رئيس «النور» لـ «الشرق الأوسط»: ما زلنا أكبر حزب سلفي في مصر.. وحصتنا في الشورى لم تتأثر

السيد خليفة: لم نرشح أحدا في تعديلات الحكومة الجديدة.. والوقت مبكر للحديث عن تحالفات

السيد مصطفى خليفة القائم بأعمال رئيس حزب النور السلفي في مصر
TT

قال السيد مصطفى خليفة، الرئيس المؤقت لحزب النور (السلفي) في مصر، إن «(النور) لا يزال أكبر حزب سلفي، رغم استقالة رئيسه الدكتور عماد عبد الغفور، الذي أسس بدوره حزبا جديدا تحت اسم (الوطن)»، مؤكدا أن «(النور) سيحوز عددا أكبر من المقاعد في انتخابات البرلمان المقبل». كما نفى خليفة وجود أي ترشيحات من جانب حزبه في التعديلات الحكومية الجديدة المنتظرة خلال الفترة المقبلة، قائلا «لم نقدم ترشيحات للحكومة.. ولا يوجد أي تواصل بين الحزب ورئيس الوزراء هشام قنديل».

وبرز حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية في مصر، خلال الانتخابات البرلمانية الماضية، ونجح في الحصول على 25 في المائة من مقاعد المجلس التشريعي، مما جعل المراقبين يعتبرونه فرس الرهان في أي تحالف لقوى الإسلامي السياسي لتشكيل حكومة أغلبية.

وأضاف خليفة، القائم بأعمال رئيس الحزب خلفا للدكتور عبد الغفور، مساعد الرئيس محمد مرسي لشؤون التواصل المجتمعي الذي استقال رسميا من رئاسة حزب النور وأسس حزب الوطن، أن «عضوا واحدا فقط من نوابنا في مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) استقال وأعلن انضمامه لحزب الوطن الجديد».

ويملك حزب النور 46 مقعدا في مجلس الشورى، الذي يتولى وفقا للدستور الجديد سلطة التشريع لحين انتخاب برلمان جديد، محتلا بذلك الأغلبية الثانية بعد حزب الحرية والعدالة (الإخوان المسلمين)، الذي يمتلك 106 مقاعد.

ونفى خليفة، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس حزب النور في حوار مع «الشرق الأوسط»، وجود أزمة حالية داخل أكبر حزب سلفي في البلاد بعد استقالة رئيسه وعدد من أعضائه، قائلا إن «الحزب لم يتأثر بالاستقالات». وكان الدكتور عبد الغفور قد شكل تحالفا انتخابيا مع القيادي السفلي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل باسم «الوطن الحر» استعدادا للبرلمان المقبل. وإلى أهم ما جاء في الحوار:

* هل حزب النور سيشارك في التعديلات الحكومية الجديدة التي من المنتظر إعلانها خلال الفترة المقبلة.. وهل قدم مرشحين للدكتور هشام قنديل (رئيس الوزراء)؟

- لم نقدم ترشيحات للحكومة الجديدة، ولا يوجد أي تواصل بين حزب النور والدكتور هشام قنديل في هذه الموضوع، فالدكتور هشام لم يتواصل معنا حول التشكيل الجديد، ولم نقدم نحن كحزب بأسماء مرشحة للوزارات.

* بصراحة شديدة.. ما تقييمك لأداء حكومة الدكتور هشام قنديل؟

- الشعب المصري ينتظر من حكومة الثورة حلولا أكثر سرعة لإنهاء المشكلات اليومية التي يعاني منها المواطن المصري، فعندما تعيش الشعوب حقبه زمنية تغيب فيها العدالة الاجتماعية فإنها تنتظر أعقاب الثورات أن تجد حلولا سريعة للعدالة الاجتماعية يتوافر معها الحد الأدنى من الحياة الكريمة.

* من وجهة نظرك كرئيس لأكبر حزب سلفي في مصر.. كيف يتم تحسين أداء الحكومة الحالية؟

- على الحكومة المسارعة في إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات اليومية التي يعاني منها المواطن المصري البسيط، والابتعاد عن الحلول العادية والنمطية للمشاكل والتي لم تأت بأي جديد.

* بصراحة.. هل توجد أزمة داخل حزب النور بعد انفصال عدد من أعضائه، خاصة أن الحزب تفادى في وقت سابق أزمة حادة على أثر قرار عزل عبد الغفور من منصبه كرئيس للحزب وتعيينك خلفا له، ثم عاد عبد الغفور ليعلن رسميا استقالته من رئاسة النور وتأسيس حزب الوطن؟

- لا توجد أزمة حالية داخل أكبر حزب سلفي في مصر بعد استقالة رئيسه وعدد من أعضائه، فالحزب لم يتأثر بالاستقالات، وإنه في أي حزب حال وجود خلاف بين تيارين داخل الحزب يتعلق برؤية المرحلة القادمة وعندما تصل الخلافات إلى طريق مسدود، قد تكون هناك أزمة وقتها؛ لكن عندما يصل هذان التياران إلى اتفاق محترم ويرى أحد الطرفين أن الأغلبية الموجودة في الحزب ليست معه ويتصرف بطريقة محترمة مثل الدكتور عماد عبد الغفور وزملائه، الذين قرروا صنع كيان جديد يعبر عن رؤيتهم لإصلاح المجتمع المصري وتأسيس حزب جديد، تكون الأزمة حينئذ ماتت.

* لكن البعض يقول إن عددا كبيرا من أعضاء الهيئة العليا لحزب النور استقالوا من أجل المشاركة في حزب الوطن؟

- هذا الكلام غير صحيح، فالهيئة العليا لحزب النور تضم 19 عضوا بجانب الدكتور عبد الغفور، وأيده في رأيه بشأن الحزب الجديد عضو واحد هو الدكتور يسري حماد، المتحدث الرسمي السابق باسم النور، وعضو آخر كان لم يحسم موقفه، أما باقي الـ17 فكان لهم رأي آخر في موضوع حزب الوطن مخالف لعبد الغفور. وزملاؤنا الثلاثة عندما رأوا أن الأغلبية لا تسعفهم اتخذوا القرار وانفصلوا، ومعنى ذلك أن الأغلبية داخل النور على قلب رجل واحد، فالأزمة انتهت وزملاؤنا ندعو لهم بالتوفيق.

* وهل كان للاستقالات من الحزب أي تأثير على مساره السياسي؟

- الانسحابات لم تؤثر على قواعد حزب النور المترامية بجميع محافظات مصر من الإسكندرية إلى أسوان، وهي لا تمثل شيئا في كيان الحزب، حيث إن الذين استقالوا عدد قليل جدا.

* وماذا عن عدد مقاعد حزب النور في مجلس الشورى الغرفة الثانية للبرلمان المصري بعد تأسيس حزب الوطن السلفي؟

- عضو واحد فقط من نوابنا في مجلس الشورى استقال من النور وأعلن انضمامه لحزب الوطن الجديد، وذلك حسبما ورد إلي حتى هذه اللحظة، ونقوم بعقد جلسات مع الأعضاء في مجلس الشورى الآن لبيان موقفهم.

* وماذا ستفعلون مع من يفضلون الانضمام لحزب الوطن من نواب مجلس الشورى؟

- كل عضو لديه الإرادة الكاملة في أن يختار الحزب الذي يعبر فيه عن رأيه.

* وماذا عن استعدادات حزب النور للانتخابات البرلمانية المقبلة والذي حظي بثاني أكبر كتلة برلمانية في مجلس الشعب المنحل؟

- نجهز للجمعية العمومية للحزب في 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، لانتخاب أعضاء الهيئة العليا للحزب واستكمال باقي الوظائف الإدارية الشاغرة للحزب، وانتخاب رئيس جديد له، ولجنة العضوية تعد مشروعا في مراحله الأولى الآن عن المجمع الانتخابي في المحافظات لاختيار من سيكونون مرشحي الحزب في الانتخابات المقبلة.

* حدثنا عن فكرة المجمع الانتخابي لحزب النور..

- الحزب أعطى تكليفات لكل أماناته بالمحافظات بإنشاء المجمعات الانتخابية لاختيار المرشحين في الانتخابية البرلمانية المقبلة، كما تم تدشين دورات تثقيفية لكوادر الحزب لتطوير الدعاية الانتخابية والوصول إلى كل شرائح المجتمع.

* وهل تتوقع صداما داخل الجمعية العمومية للحزب والتي ستقرر الإجراءات اللازمة لمواجهة آخر التطورات داخله بعد الإعلان عن الاستقالات؟

- هناك اتفاق على أن تتم الأمور بهدوء، خاصة أن الحزب يدار بشكل مؤسسي وينتمي إلى الدعوة السلفية ويحظى بدعمها.

* وهل من المتوقع أن يكون هناك تنسيق بين حزبي النور والوطن (السلفيين) في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟

- لا يزال الوقت مبكرا للحديث عن تحالفات انتخابية، خاصة أن الفترة المقبلة ستشهد وافدين جددا على الحياة الحزبية في مصر، وخريطة الأحزاب السياسية سوف تتغير، فهناك حزب الدكتور عماد عبد الغفور، إلى جانب حزب جديد للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل سوف يعلن عن اسمه الأسبوع القادم، وقد نسمع عن أحزاب أخرى جديدة، فضلا عن أن التحالفات الانتخابية بناء على ما سبق من تجارب خلال انتخابات البرلمان الماضي لم تظهر بجدية إلا في الشهر السابق للذهاب لصندوق الاقتراع مباشرة، وأمامنا من 4 إلى 6 شهور على ذلك.

* بصراحة شديدة.. هل ظهور أحزاب جديدة ذات مرجعية إسلامية سيكون له تأثير على حزب النور أشهر الأحزاب السلفية خلال الفترة المقبلة؟

- إن حزب النور لن يتأثر بتأسيس أحزاب إسلامية جديدة ذات مرجعية إسلامية، فحزب النور حصل على 25 في المائة من مقاعد البرلمان السابق، ولم يكن معروفا في الأوساط السياسية، وسوف نحقق - إن شاء الله - نسبة أكبر في انتخابات البرلمان القادمة.

* ذكر أحد مؤسسي حزب الوطن أن المقرات التي يمتلكها المستقيلون من حزب النور تزيد على 50 في المائة من إجمالي مقرات النور على مستوى محافظات مصر، وأن مقرات النور التي أسسها الأعضاء المستقلون والمنضمون لحزب الوطن ستظل بحوزتهم، نظرا لأنهم هم الذين أسسوها وليست ملك النور.. ما تعليقك على ذلك؟

- عليك أن ترجع لمن أصدر هذا التصريح لمطالبته بأن يعلن عن هذه المقرات التي يدعي أنها تمثل 50 في المائة من نصف مقرات حزب النور.

* وما تعليقك على ما يتردد أن جماعة الإخوان وراء الانقسام الذي حدث في أول حزب سلفي تأسس بعد ثورة «25 يناير»؟

- نعيش حياة سياسية جديدة، والتعامل بنظرية إلقاء التهم على الآخرين واتهامهم أمر أستبعده ولا أفضله مطلقا، فمن استقالوا من حزب النور زملاء تعاونوا على خدمة الوطن لأكثر من عام، شاركنا فيها في الحياة السياسية المصرية، ولا أتهمهم بأن أحدا يحركهم؛ لكنهم أكيد رأوا أن هناك مصلحة معينة من قرارهم بالانفصال، وإن كنت أخالفهم في القرار وهذا حقي، وهم يرون أن هذا أيضا حقهم فاستعملوه، فالطبيعي في أي حزب سياسي أنه حين تختلف الرؤية ينسحب المختلفون عن الحزب ويعلنون تأسيس كيان سياسي جديد.

* بصراحة.. هل أنت تؤيدهم في قرارهم بالانفصال؟

- كنت أرى أنهم يجب ألا ينفصلوا؛ بل كان لا بد أن يستمروا وينزلوا على رأي الأغلبية الموجودة في حزب النور.

* حدثنا عن موقف الدعوة السلفية من حزب الوطن، خاصة بعدما أعلنت في بيان لها أن حزب النور هو الذراع الوحيدة لها سياسيا ولا يوجد غيره بقرار مجلس الشورى العام لها في يونيو (حزيران) عام 2011، وأنها تستنكر ما تردده بعض وسائل الإعلام بشأن وجود ذراع سياسية أخرى لها غير النور..

- أرفض التعليق على ذلك.. فالدعوة السلفية أعلنت موقفها من حزبي النور والوطن في بيان رسمي.. فأنت تسألني عن زملاء أخذوا طريقا آخر.. فأنا أرى أنه من المعاملة السياسية ذات الأخلاق أن ترجع إلى البيان وتقول ما جاء فيه.