مصادر رسمية لـ «الشرق الأوسط»: 2013 عام المخاطر بالنسبة للعراق

مخاوف من سقوط الأسد.. و«هلال» الإخوان

TT

بينما يستقطب الوضع السياسي الداخلي في العراق الأضواء على خلفية استمرار الاحتجاجات والمظاهرات غرب البلاد وشمالها وتتعمق الانقسامات المذهبية والمناطقية، رأت مصادر عراقية رسمية أن عام 2013 سيكون «حافلا بالمخاطر» بالنسبة للعراق بسبب الاستحقاقات العديدة وتنامي مكامن القلق في الداخل والخارج.

وقالت هذه المصادر التي التقت بها «الشرق الأوسط» إن العراق الرسمي ممثلا برئيس الحكومة نوري المالكي والجهات التي تدعمه حتى الآن للبقاء في السلطة «تنظر بكثير من التخوف» لما يجري في سوريا لما من ذلك من انعكاسات على الوضع الداخلي للعراق وعلى «تموضعه» على الخريطة الإقليمية. وبحسب هذه المصادر، فإن بغداد «شبه متأكدة من أن النظام السوري لن يقوى على البقاء»، وأنه «بشكل أو بآخر» سائر إلى الزوال وهي ترجح ألا يكون قادرا على الصمود لما بعد العام الذي بدأ. ولذا فإن القيادة العراقية «تحسب حساباتها» وترصد الأخطار المترتبة على تحول رئيسي من هذا النوع على استقرار الداخل العراقي وعلى التحول في بيئته الإقليمية.

ومن هذا المنظور المزدوج، يتخوف العراق الرسمي بداية، في حال سقط النظام السوري، من عودة «القاعدة» بقوة ومجددا إلى العراق التي لم تخرج منه أساسا بشكل تام سابقا، خصوصا أن انهيار النظام في دمشق «سيعد بمعنى ما» انتصارا للتيار الجهادي الإسلامي، إن كان اسمه «جبهة النصرة» أو «القاعدة» أو المسميات الأخرى الموجودة اليوم على الساحة السورية. وما تتوقعه الأوساط الرسمية في بغداد وتخطط لتلافيه هو بشكل رئيسي عودة العمليات الإرهابية على نطاق واسع مع ما يعني ذلك من إرباك الأجهزة الأمنية واستعادة التأجيج الطائفي ونسف جهود التطبيع.. فضلا عن ذلك، فإن انهيار النظام السوري سيضعف موقع الحكومة العراقية باعتبار أنه سيفضي بأي حال إلى تسلم الإخوان المسلمين فعليا السلطة في دمشق.

والأسوأ من ذلك، وفق المصادر الرسمية العراقية، أن العراق سيجد نفسه «محصورا بين فكي كماشة، تتشكل من إيران من جهة الشرق والهلال الإخواني من الغرب والشمال.

وتسترسل المصادر العراقية في رسم ملامح المرحلة القادمة المكفهرة التي يدخل عليها بقوة العنصر الإيراني من زاويتين: الأولى، رد فعل طهران عراقيا في حال خسرت الحليف السوري من جهة وموقف العراق الصعب في حال وصل الملف النووي الإيراني إلى طريق مسدود يفضي إلى «الخيار العسكري» إسرائيليا وأميركيا. وترى المصادر المشار إليها أن العراق «سيكون على خط المواجهة» وسيتعين عليه اتخاذ خيارات أحلاها مر بين طرفين كلاهما مؤثر في الساحة العراقية.

ويبين مجموع هذه المخاوف الأسباب التي تجعل بغداد تناور في الموضوع السوري وتحاول الخروج من الإحراج الذي تتخوف منه بالدعوة إلى حل سياسي لا يبدو أن أحدا في بغداد مقتنع بإمكان حصوله. ويزيد من قلق النظام، وفق المصادر العراقية، أن الجبهة الداخلية مفككة، إذ إن العلاقة مع الأكراد حرجة ومع السنّة مشتعلة ومع التيار الصدري مرتبكة، وهي متوترة مع تركيا وباردة مع الأردن وغير موجودة مع بلدان الخليج.

ولذا، فإن العراق يرى في 2013 «عام المخاطر»، حيث يتعين عليه التعاطي معها وهو في موقع ضعيف، الأمر الذي يزيد من مخاوفه وهواجسه.