تجدد الحرب الكلامية بين الأرجنتين وبريطانيا حول الفوكلاند

كيرشنر تدعو كاميرون عبر رسالة مفتوحة لبدء مفاوضات حول الجزر

TT

تجددت الحرب الكلامية أمس بين بريطانيا والأرجنتين بشأن جزر الفوكلاند المتنازع عليها. فقد نشرت الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنر أمس في الصحافة البريطانية رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعته فيها إلى البدء بمفاوضات بين البلدين حول السيادة على جزر الفوكلاند سيجرى فيها استفتاء لتقرير المصير في منتصف مارس (آذار) المقبل، وعلى الفور، سارعت رئاسة الوزراء البريطانية إلى إعلان معارضتها هذا الطلب.

ويتزامن نشر هذه الرسالة المؤرخة في الثالث من يناير (كانون الثاني) مع الذكرى الـ180 لاستيلاء الإنجليز على هذا الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الأطلسي و«الذي يبعد 14 ألف كلم عن لندن في تجسيد فاضح للاستعمار»، كما كتبت كيرشنر. وأضافت الرسالة التي نشرت على شكل إعلان في صحيفتي «الغارديان» و«الإندبندنت» المعارضتين: «منذ ذلك التاريخ، رفضت بريطانيا، القوة الاستعمارية، إعادة هذه الأراضي إلى الجمهورية الأرجنتينية، فمنعتها بذلك من استعادة وحدة أراضيها». وأرسلت كيرشنر نسخة من رسالتها هذه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون. وأوضحت الرئيسة الأرجنتينية أنه في عام 1965 اتخذت الأمم المتحدة «قرارا دعت فيه البلدين إلى إيجاد حل تفاوضي لهذا الخلاف حول السيادة» على هذه الجزر، وتلته «قرارات أخرى كثيرة دعت من جديد» المملكة المتحدة إلى «احترام» هذه القرارات.

ورد المتحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية أن «على الحكومة الأرجنتينية احترام حق تقرير المصير» لسكان جزر الفوكلاند، مؤكدا أن سكان هذه الجزر «يرغبون صراحة في البقاء بريطانيين»، ومشيرا إلى أنه ستتاح لهم الفرصة «لإعلان ذلك» خلال استفتاء. وأشار المتحدث إلى أن رئيس الوزراء كاميرون «سيبذل كل ما في وسعه لحماية مصالح سكان الجزر».

وكان المتحدث باسم حكومة جزر فوكلاند قد صرح في وقت سابق: «نحن لسنا مستعمرة. علاقتنا مع المملكة المتحدة بمحض اختيارنا». وأضاف المتحدث: «على عكس حكومة الأرجنتين فإن المملكة المتحدة تحترم حقوق شعبنا في تقرير علاقتنا وهو الحق الذي يكفله لنا ميثاق الأمم المتحدة وتتجاهله الأرجنتين».

وتقول الأرجنتين إنها ورثت ملكية الجزر من إسبانيا وإن بريطانيا احتلتها بالقوة في الثالث من يناير 1833. وقد خاضت الدولتان حربا بسبب هذه الجزر التي تطلق عليها الأرجنتين جزر مالفيناس عام 1982 وأودت الحرب بحياة 655 جنديا أرجنتينيا و255 جنديا بريطانيا. ويشار إلى أنه تم اكتشاف نفط مؤخرا حول الجزر التي يبلغ تعداد سكانها 3000 نسمة. وتقول الأرجنتين إن الاستفتاء المقرر غير شرعي حيث إنها تعتبر سكان الجزيرة محتلين وليسوا سكانها.