التفسيرات المتضاربة للدستور تعمق أحزان الفنزويليين

السلطة تدعو لمراعاة «المرونة» في تبريرها لتأجيل موعد قسم الرئيس العليل

نائب الرئيس مادورو (يسار) أثناء إجابته عن أسئلة وزير الإعلام أرنستو فيلاغاس.. على الهواء في كراكاس الليلة قبل الماضية (أ.ب)
TT

تسببت تفسيرات السياسيين المتضاربة للدستور في فنزويلا، في تعميق أحزان المواطنين الذين يتابعون ساعة بساعة، الوضع الصحي المتردي لرئيس البلاد هوغو شافيز. وطال هذا التضارب موعد ومكان أداء الرئيس المنتخب اليمين الدستورية، وأيضا المدلولات الفضفاضة لعبارة شغور كرسي الرئاسة.

ووسط هذا الجدل المتنامي منذ خضوع الرئيس لعملية لعلاج السرطان في 11 ديسمبر (كانون الأول) في كوبا، أعلن نائب الرئيس نيكولاس مادورو الليلة قبل الماضية أن الرئيس شافيز سيبقى في منصبه حتى وإن لم يتمكن من أداء اليمين في موعد العاشر من يناير (كانون الثاني) الحالي، مؤكدا أنه «إجراء شكلي» يمكن إتمامه لاحقا. كما رفض مادورو، الذي أوصى به شافيز خلفا له، دعوات المعارضة إلى تعيين رئيس الجمعية الوطنية رئيسا بالوكالة في حال غياب الرئيس عن القسم.

وقال مادورو للتلفزيون الرسمي مساء أول من أمس إن «الفترة الدستورية 2013 - 2019 ستبدأ في الـ10 من يناير وأن الرئيس شافيز وهو رئيس أعيد انتخابه سيواصل مهامه وأن إجراء قسم اليمين الشكلي يمكن أن يحصل أمام المحكمة العليا في وقت لاحق».

وتتزايد التساؤلات حول قدرة شافيز على حضور المراسم قبل أسبوع على موعدها. وبحسب المادة 231 من الدستور الفنزويلي، يجب أن يؤدي الرئيس المنتخب اليمين أمام الجمعية الوطنية خلال احتفال يقام في فنزويلا ولا يمكن تأجيله. لكن مادورو يعتمد على جزئية في نفس المادة الدستورية، تنص على أنه في حال تعذر على الرئيس المنتخب أداء القسم أمام الجمعية الوطنية فيجب أن يفعل أمام المحكمة العليا. وفي هذه الحالة لا ينص الدستور على أي مهلة.

كما ينص الدستور في حال عجز «دائم» للرئيس المنتخب عن تولي رئيس الجمعية الوطنية الرئاسة بالنيابة والدعوة إلى انتخابات مبكرة في غضون 30 يوما. لكن مادورو يؤكد أن هذا الحكم لا ينطبق على شافيز حاليا. وأوضح أن هذه العناصر تجيز «مرونة ديناميكية» تحترم «العنصر الأساسي» المتمثل في إعادة انتخاب شافيز في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مضيفا أنه في حال إرجاء المراسم تقرر المحكمة العليا «موعد» أداء القسم «بالتنسيق» مع رئيس الدولة.

من جهة أخرى، أكدت المعارضة مؤخرا وجوب تولي رئيس الجمعية الوطنية الرئاسة بالوكالة في حال غياب الرئيس في العاشر من يناير. وصرح رئيس أبرز ائتلاف للمعارضة رامون غييرمو أفيليدو الجمعة في مقابلة صحافية أن الدستور «ليس كالمعجون»، بل موجود «لتأمين» الديمقراطية. كما أطلق رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيلو في بيان الجمعة دعوة إلى التظاهر أمام مقر البرلمان للتعبير «عن الوحدة الثورة ومواجهة الشائعات» السارية حول صحة الرئيس الذي لم يظهر للعلن منذ عمليته.

ويتوقع مراقبون إعادة انتخاب كابيلو رئيسا للبرلمان ذي الغرفة الواحدة حيث يملك الحزب الحاكم الأكثرية. كما انتقد مادورو المعارضة الجمعة مؤكدا أن أفيليدو طرح «خطيا» في رسالة وجهها إلى البعثات الدبلوماسية في كراكاس «مشروع انقلاب مبكر» مطالبا بتولي كابيلو الرئاسة بالوكالة في حال تغيب شافيز. كما اتهم نائب الرئيس زعيم المعارضة أنريكي كابريليس المرشح الخاسر أمام شافيز في انتخابات أكتوبر الرئاسية بإعداد «انقلاب على المدى الطويل» عبر «تلاعبات» من دون تقديم التفاصيل.

ومساء الخميس كشفت الحكومة عن مزيد من التفاصيل حول وضع الرئيس البالغ 58 عاما مؤكدة أنه يعاني «مضاعفات» إثر «التهاب رئوي حاد» جرى في أثناء خضوعه لعمليته الرابعة لعلاج السرطان في 11 ديسمبر. وفي السابق اكتفت الحكومة بالحديث عن «التهاب تنفسي».

وتتكتم السلطات حول طبيعة مرض السرطان الذي أصاب الرئيس في منطقة الحوض وتم تشخيصه في يونيو (حزيران) 2011. وأكد مادورو أن الرئيس «تحسب لجميع الاحتمالات» مشيرا «لحسن الحظ» إلى أن سيناريو «الغياب الدائم الممكن لم يصبح واقعا بعد».