وجوده يأتي ضمن تحالفات انتخابية. وطالب القيادي السلفي حزب الحرية والعدالة بضرورة الاهتمام بتحسين العلاقات مع الدول العربية كما طالب الرئيس مرسي بتطبيق مبدأ الشفافية والمصارحة في التعامل مع الشعب المصري.

يذكر أن الدكتور يسري حماد قيادي سلفي كبير، كان عضو الهيئة العليا بحزب النور السلفي والمتحدث الرسمي له قبل أن ينشق عنه مع مجموعة من القيادات لتأسيس حزب الوطن وهو يعمل أستاذا لعلاج الروماتيزم بجامعة الإسكندرية. وعلى هامش وجوده بالقاهرة كان حوار «الشرق الأوسط» معه..

* ما هو حزب الوطن؟

- هو حزب ذو مرجعية سلفية يحاول تنويع الكوادر المخلصة من أبناء الوطن جميعا التي تسعى إلى ريادة مصر وإعادة بناء وطن بمشاركة جميع من لديه إخلاص وطني.

* لماذا جاء الإعلان عن هذا الحزب في التوقيت الحالي؟

- طبعا نحن كنا أعضاء مؤسسين في حزب النور ولنا رؤية سياسية وإدارية حاولنا تطبيقها داخل الحزب وكان قد حدث بعض الاختلاف في وجهات النظر، وحاولنا بكافة الوسائل الوصول لرؤية مشتركة، ولكن في النهاية تيقنا أن هناك قامتين متوازيتين يصعب التقاؤهما فقررنا الخروج، وبالنسبة لتوقيت الإعلان عن الحزب، فجاء لأنه التوقيت الذي تشكل فيه القيادات التي ستدخل الانتخابات البرلمانية القادمة وكان أمامنا إما أن تنفذ رؤيتنا، أو رؤية الفصيل الآخر وبالتالي خرجنا لتكوين حزب جديد لتنفيذ الرؤية التي نراها في اختيار الكوادر والعناصر الصالحة للمشاركة.

* ما أهم المبادئ التي يقوم عليها حزب الوطن؟ وبماذا يختلف كحزب سلفي عن باقى الأحزاب السلفية الموجودة بمصر؟

- أولا مرجعيتنا الشرعية هي نموذج التيار السلفي العام ونتبنى فكرة أن الحزب يكون مؤسسة حزبية قائمة على حسن اختيار الكفاءات والكوادر الصالحة لبناء الدولة ومؤسساتها كما أن الحزب يفتح أبوابه لجميع أبناء الوطن المخلصين ونحن لسنا منغلقين بل نفتح أيدينا للجميع ونرفض الحزبية، لذلك نحن نتبنى أن جميع أبناء الأحزاب يكونون موجودين في قوائم موحدة لحسن اختيار الكفاءات الصالحة للمشاركة البرلمانية وفي مؤسسات الدولة. ونحن لا نعادي باقي القوى السياسية لكننا نبحث عن وجود الأرضية المشتركة الصالحة، للتعاون بيننا وبينهم كما أننا تكلمنا في حق المرأة وكرامتها وأهمية تمثيلها وفي الوقت نفسه نفتح أيدينا لشركاء الوطن الأقباط لأن هذه الأمة لن يبنيها فصيل ولا كيان واحد بل الجميع مدعوون للمشاركة في البناء والتعمير.

* هل معنى ذلك أنكم تقبلون عضوية الأقباط في حزب الوطن السلفي؟

- طبعا بلا شك.

* على الرغم من كونك حزبا دينيا ذا مرجعية سلفية؟! - المرجعية السلفية تعني أننا نؤمن بأن بناء الدولة وإصلاحها لا بد أن يبنى على أمرين معا؛ الحداثة، بالإضافة للتقاليد والقيم الموجودة والتي تميز مصر عن غيرها من دول العالم.

* لكن ألا ترى أن التقاء هذين العنصرين في حزب سلفي يركز على الشريعة أمر صعب أشبه بالمثالية غير الواقعية؟

- الشريعة تنادي بالأخذ بكل ما يصلح هذه الحياة دونما أي تعارض بين الخطين اللذين يلتقيان للأمام وليسا مختلفين.

* ما تفسيرك لما أحدثه حزب الوطن من جدل في الشارع السياسي المصري والعربي؟ هل لأنه يمثل اتحادا بين قطبين سلفيين كبيرين من حزب النور وجماعة الشيخ أبو إسماعيل؟

- ربما يكون السؤال الأكثر إلحاحا لدى البعض عن سبب خروج قيادات من حزب النور، وطبيعة رؤيتهم في الحزب الجديد وهو أمر أحدث ضجة كبيرة خاصة أن عمر السلفيين في مجال العمل السياسي وخبرتهم في دهاليز السياسة هو عامان فقط. والبعض يرى أنه قد حدث تطور كبير في لغة الخطاب السياسي السلفي في فترة وجيزة حتى خرج فصيل له رؤية مختلفة تعتمد على تجميع أبناء الوطن كلهم في كيان مشترك لإدارة هذه البلاد.

* ألن يكون «الوطن» أكثر تشددا من حزب النور.. وباقي الأحزاب السلفية الأخرى؟

- مسألة التشدد والتسيب تدخل في إطار الشخص ولكننا نتكلم عن الاستعانة بكل أبناء الوطن ومنطق زيادة الكوادر واختيار الأصلح طالما أنه لا يخرج عن القيم والتقاليد المصرية.

* ما دور «حازمون» أو أنصار الشيخ أبو إسماعيل معكم؟

- الشيخ حازم أبو إسماعيل ليس كيانا حزبيا ولم ينضم إلى حزب الوطن وليس من مؤسسيه ولكن وجوده كنواة تحالف انتخابي للانتخابات البرلمانية القادمة.

* قلت إنكم لن تتوقفوا عن التنسيق مع حزب النور فكيف ذلك بعد أن صرتم فرقاء؟

- نحن أصحاب منهج واحد رغم اختلافنا في الرؤية السياسية فالإخوة الأشقاء قد يكون لكل منهم رؤية مختلفة رغم أنهم تربوا في بيت واحد. فنحن في النهاية، لا بد وأن نتعاون لمصلحة هذا الوطن والنور هو أقرب فصيل للتعاون السياسي فيما بيننا على أسس واضحة ومعايير ثابتة.

* هل سيكون حزب الوطن في مواجهة الإخوان أم القوى الليبرالية؟

- نحن أصحاب منهج وسطي ننادي بتجميع كل أبناء الأمة على مبدأ المشاركة لا المغالبة مع تقديم مصلحة الوطن على أي مصلحة حزبية ضيقة، وعلى الرغم أننا حزب سياسي فإننا لا نؤمن بالحزبية وتقسيم أبناء الوطن لفئات متصارعة.

* من أين لكم بالتمويل؟

- ليس لدينا تمويل ونحن بدأنا أولى الخطوات بجمع الأموال من المنشقين عن النور، وقاموا بتأسيس الحزب وبعد ذلك ستكون هناك مبالغ من المال مدفوعة من قبل الموكلين للحزب، وعندما تبدأ الحملة الانتخابية فكل مرشح يتولى إدارة الأمر بالتنسيق مع باقي المرشحين إذا كان هناك نظام بالقائمة.

* هل لديكم تصور لكيفية مشاركتكم في الانتخابات البرلمانية.. وهل رصدتم عددا للمرشحين؟

- أهم ما يشغلني هو الكوادر التي ستنزل على قوائمي كحزب الوطن سواء كانت قوائم منفردة أم مشتركة، مع باقي الأحزاب، فالمهم هو نوعية تلك المصادر حتى يشعر الناخب بمصداقية فيما يطرحه الحزب.

* هل يمكن أن نجد على قوائم «الوطن» السلفي مرشحات؟

- نتمنى أن يكون هناك أفضل العناصر الصالحة سواء سيدات أو رجال المهم هو اختيار أفضل للكوادر.

* إذا كان الاشتراك في قوائم مع أحزاب أخرى واردا فهل يمكن أن تشاركوا مع أحزاب من تيارات مدنية؟

- أنا ضد هذه الرؤية لأن الأحزاب في النهاية تزن أنفسها بالشعب كأصحاب مبادئ أولا وأصحاب هوية معينة ولها برامج مختلفة وهذه الأمور هي التي تميز حزبا عن الآخر.

* هل الوقت المتبقي على إجراء الانتخابات البرلمانية والذي يعد بالأسابيع كاف لتحقيق تواصل مع جمهور الناخبين وتعبئة شعبية والحزب لم يزل وليدا؟

- أولا حزب الوطن يضم بين كوادره كوادر ممن قاموا بحملات انتخابية وتولوا إدارة محافظات من قبل ولدينا نماذج مقبولة ويعرفها المجتمع كما أن فترة الشهرين ونصف تقريبا المتبقية على إجراء الانتخابات البرلمانية كافية.

* عندما تتعدد الأحزاب ذات المرجعية الواحدة ألا يعد ذلك تفتيتا للأصوات المؤيدة لها؟ بمعنى ألم يكن من الأفضل تحالف السلفيين جميعا بدلا من الانقسام على أنفسهم؟

- نحن حريصون على وضع معين للتوافق فيما بيننا حتى لا يحدث تشتيت للأصوات.

* هناك تخوف من احتمالات التقييد والتضييق المرتبطة دائما في الأذهان بأفكار بعض السلفيين فما موقف الحزب من القضايا الأساسية الاقتصادية والاجتماعية وأيضا الثقافية الفكرية؟

- بالنسبة للجوانب الاقتصادية على سبيل المثال أنا لست رجل اقتصاد لأتكلم في الأمر لكننا نتبنى طرح قضايا قومية ومشروعات عملاقة تستطيع تحقيق طفرات اقتصادية والتحرر من كل القيود المعرقلة للاستثمار. ولكن في نهاية الأمر مثل هذه القوانين لا يضعها فصيل واحد بل يتم الأمر برؤية مشتركة.

* ما قصدته تحديدا موقف الحزب من القضايا الاقتصادية الشائكة المتعلقة بالبنوك والسياحة مثلا فهل لديكم رؤية خاصة بها؟

- لقد طرحنا من قبل رؤية متميزة جدا في هذا الصدد خاصة ما يتعلق بالسياحة، وهي أن مصر ليست نوعا واحدا من السياحة، لأن هناك أنواعا كثيرة من السياحة بمصر، غير مستغلة على الإطلاق، رغم أنها يمكن أن تحقق موارد ضخمة جدا ولكن الجمود الفكري وراء تركيز قطاع السياحة على نوع واحد فقط وكذلك بعض رجال الأعمال بمصر يحاولون توجيه السياحة ناحية معينة تضمن لهم تحقيق أرباح سريعة فالبلد فيها موارد ومصادر سياحية كثيرة جدا خارج نطاق التنمية، واهتمام رجال الأعمال الذين هم أصلا ليسوا من قطاع السياحة. ونحن كحزب سلفي ليس لدينا جمود فكري ونحن نحاول الاستفادة من جميع التجارب العالمية.

* هل هناك اتصالات مع دول خارجية ممن تسعون لتطبيق تجاربهم في مصر؟

- قبل أن تكملي.. أود توضيح أننا ما زلنا حزبا تحت التأسيس ولم نحصل بعد على الرخصة الرسمية ولم تمر سوى ساعات قليلة على إعلان الحزب إعلاميا.

* ما تقييمك لأداء الإخوان السياسي على الساحتين الداخلية والخارجية؟

- على صعيد السياسة الخارجية أتمنى أن يولي حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان، اهتماما بالدول العربية المهمة والمؤثرة والتي كان لها علاقات طيبة مع مصر في الماضي، ثم تقلصت درجة التوافق معها إلى حد كبير، وربما مشكلة الإمارات الأخيرة هي تعبير عن التدهور في العلاقات مع الدول العربية المجاورة. كذلك لا بد من الاهتمام بالدول الأفريقية المجاورة التي توجهنا إليها بعد الثورة وتفاءلنا بالأمر ثم حدث جمود وأصبحت الأمور محلك سر.

* وماذا عن الصعيد الداخلي؟

- أتمنى أن يتبنى سياسة المصارحة مع الشعب المصري، ولا بد للدكتور مرسي أن يصارح شعبه في خطابات صغيرة قصيرة لتوضيح الوضع الحالي، وشرح الجهود التي تقوم بها الدولة، والأشياء التي يشعر بها المواطن فعلا، خاصة في ظل وجود قنوات إعلامية تعطي صورة سوداء قاتمة.. فلا بد أن تكون هناك شفافية تامة مع الشعب حتى يدرك إلى أين نذهب!

* ما توقعاتك للنسبة التي ستحصلون عليها في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟

- طبعا لكل أمنياته، ولكن أهم شيء هو إعداد الكفاءات والكوادر، فنحن لا ننظر تحت أقدامنا لمجرد الفوز في دورة برلمانية؛ ولكننا نهتم أكثر بأن يكون للحزب وجود حقيقي وقاعدة جماهيرية كبرى في الشارع المصري.