تضارب حول مصير الشعار.. المعارضة تؤكد أنه فارق الحياة والسلطة تنفي

ضابط قيادي في «الحر» لـ«الشرق الأوسط»: من المرجح أنه نقل ميتا إلى سوريا عبر مطار اللاذقية

TT

لا يزال الغموض يلف مصير وزير الداخلية السوري محمد الشعار الذي أصيب في تفجير مبنى الوزارة في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في وقت تتناقض فيه المعلومات التي تعلن عنها كل من المعارضة السورية والنظام. ففي حين أكّدت مصادر معارضة أنّ الشعار نقل ميتا في نعش، من بيروت الأسبوع الماضي بعدما أمضى في مستشفى الجامعة الأميركية فترة لا تزيد عن سبعة أيام للمعالجة، ودفن في مقبرة في دمشق، أكّد ضابط قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أنّه لغاية الآن ليس هناك أي معلومات نهائية حول مصير الشعار، لكن المعطيات المتوفرة تفيد بأنّ إصابته كانت قاتلة وهو يعاني من وضع صحي خطير، وإذا كان هناك احتمال لشفائه فسيعيش عاجزا بسبب إصابته في العمود الفقري، مضيفا «لذا فإن هذه الإصابات التي استدعت نقله إلى بيروت لا يمكن أن تعالج خلال أيام معدودة، وبالتالي من المرجّح أنّ يكون قد نقل ميتا إلى سوريا وتحديدا إلى (مطار الباسل) في اللاذقية، ليدفن في بلدته هناك»، مؤكدا أنّه لم يصل إلى سوريا عن طريق مطار دمشق المقفل أصلا ويسيطر الجيش الحر على محيطه.

في المقابل، وفي حين ذكرت وكالة «سانا» السورية، أنّ مصدرا إعلاميا أكّد أن وزير الداخلية اللواء محمد الشعار بصحة جيدة ويتماثل للشفاء ولا صحة لما تبثه بعض القنوات خلاف ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» إن المعطيات المتوفرة لديها تشير إلى أنه خرج حيا من بيروت وعاد إلى سوريا، موضحة أن «آخر ما تبلغناه أن وضعه الصحي ليس بهذه الخطورة». مع العلم أنّه وفي وقت سابق، كانت وسائل إعلام النظام السوري قد أشارت إلى خبر يفيد بتعيين اللواء رستم غزالي وزيرا للداخلية نيابة عن الشعار، وهذا ما وصفه الضابط القيادي في كلامه لـ«الشرق الأأوسط» بـ«المخالف للقوانين والأعراف»، لافتا إلى أنّ تعيينا كهذا يحتاج إلى مرسوم جمهوري، وبالتالي فإن غزالي الآن مكلّف فقط بمهام وزارة الداخلية.

بدوره كان قد أشار الناطق باسم المجلس الأعلى للجيش الحر، لؤي المقداد على صفحته في موقع «فيس بوك» في 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلى هذا الأمر، معتبرا أنّ تكليف رستم غزالي بتسيير شؤون وزارة الداخلية عوضا عن الشعار يخالف كل اعراف والقوانين وهو مؤشر واضح أن خيارات الأسد باتت محدودة جدا حتى بإيجاد أشخاص يقبلون بتولي مهام الصفوف اولى في معركته مع الشعب السوري والتي باتت بمراحلها الأخيرة، فيما اعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن تكليف غزالي يدل على أن الشعار بات عاجزا نهائيا عن ممارسة مهامه.