سوريون يرفعون أعلام العراق في جمعة «حمص تنادي الأحرار لفك الحصار»

تنديدا باستهداف المواطنين.. ورفضا لخيارات الإبراهيمي

TT

في جمعة «حمص تنادي الأحرار لفك الحصار» خرجت مظاهرات في مناطق متفرقة من البلاد، لا سيما الواقعة تحت سيطرة «الجيش الحر»، وفي بعض المناطق كمدينة حرستا في ريف دمشق، والتي لا تزال تتعرض للقصف.

ووصفت مظاهرة حرستا بأنها كانت «رمزية»، للتأكيد فقط على استمرار الحراك المدني السلمي رغم دموية الأحداث المتصاعدة «ليسجلوا إصرارهم وثباتهم على المطالبة بالحرية»، بحسب ما أفاد به ناشطون في ريف دمشق. كما رفع المتظاهرون في منطقة الباب في ريف حلب الأعلام العراقية ولافتات كتبوا عليها «ثورة الإسلام في العراق والشام»، وهي المرة الأولى التي ترفع فيها الإعلام العراقية في مظاهرات الثوار السوريين، كما رفعوا لافتات أخرى تعبر عن رفض مقترحات المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي.

وفي مدينة داريا بريف دمشق، والتي تشهد اشتباكات عنيفة مع قصف متواصل من قبل قوات النظام خرجت مظاهرة طيارة وجه فيها المتظاهرون رسائل سريعة عن تردي الأوضاع في البلاد، وكتبوا على إحدى اللافتات اختزالا للأحداث «داريا إخوة العنب والدم، خلفايا إخوة الخبز والدم، والمليحة إخوة الوقود والدم.. كل شيء في سوريا أصبح أخا للدم».

وجاء ذلك بينما تواصل قوات النظام دكها لمختلف المناطق في البلاد، من بينها بلدة الحصن في ريف محافظة حماه، إلى جانب استهداف عدة بلدات في محيط مدينة الرستن وسط البلاد، حيث قتل عشرة مقاتلين في «الجيش الحر» في عملية وصفتها وكالة الأنباء السورية بعملية «نوعية قامت بها وحدة من القوات المسلحة قضت فيها على مجموعة من الإرهابيين».

وقال سكان في القلمون وسط البلاد، إن أكثر من 15 صاروخا سقطوا ليل الخميس/ الجمعة على أحياء القامعية والقاعة والصالحية في مدينة يبرود، حيث يقطن غالبية النازحين من حمص. وسمع دوي انفجار كبير على الطريق الدولي قرب مجمع النبك استهدف تجمعا لقوات النظام، وأسفر عن وقوع عدد من الضحايا وعشرات الجرحى من قوات النظام، دون أن يتم تأكيد تلك المعلومات من أي جهة.

وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، شن طيران النظام غارة على أحد أحياء مدينة دوما صباح أمس، مما أدى إلى تدمير أكثر من بناء تدميرا كاملا وبعضها ما زال سكانها داخلها تحت الأنقاض. كما نفذت طائرات «الميغ» الحربية عدة غارات جوية على مدينة المعضمية غرب دمشق، أسفرت عن مقتل أكثر 15 شخصا بينهم نساء وأطفال وعشرات الجرحى، جراء قصف الأبنية السكنية وتدمير بعضها بالكامل.

إلى ذلك، حاصرت قوات الأمن والشبيحة المساجد في حي نهر عيشة جنوب العاصمة، وذلك بعد ساعات من قيام الشبيحة بمداهمات في حارة القصر التي قتل فيها أحد الشبيحة قبل عدة أيام، وجرى اختطاف عدد من الرجال والشباب والأطفال. كما قاموا بإحراق أكثر من خمسة محلات تجارية مع قطع للتيار الكهربائي عن الحي لمدة يوم كامل. وحمل سكان نهر عيشة قوات النظام المسؤولية عن أعمال الشبيحة الانتقامية، وطالبوا بالكشف عن مصير المختطفين.

كما شوهدت تعزيزات عسكرية جديدة على أوتوستراد دمشق - درعا، مع عدد كبير من الدبابات والجنود، وكذلك شرق العاصمة، حيث سمع دوي القصف العنيف المتواصل على مدينة دوما، وعدد من بلدات الغوطة الشرقية، لا سيما جوبر الملاصقة لحي العباسيين. وذلك بعد يوم على قيام النظام بإغلاق كافة المنافذ إلى بلدة جوبر واستهدافها بقصف عنيف عقب اشتباكات بين مقاتلي «الجيش الحر» والقوات النظامية وقعت في منطقة الزبلطاني وامتدت باتجاه جوبر. وفي حي المزة غرب العاصمة، سمع طوال يوم أمس دوي القصف وراجمات الصواريخ الموجهة من مطار المزة العسكري إلى مدينتي داريا والمعضمية، وذلك بعد ساعات قليلة من تمكن «الجيش الحر» في داريا من إعطاب آليات عسكرية تابعة لقوات النظام في اشتباكات نشبت لصد محاولات قوات النظام اقتحام المدينة، حيث شوهد تحرك خمس دبابات تابعة لقوات النظام من أوتوستراد درعا - دمشق.

ورغم الأوضاع الأمنية المتردية خرجت مظاهرات يوم أمس في حمص ودمشق وريفها وحلب وإدلب وحماه والرقة ودير الزور، وهتف المتظاهرون في حلب: «أسود السنة الله محييكم»، كما رفعوا في منطقة الباب أعلام العراق ولافتات حيت مظاهرات العراق، ووصفوا ما يجري في سوريا والعراق بـ«ثورة إسلامية في العراق والشام». وتحدوا النظام بلافتة كتبوا عليها «اقصف واهدم كما تشاء، فالفكرة لا تموت ولأحلامنا بقية»، مرددين هتاف: «سوريا بلدنا والأسد عدونا».