الفريق الطبي المعالج لطالباني: صحته في تحسن متسارع

خبير قانوني لـ «الشرق الأوسط»: الرئيس ما يزال في منصبه حسب الدستور العراقي

TT

بينما أكد الفريق الطبي المشرف على علاج الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يخضع لعلاج في إحدى مستشفيات ألمانيا أمس، أنه تعدى المراحل الصعبة وحالته مطمئنة، نفى المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني أن يكون هناك أي تداول حول من سيخلف الرئيس العراقي في منصبه، فيما أكد مرجع دستوري أن «الرئيس طالباني باق في منصبه حسب الدستور العراقي».

ونفت هيرو إبراهيم أحمد عقيلة الرئيس طالباني العائدة توا إلى كردستان، ما ورد بالتقرير الذي نشرته صحيفة فرنسية حول وفاته سريريا. وكانت صحيفة «لوفيغارو» قد أشارت في تقرير لها إلى «أن صحة الرئيس العراقي تدهورت بشكل خطير، وأنه مات سريريا، وأن جميع أعضاء جسده قد توقفت فيما عدا قلبه الذي ما زال ينبض»، مشيرة إلى «أن الأطباء الألمان يسعون حاليا إلى إعادة إحياء أعضاء جسده».

وقال الدكتور نجم الدين كريم، الذي رافق الرئيس طالباني في رحلته العلاجية إلى ألمانيا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من السليمانية أمس، إن «الوضع الصحي لفخامة الرئيس طالباني في تحسن مستمر وأكثر مما هو متوقع، حيث يستجيب للأحاديث والأسئلة».. وأشار كريم وهو بروفيسور مختص في الجملة العصبية، إلى أن «الجملة العصبية للرئيس طالباني في تحسن ملحوظ»، وفيما إذا كان الرئيس طالباني قد تحدث أم لا، قال الدكتور كريم: «إن الرئيس في غرفة العناية المركزة وهناك أجهزة وأنابيب تنفس وغيرها تمنعه من الحركة أو الحديث، لكننا نعرف وبحكم اختصاصي وممارستي في الطب، ومن خلال استجابته لما حوله، أن صحته تحسنت كثيرا، حيث يحرك يديه وقدميه وأصابعه». وأضاف قائلا: «من المبكر الآن الحديث عن موعد عودة الرئيس طالباني، ونحن عدنا إلى العراق؛ لأننا على يقين أن الفريق الطبي الألماني المشرف على علاجه كفؤ ومطمئنون لخطواتهم، وهم أبلغونا بأن استجابته للعلاج ممتازة». وعما إذا كان الرئيس طالباني سيعود لمزاولة مهامه أم لا، قال الدكتور كريم: «المهم بالنسبة لنا ولكل العراقيين المحبين لمام جلال هو عودته سالما إلى أرض الوطن ولشعبه وعائلته». ووصل طالباني في عشرين ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى ألمانيا لمتابعة علاجه من الجلطة الدماغية برفقة فريقه الطبي.

من جهته نفى آزاد جندياني، المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الوطني الكردستاني أن يكون «قد تم تداول أي اسم لخلافة الرئيس طالباني سواء في منصبه الحزبي أو الرئاسي»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأنباء التي تحدثت عن تداول أسماء لخلافة الرئيس طالباني عارية تماما عن الصحة، ولم يتم بحث هذا الموضوع إطلاقا»، مشيرا إلى أن «فخامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أكد خلال زيارته الأخيرة لمدينة السليمانية أن مام جلال حي يرزق وهو رئيس جمهورية العراق».

وحسب المرجع الدستوري المحامي والخبير القانوني العراقي طارق حرب، فإن «جلال طالباني وحسب الدستور العراقي هو رئيس جمهورية العراق، وباق في منصبه»، مشيرا إلى أن «الدستور العراقي يقول عند خلو المنصب (رئاسة الجمهورية) لثلاثين يوما، فإن على مجلس النواب العراقي اختيار رئيس للجمهورية، ويجب أن يحصل على ثلثي الأصوات»، مضيفا: «وحسب التوافقات السياسية التي رافقت تشكيل الحكومة فإن الرئيس يكون من الاتحاد الوطني الكردستاني حصرا». وقال حرب لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، إن «منصب رئاسة الجمهورية لم يخلُ من الرئيس، ففخامته وحسب الدستور وقانون الخدمة المدنية يعتبر متمتعا بإجازة مرضية، وهذا من حق أي موظف عراقي، ولم يحدد القانون أو الدستور مدة تمتع الموظف أو الرئيس بالإجازة المرضية»، مشيرا إلى أن «خلو المنصب يقرره تقرير طبي صادر عن لجنة طبية قانونية تقول فيه إن فلانا غير قادر على أداء مهامه، وقد تصدر هذه اللجنة تقريرها خلال أسبوع من مرض الرئيس أو سنة، وهذا لم يحدث مع حالة الرئيس طالباني، ولهذا فهو ما يزال رئيسا للعراق».