السعدي يوحد المتظاهرين ضد المالكي.. وخطابه المعتدل يلقى صدى واسعا

موفد صدري لـ «الشرق الأوسط» بعد لقائه عائلة العلامة السني: لولاه لأخذت المظاهرات منحى آخر

جانب من مظاهرة حاشدة ضد حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في تكريت أول من أمس (رويترز)
TT

منذ ظهوره وسط المتظاهرين ضد حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مدينة الرمادي الأسبوع الماضي أصبح العلامة الشيخ عبد الملك السعدي بمثابة «مرجع» وموحد للصوت السني في وقت تحتاج المؤسسة السنية إلى من يفعل دورها الذي تراجع منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003.

إذ بينما كان للمؤسسة الدينية الشيعية ومنذ سقوط النظام السابق دور بارز في تحديد أهم ملامح العراق تراجع إلى الخلف دور المؤسسة السنية العراقية وساهم في تشتيته السياسيون. فمثلما انهمك الحزب الإسلامي العراقي (أكبر الأحزاب الإسلامية السنية في العراق الذي توالى على زعامته بعد الاحتلال محسن عبد الحميد وطارق الهاشمي الذي انسحب منه وإياد السامرائي) في العملية السياسية منذ تأسيسها بعد سقوط النظام العراقي السابق فقد انهمكت قوى سنية أخرى في مشروع المقاومة «هيئة علماء المسلمين وزعيمها الشيخ حارث الضاري» في حين وجد آخرون متنفسا لهم في الخارج لتقديم النصح والإرشاد (أحمد الكبيسي).

من جانبه، اكتفى العلامة الشيخ عبد الملك السعدي بدور الإرشاد والإفتاء والتوجيه مع الوقوف على مسافة واحدة من الجميع طوال السنوات الماضية ولم يدخل طرفا ضد طرف ولم يتبن اتجاها مقابل اتجاه. تلك المسافة التي ظهر أثرها واضحا مؤخرا عندما وحدت كلمته ليس صفوف المتظاهرين في الأنبار بل دعمت مواقف الجميع بمن في ذلك الحكومة ورجال الدين لكي تعيد صياغة خطاب متعقل ومقبول.

ولقي خطاب السعدي صدى إيجابيا لدى شتى أطياف الشعب العراقي. وتقديرا لهذه المواقف أوفد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس وفدا إلى الرمادي. وأكد أمين عام كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري ضياء الأسدي أن «الوفد الذي ذهب إلى محافظة الأنبار موفدا من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والذي ضمه مع النائب الأول لرئيس البرلمان والقيادي البارز في التيار الصدري قصي السهيل كان يحمل رسالة شكر وتحية من السيد الصدر إلى العلامة الشيخ عبد الملك السعدي لمواقفه الوطنية الرائعة والتي عبر عنها في خطابه الأخير وسط ساحة الاعتصام والتي أكدت وحدة الصف الوطني العراقي وقطعت الطريق أمام كل المتربصين بالعراق».

وقال الأسدي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مدينة الرمادي، حيث كان يوجد هناك وعقب لقائه مع نجل السعدي والناطق الرسمي باسمه أن «العلامة السعدي كان قد غادر للعلاج، ولكن السيد الصدر حرص على إرسال وفد وعلى أعلى مستوى من التيار الصدري إلى هذه العائلة الكريمة لنؤكد وحدة الموقف والصف وهو ما تجلى في خطابه وما تلاه من مواقف كان لها الأثر الأكبر في أن تأخذ المظاهرات مسارا آخر غير ما أخذته أول مرة لولا الشيخ السعدي الذي جاء على عجل على الرغم من مرضه ليطفئ نار الفتنة ويعود ليستكمل علاجه وهو أمر ينطوي على أهمية بالغة». وأضاف الأسدي: «وقد التقينا مع محافظ الأنبار ومجلس المحافظة وذلك يهدف للاطلاع على مطالب المتظاهرين وأحقية تلك المطالب، وما هي المطالب التي قدموها حتى الآن وكذلك مخاوفهم وهواجسهم». وأوضح الأسدي: «أن ما لسمناه أن الناس هناك يعلقون آمالا كبيرة على مواقف الصدر وكتلة الأحرار وقد أكدنا لهم أننا سنقوم بدور الوساطة بينهم وبين الحكومة آخذين بنظر الاعتبار أن هناك قوانين تتعلق بالبرلمان والكتل السياسية وبالتالي قد لا نستطيع وحدنا كتيار شعبي تحقيقها». وتابع الأسدي قائلا: إن «مما نطمئن له الآن أن الموقف على الأرض جيد، وأن الأصوات النشاز لم يعد لها وجود وأن المتظاهرين ينتظرون اليوم مبادرة من الحكومة على سبيل حسن النية».

وإلى جانب الوفد الذي أرسله الصدر إلى الرمادي فإنه أرسل أيضا وفودا إلى تكريت وصلاح الدين وديالى. كما أكدت كتلة الأحرار الصدرية موافقتها على حضور جلسة البرلمان التي دعا رئيسه أسامة النجيفي إلى عقدها اليوم لمناقشة مطالب المتظاهرين. لكن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي أكد عدم حضوره الجلسة. إلى ذلك، أعلن عضو البرلمان عن القائمة العراقية ومقرره محمد الخالدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المتخوفين من أن تكون الجلسة ميدانا للخطب والمهاترات يغالطون أنفسهم وبالتالي فإنهم لا يريدون الحضور، إما لأنهم لا يريدون التوصل إلى حل أو لا يملكونه أو أنهم واقعون تحت ضغوط معينة».