علاوي يؤيد دعوة المالكي لإجراء انتخابات مبكرة

قيادي في دولة القانون لـ «الشرق الأوسط»: دعوته يريد بها تعويض خسائره

سنة عراقيون يلوحون بالعلم العراقي وينادون بشعارات احتجاجية في مظاهرة ضد حكومة نوري المالكي في مدينة الفلوجة أمس (إ.ب.أ)
TT

انضم زعيم القائمة العراقية ورئيس الوزراء الأسبق الدكتور إياد علاوي إلى الدعوة التي أطلقها مؤخرا رئيس الوزراء نوري المالكي بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في البلاد بهدف الخروج من المأزق السياسي الراهن. لكن علاوي دعا في مقابل ذلك خصمه اللدود المالكي إلى الاستقالة من أجل تمهيد الطريق لإجراء تلك الانتخابات من خلال تشكيل حكومة مؤقتة من قبل البرلمان.

وقال علاوي في كلمة له وجهها إلى الشعب العراقي أمس أدعو إلى انتخابات نيابية مبكرة، وأؤيد دعوة المالكي لانتخابات مبكرة، من خلال تقديم استقالته، وتشكيل حكومة مؤقتة من قبل مجلس النواب وبإشراف الأمم المتحدة. وأضاف أن الحكومة يجب أن تقدم استقالتها لتتمكن القوى السياسية العراقية، من حل المشكلات جذريا، مطالبا بتحقيق التوازن والعدالة بين أبناء الشعب العراقي.

وأشار علاوي إلى أن العراق يمر بمرحلة تاريخه ومهمة ولا بد من النهوض به، مؤكدا أنه لم يتنازل عن المشروع الوطني الذي بدأ به، وتابع بأن العراق يمر بـ«مرحلة خطيرة» ولا بد من إنهاء الأزمات، خوفا على العراق وشعبه، ولذا لا بد من التوجه إلى انتخابات مبكرة وأن يقدم رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي استقالته، وأن يشكل مجلس النواب حكومة مؤقتة تدير شؤون البلاد لحين إجراء الانتخابات.

وخاطب علاوي المالكي في كلمته بقوله: «أنا أؤيد دعوتك إلى انتخابات مبكرة، شريطة أن تقدم الاستقالة، لتتمكن القوى السياسية من حل المشكلات والأزمات بشكل جذري»، داعيا التحالف الوطني إلى إقناع المالكي بتقديم استقالته، وترشيح شخصية أخرى من داخل التحالف الوطني. وأوضح: لا بد من تشكيل حكومة مؤقتة يقودها شخص من التحالف الوطني ملزمة بتنفيذ اتفاقية أربيل وتطبيق الدستور دون انتقائية. وتأتي دعوة علاوي لإجراء انتخابات مبكرة بعد أيام من دعوة مماثلة أطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي، وذلك بالتزامن مع انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها في العشرين من شهر أبريل (نيسان) المقبل.

وفي السياق ذاته، أكدت عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية فائزة العبيدي وهي قيادية في حركة الوفاق الوطني التي يتزعمها علاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الدعوة التي أطلقها الدكتور إياد علاوي تأتي في سياق ما تشهده البلاد من تأزم سياسي يكاد يكون السياسيون قد وصلوا إلى طريق مسدود بسببه، وبالتالي فقد أصبح حل المشكلات على أرض الواقع أمرا في غاية الصعوبة». وأضافت فائزة العبيدي أن «هناك عدة خيارات لحل الأزمة ولعل آخرها هو الانتخابات المبكرة، وبالتالي فإن القراءة التي قدمها علاوي للازمة ودعوته لإجراء انتخابات مبكرة لا تعني بالضرورة تطابق الرؤى مع المالكي، بل إنه بالعكس اعتبر أن استمرار المالكي يعني استمرارا للأزمة ولذلك دعاه إلى تقديم استقالته لكي يكون الطريق ممهدا أمام إجراء تلك الانتخابات». وأوضحت فائزة أنه «حتى لو أخذنا الأمر من زاوية تطابق رؤية خصمين في العملية السياسية باتجاه الانتخابات المبكرة فإن هذا يدل على عمق الأزمة السياسية التي يمر بها الجميع مع تأكيد أننا نحتاج الآن إلى حلول سريعة للازمة السياسية وبخاصة أزمة المظاهرات التي وصلت إلى بغداد».

وأشارت إلى أن «الحوار الجدي في حال توفر الأرضية له يمكن أن يكون أفضل من الدعوة للانتخابات في ظل عدم تحقق المستلزمات بسرعة» وبالتالي فإننا «لا نريد أن تطرح القضايا كما لو كانت مجرد عملية هروب للأمام».

أما عضو البرلمان العراقي عن دولة القانون علي الشلاه فقد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الهدف الذي ينطلق منه علاوي لدعوته إلى إجراء انتخابات مبكرة هو تعويض خسائره»، مشيرا إلى أن «علاوي لم يعد اسما فاعلا في القائمة العراقية وأنه لو شارك في الانتخابات لن يحقق أكثر من 6 إلى 7 مقاعد بينما هو يريد أن يحقق الأكثرية التي تمكنه من تشكيل حكومة وهذا حلم بعيد المنال لأن الأكثرية محسومة بحكم الوضع الديموغرافي في العراق وهو أمر معروف ولا يحتاج إلى نقاش». وأوضح الشلاه «ومع اعتقادنا أن علاوي لا ينطلق من مصلحة عامة إلا أن دعوته أمر جيد ومقبول، حيث إننا يمكن أن نحتكم إلى الشعب العراقي وهو الذي يقرر».

أما زعيم الكتلة البيضاء في البرلمان العراقي جمال البطيخ فقد اعتبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة باتت أمرا ضروريا لإخراج البلاد من نظام المحاصصة الذي عمل على تخريب كل شيء». وقال إن «تشكيل حكومة أكثرية مقابل معارضة برلمانية قوية هو وحده من ينقذ البلاد من أزماتها».