موسوعة ترصد تاريخ ثورة يناير

توثيق لتفاصيل الثورة المصرية وخباياها

TT

ترصد «موسوعة ثورة يناير» تحولات الثورة في واحدة من أكبر بلدان الربيع العربي، حيث تعنى الموسوعة بالتأريخ والتوثيق لتفاصيل وخبايا الثورة المصرية، محللة لحظات اهتزازاتها وطفراتها التي كثيرا ما تستعصي على الرصد.

فعلى درب المؤرخين الثقات غاص الباحث هشام عبد العزيز مدير أطلس المأثورات الشعبية في استقصاء كل مظاهر الثورة، رابطا وقائعها وأحداثها وطرائفها وتحولاتها الفارقة، في سياق رؤية تتحرى أمانة النقل، ودقة الرصد وحيادية التعامل مع الثورة باعتبارها فعلا مفتوحا بحيوية على تخوم البدايات والنهايات، مهيئا للمحللين تربة خصبة للعمل، ليفسروا الظواهر، ويبرروا انحرافاتها بل أخطاءها أيضا.

الموسوعة صدر الجزء الأول منها مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويحوي هذا الجزء من الموسوعة المواد التي تندرج تحت الأحرف من (الألف إلى الثاء)، بالإضافة إلى المواد التي تبدأ بأرقام كـ(6 أبريل) و(25 يناير). ويبلغ عدد عناصر هذا الجزء 252 عنصرا، تتراوح بين ما يمكن تصنيفه في «السياسي البحت»؛ كـ«ثورة اللوتس» و«تسليم السلطة» و«الانفلات الأمني»، وما يمكن إدراجه تحت «الفني البحت»؛ كـ«إبداعات الثورة» و«أغاني الثورة»، وما يمكن وضعه تحت «الأحداث الجارية» في تلك الفترة، مثل: «إضراب سائقي المترو» و«اقتحام سفارة إسرائيل».

ويكمل الباحث بهذا التوثيق، طريقا مهما بدأة المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتي في «عجائب الأخبار في التراجم والآثار»، حين وثق للمرحلة التي سبقت دخول الفرنسيين إلى مصر، مرورا بثورتي القاهرة؛ الأولى والثانية على الفرنسيين، وحتى خروجهم من أرض مصر.

ويُحسَب لـ«موسوعة ثورة يناير» في هذا المضمار الحرص على عنصرة الموضوعات وتقسيمها تقسيما دقيقا، والنظر للجوانب الحياتية مجتمعة؛ السياسية والثقافية والاجتماعية والأدبية والفنية. وعدم الاكتفاء بمصدر واحد، والابتعاد عن المشهور، ومحاولة التوثيق الرصين، والبعد عن التوثيق الفلسفي، والاتجاه نحو الرصد البريء دون إقحام الرأي، إلا فيما تقتضيه ضرورة التوضيح. وينص الباحث في مقدمة كتابه على أن المنظور الذي اعتمده لرؤية ظاهرة بحجم ثورة يناير كان هو المنظور «اللغوي السياسي».