«الجيش الحر» يواصل حصار المطارات العسكرية و«يحرر» مقرا أمنيا في دير الزور

دمشق: قذيفة هاون تستهدف حيا مسيحيا واشتباكات عنيفة في مخيم اليرموك

شارع في دير الزور وقد تعرض للتدمير إثر معارك طاحنة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة (رويترز)
TT

شهدت مناطق سورية عدة يوم أمس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وكتائب الجيش السوري الحر، التي واصلت حصارها لعدد من المطارات العسكرية، تحديدا في إدلب وحلب ،في محاولة لشل حركتها وإعاقة حركة الطيران الحربي الذي يستهدف الأحياء السكنية. وفي حين استهدفت قذيفة هاون حي باب توما المسيحي في العاصمة دمشق، مخلفة حالة من الذعر والخوف، من دون رصد أي خسائر بشرية، انفجرت عبوة ناسفة موضوعة داخل سيارة في حي ركن الدين، أحد أحياء شمال العاصمة. وأعلنت لجان التنسيق في محصلة أولية مساء أمس مقتل 45 شخصا في سوريا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط «قذيفة هاون على حي باب توما، الواقع وسط دمشق القديمة»، من دون أن يشير إلى سقوط ضحايا، بينما أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن القذيفة سقطت «بالقرب من ساحة جورج خوري في منطقة القصاع، وأدت إلى أضرار مادية».

وفي حي ركن الدين، قال ناشطون إن عبوة ناسفة انفجرت داخل سيارة، وأظهر شريط فيديو بثوه على موقع «يوتيوب» سيارة تحترق وسط الطريق في حي سكني، من دون أن تسبب أضرارا كبيرة.

وكانت اشتباكات متقطعة بين «الجيش الحر» والجيش النظامي شهدها حي تشرين أمس، بينما تجدد القصف بقذائف الهاون على القابون. وفي مخيم اليرموك، الذي يقطنه لاجئون فلسطينيون، أفاد ناشطون باشتباكات عنيفة في شارع الثلاثين، بالتزامن مع انقطاع الكهرباء والاتصالات وخدمة الإنترنت عن معظم أرجاء المخيم. كما شهد حي نهر عيشة انتشارا أمنيا كثيفا وسط حملة اعتقالات عشوائية. وفي ريف دمشق، أعلن المجلس العسكري في الجيش السوري الحر إطلاق 3 صواريخ سكود من القطيفة بريف دمشق نحو شمال سوريا، وأكد ناشطون أن «صواريخ السكود الثلاثة تم إطلاقها من اللواء 155 باتجاه شمال سوريا». وكانت مدن وبلدات حرستا وشبعا وداريا وبيت سحم وزبدين وجسرين وعربين بريف دمشق قد تعرضت لقصف نظامي، في موازاة اشتباكات في بلدة عين ترما، رافقها بحسب المرصد السوري، قصف نظامي على المنطقة.

وفي مدينة داريا، أكد ناشط ميداني لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات النظامية استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة، بعد يوم على إعلانها إحراز تقدم في المدينة. وأشار إلى اشتباكات عنيفة دارت على أطراف المدينة، في ظل ارتفاع حدة القصف على أنحائها، لافتا إلى حملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين في بلدة قطنا المجاورة.

وفي دير الزور، أفاد ناشطو لجان التنسيق المحلية باشتباكات في حي الجبيلة وقصف على معظم أنحاء المدينة. وتمكن مقاتلو «الجيش الحر» من «تحرير» مقر الخدمات الفنية التابع لقوات النظام في حي الحويقة بالتزامن مع قصف عنيف استهدف الحي، وكذلك بلدتي حطلة والحسينية القريبتين من فرع الأمن السياسي.

وفي موازاة استمرار الحصار على مطار كويرس العسكري في حلب، وقعت اشتباكات عنيفة في محيطه، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في محيط مطار منغ العسكري وكتيبة العلقمية. وأفاد المرصد السوري بأن «كتائب أبو عمارة»، التابعة لـ«الجيش الحر»، هددت باستهداف الطائرات المدنية والعسكرية في مطار النيرب العسكري، بعد أيام على تهديد جماعة «جبهة النصرة» بأنها ستستهدف الطائرات المدنية في سماء حلب واعتبارها بمثابة أهداف مشروعة بعد اتهامات للنظام السوري باستخدامها لأغراض عسكرية. وفي محافظة إدلب، لا يزال مقاتلو «جبهة النصرة» وكتائب «أحرار الشام» و«الطليعة الإسلامية» و«لواء داود» يحاصرون، وفق المرصد السوري، مطار تفتناز العسكري في محاولات مستمرة للسيطرة على المطار. كما نفذت طائرة حربية غارة جوية على بلدة تفتناز أسفرت عن تهدم المنطقة المستهدفة. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن ستة أفراد من عائلة واحدة أعدموا على أيدي الشبيحة في بلدة قميناس بعد اعتقالهم وهم يعملون في أرضهم.

وفي درعا، استهدف قصف عنيف مدينة بصر الحرير، وتحديدا الحيين الغربي والجنوبي بالتزامن مع اشتباكات عند المدخل الغربي، حيث تمكن عناصر «الجيش الحر» من التصدي لمحاولة اقتحام المدينة. وطال قصف مدفعي مدينة طفس. وأشار المرصد إلى أن «القوات النظامية أحرقت منازل عدة في بلدة قرفا مسقط رأس اللواء رستم غزالي بعد يوم من مصرع قريبه حسام على يد كتائب مقاتلة». وفي حمص، تواصل القصف بقذائف الهاون على حي الخالدية، وأدى سقوط الصواريخ على مدينة الرستن إلى وقوع عشرات الجرحى، وفق لجان التنسيق المحلية، التي أفادت كذلك بمحاولة القوات النظامية «اقتحام قرية الفرحانية من الطرف الغربي، حيث اشتباكات عنيفة بالتزامن مع سقوط عشرات قذائف الهاون والمدفعية وحالة نزوح كبيرة.

وفي اللاذقية، وقعت اشتباكات عنيفة بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف استهدف قرى الكبير، وربيعة، والقصب والحلوة.

وفي حماه، لا يزال استهداف المدينة مستمرا من حاجز دير بلدة محردة المجاورة، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وكذلك الحال في مدينة كرناز نتيجة قصف مدفعي. وفي طيبة الإمام، دارت اشتباكات عنيفة على أطراف المدينة في محاولة لاقتحامها من القوات النظامية، بينما يقاتل «الجيش الحر» بضراوة من أجل فك الحصار عن المقاتلين المحاصرين داخل المدينة.

وفي منطقة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، أطلقت القوات النظامية الرصاص والغازات المسيلة للدموع من أجل تفريق متظاهرين خرجوا في تشييع «شهيد المدينة» صلاح صادق في حي الدبيسي.