اليمن يعلن إحالة متهم بالتجسس لصالح إسرائيل إلى القضاء

رجال قبائل يتظاهرون ضد هجمات على قراهم يعتقدون أنها أميركية

معاق يمني ضمن وقفة احتجاج للمطالبة بسرعة هيكلة قوات الجيش والأمن أمام منزل الرئيس هادي في صنعاء (رويترز)
TT

أعلن اليمن أمس أنه أحال إلى القضاء متهما بالتجسس لصالح إسرائيل، فيما تظاهر عدد من رجال القبائل احتجاجا على هجمات يعتقد أن طائرات أميركية من دون طيار تنفذها في البلاد.

وأفاد موقع وزارة الدفاع اليمنية أمس بأن شابا يمنيا يعمل مهندسا في مجال المعلوماتية سيحال إلى المحكمة الجزائية للمحاكمة بتهمة التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية (الموساد). وذكر الموقع نقلا عن «مصدر قضائي» في مدينة عدن الجنوبية أن «النيابة الجزائية المتخصصة ستحيل خلال اليومين القادمين ملف متهم يدعى إبراهام الذارحي، وهو يمني بالغ من العمر 24 سنة ويعمل مهندس كمبيوتر، إلى المحكمة الجزائية بتهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي». ويدل اسم المشتبه به على أنه قد يكون منتميا إلى الأقلية اليهودية الصغيرة التي تعيش في اليمن والتي هاجر معظم أتباعها إلى إسرائيل خلال العقود الماضية. وبحسب موقع وزارة الدفاع، فإن الذارحي اعتقل في مدينة تعز جنوب صنعاء، وأحيل إلى النيابة الجزائية في عدن الأسبوع الماضي. وذكر الموقع أن الذارحي «أقر في اعترافاته بعمالته للموساد، وأنه سافر إلى عدة دول بينها إسرائيل وتم تجنيده من قبل الموساد الإسرائيلي لنقل معلومات استخباراتية عن الأوضاع في اليمن».

ونقلت وسائل إعلام يمنية عن مصدر أمني قوله إن الشخص يحمل اسمين، الأول هو «علي عبد الله محسن الحيمي السياغي»، والثاني هو «إبراهام الدرعي أو الذارحي». وأشار إلى أن ضبط «الدرعي» يأتي ضمن خطة تعقب لضبط شبكة تخابر واسعة النطاق تعمل لصالح إسرائيل.

من جانبها، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، في تقرير لها الأربعاء، أن أجهزة الأمن اليمنية ألقت القبض على أحد اليهود من أصل يمني بتهمة التجسس لصالح جهاز الموساد. ونقلت الصحيفة العبرية أن المتهم في اليمن قد هاجر إلى إسرائيل منذ فترة، إلا أنه عاد من جديد إلى اليمن لزيارة بعض أقربائه هناك.

إلى ذلك، تظاهر العشرات من رجال القبائل المسلحين في جنوب اليمن أمس احتجاجا على هجمات بطائرات من دون طيار يقولون إنها قتلت مدنيين أبرياء، وزادت الغضب من الولايات المتحدة. وقتل ثلاثة متشددين على الأقل يشتبه في أنهم على صلة بتنظيم القاعدة، بينهم قائد محلي أول من أمس في هجوم بطائرة من دون طيار في بلدة رداع، في خامس هجوم من نوعه في المنطقة خلال عشرة أيام. وقال أحد رجال القبائل المشاركين في اعتصام أمام مبنى حكومي في رداع لـ«رويترز» عبر الهاتف إن سبعة مدنيين على الأقل قتلوا في الغارات التي وقعت في الآونة الأخيرة. وقال «إذا لم تمنع السلطات الهجمات الأميركية فسوف نحتل المؤسسات الحكومية في البلدة». وقال رجل آخر «الحكومة فتحت البلاد للأميركيين كي يقتلوا مسلمين».

وكان المحتجون يحملون بنادق كما يفعل رجال القبائل اليمنيون عادة، ولم ترد تقارير عن وقوع أعمال عنف. وفي حادث منفصل قال مسؤول أمني في منطقة حضرموت بشرق اليمن، رفض الكشف عن اسمه، لـ«رويترز»، إن أشخاصا يشتبه في كونهم مهربي مخدرات خطفوا ضابطا بالجيش في المنطقة. وأضاف المصدر أنه يعتقد أن الخطف الذي حدث في الصحراء القريبة من الحدود السعودية عمل انتقامي من عملية للجيش ضد تجارة المخدرات في المنطقة قبل نحو ثلاثة أيام أجبرت مجموعة من المهربين على الفرار من المنطقة.

ولا يعلق المسؤولون اليمنيون بشأن من ينفذ بالضبط الهجمات بطائرات من دون طيار أو من يصدر الأوامر بشنها. وأيد الرئيس عبد ربه منصور هادي صراحة شن الهجمات أثناء زيارة للولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2012. ونقل عن هادي قوله إنه يوافق شخصيا على كل هجوم. ولم يعلق هادي الذي أشاد به السفير الأميركي في صنعاء لكونه أكثر فاعلية ضد «القاعدة» من سلفه على الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة. وتعتقد الحكومات الغربية أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو أنشط وأخطر أجنحة التنظيم العالمي، وحاول التنظيم تنفيذ عدد من الهجمات ضد أهداف أميركية. وقال مسؤولون قبليون وسكان إن عشرة مدنيين على الأقل بينهم فتاة عمرها عشرة أعوام قتلوا في رداع في سبتمبر في هجوم جوي أخطأ على ما يبدو هدفه وهو سيارة قريبة كانت تقل متشددين.