حراك في القاهرة لبحث قضية الأسرى الفلسطينيين.. ودعوات لتدويلها

أسير يفقد القدرة على النطق بسبب الإهمال الطبي

TT

في ظل تفاقم معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفي ظل الدعوات لتدويل قضيتهم، تشهد القاهرة تحركا فلسطينيا يهدف للطلب من الجانب المصري الضغط على السلطات الإسرائيلية من أجل إنهاء معاناة الأسرى المضربين عن الطعام. وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين في حكومة رام الله عيسى قراقع، إن وفدا فلسطينيا سيزور القاهرة خلال الأيام المقبلة للقاء مسؤولين مصريين بشأن إضراب الأسرى عن الطعام، وإعادة اعتقال محررين فيما أصبح يعرف بـ«صفقة شاليط» الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان أسيرا لدى حركة حماس في غزة.

وأشار قراقع إلى أن الوفد الفلسطيني سيلتقي في القاهرة مسؤولين في الحكومة والمخابرات المصرية، وسيبحث مصير الأسرى المضربين: سامر العيساوي وأيمن شراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان ويوسف شعبان، مشددا على أن التحرك الفلسطيني في القاهرة يأتي بسبب رعاية مصر لصفقة تبادل الأسرى الأخيرة، علاوة على أن مصر رعت الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع مصلحة السجون الإسرائيلية قبل عدة أشهر، الذي على أساسه أنهى الأسرى المضربون عن الطعام إضرابهم، بعد أن التزمت إسرائيل بتحسين شروط اعتقالهم.

وكشف قراقع عن أن الوفد سيحمل رسالة بهذا الخصوص من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى نظيره المصري محمد مرسي، مشيرا إلى أن اجتماعا خاصا ستعقده جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين في مقر الجامعة في القاهرة بناء على طلب من فلسطين، وذلك لمناقشة أوضاع الأسرى المضربين وآليات التحرك على كافة المستويات لإنقاذ حياتهم.

في السياق ذاته دعا وزير الأسرى الفلسطيني السابق وصفي قبها، المعتقل لدى إسرائيل، حكومتي الضفة الغربية وغزة وكافة القوى والفعاليات إلى دعم وإسناد قضية الأسرى بشكل عام، والأسرى المضربين بشكل خاص. وفي رسالة تم تهريبها من السجن، دعا قبها إلى تدويل قضية الأسرى، عبر استغلال الاعتراف بالدولة بالأمم المتحدة، وطرح قضيتهم على المؤسسات والمنظمات الدولية ليأخذ الأسير الفلسطيني حقه.

وأكد قبها أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لهجمة غير مسبوقة من قبل إدارة السجون، موضحا أن الاقتحامات للأقسام والسجون باتت أسبوعية ويتم خلالها الاعتداء على الأسرى وضربهم وتدمير ممتلكاتهم البسيطة في الغرف. وحذر من أن الوضع الصحي للأسرى المضربين «بات خطيرا جدا، ما يتطلب تحركا رسميا وشعبيا ودوليا من أجل إنقاذ حياة الأسرى قبل فوات الأوان».

من ناحية ثانية أفاد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى أمس بأن الأسير محمود حمدي شبانة (40 عاما) المحكوم بالسجن الإداري منذ 3 سنوات، فقد النطق والقدرة على الكلام بسبب آلام حادة في الأوتار الصوتية. وقال التقرير إن شبانة، وهو من سكان الخليل، لم يتلق العلاج اللازم من قبل عيادة السجن رغم مراجعته الدائمة وشعوره بالآلام منذ فترة طويلة، إلى أن تفاقم المرض وفقد صوته. وأشار التقرير إلى أن الأسرى حملوا إدارة السجون وأطباءها مسؤولية تدهور الوضع الصحي للأسير شبانة، وقدموا شكوى ضدهم على هذا الإهمال بصحته.

من جانبه أفاد محامي وزارة الأسرى نسيم أبو غوش بأن الأسير عمار ظاهر حسن نافع من سكان طولكرم (36 عاما) المحكوم بالسجن 10 سنوات، ويقبع في سجن النقب، يعاني تشنجا واخضرارا في يده اليسرى منذ 7 أشهر، ويحتاج إلى طبيب مختص في الأعصاب، ولا يتلق سوى المسكنات.