بعد أيام على إعلان «الجيش السوري الحر» بدء معركة تحرير مطار تفتناز العسكري، الواقع في محافظة إدلب شمال سوريا، يشنّ لواء «أحرار الشام» بالتعاون مع «لواء الأمة» و«كتيبة الشهيد أحمد عساف» هجوما عنيفا على المطار الذي يعد أكبر قاعدة للمروحيات في البلاد. وفي حين أكد الناطق باسم لواء «أحرار الشام» أن «الكتائب المهاجمة تمكنت من تدمير 10 مروحيات كانت موجودة في المطار في اليومين الأخيرين، قال ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إن «الثوار تمكنوا من قصف المطار باستخدام دبابتين ومضادات الطائرات وبعض الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الأخرى». وأشاروا إلى تمكنهم من «قتل وجرح نحو 100 عنصر من القوات النظامية، كما تكبد الثوار خسائر بشرية».
ويؤكد أحد الناشطين الميدانيين لـ«الشرق الأوسط» أن «معركة مطار تفتناز لم تنته»، معتبرا «أن ما حصل يشكل جولة بسيطة من معركة سيخوضها الجيش الحر لتحرير المطار بالكامل من تواجد القوات النظامية». ويحتوي مطار تفتناز العسكري على 48 مهبطا للطائرات المروحية فقط، ومن طائراته المي 24 ومي 8 ومي 17. وفيه مدرج صغير (1 كيلومتر) لاستقبال الطائرات المروحية الهجومية من نوع غزيل الفرنسية وتقديم الدعم اللوجستي لها.
وكانت القوات النظامية الموجودة في المطار قد شهدت انشقاقات عدة منذ بدء الثورة السورية. في 14 فبراير (شباط) 2012. قام أفراد من كتيبة حذيفة الخطيب التابعة للجيش السوري الحر بقطع أسلاك الاتصالات الخاصة الممددة تحت الأرض التي تغذي المطار، وبثوا شريط فيديو على الإنترنت يظهر العملية. كما تعرض المطار مع تنامي قوة كتائب الثوار في شمال سوريا لهجمات عدة من طرف الثوار في أواسط سنة 2012. ووفق لجان التنسيق المحلية في سوريا، نجح «الجيش الحر» خلال إحدى هذه الهجمات بإسقاط مروحية قرب المطار في 28 يونيو (حزيران) الفائت.
ويتوقع مصدر قيادي في «الجيش الحر» أن «تشل سيطرة المعارضة على مطار تفتناز العسكري، حركة النظام في محافظة إدلب، ما يتيح للثوار إمكانية تحرير المدينة بسرعة أكبر»، مشيرا إلى أن «ما حدث في إطار معركة مطار تفتناز جزء من استراتيجية ممنهجة للجيش الحر تقضي بضرب جميع المطارات في البلاد وشل حركتها».
وإلى جانب مطار تفتناز الذي تحاول المعارضة العسكرية السيطرة عليه، يوجد في محافظة إدلب مطار أبو الظهور العسكري، الذي يحتوي على 20 حظيرة إسمنتية ويؤوي طائرات ميغ 23 وسوخي 25 وميغ 25.. وله مدرجان أساسيان، وباستطاعته تقديم الدعم اللوجستي لطائرات عسكرية كبيرة. ويصل طول مدرجه إلى 3 كيلومترات، ويقع على بعد 50 كيلومترا شرقي إدلب، ويعد من أهم المطارات في المنطقة الشمالية.