مصادر إسرائيلية: مهرجان فتح في غزة أسقط مزاعم أن عباس يمثل نصف الفلسطينيين فقط

«ديلي تلغراف» تنقل غضب بعض أنصار الحركة من حكم حماس

TT

رأت مصادر أمنية وسياسية إسرائيلية في الأعداد الضخمة التي شاركت في احتفالات إحياء الذكرى الـ48 لانطلاقة حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) تعبيرا عن مدى التأييد الذي يحظى به أبو مازن ليس في الضفة الغربية فحسب بل في قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس منذ أن بسطت سيطرتها عليه بعد مواجهات عنيفة مع حركة فتح في أوساط 2007.

وتختلف التقديرات حول عدد المشاركين في المهرجان المركزي لفتح في القطاع الذي اضطرت الحركة إلى اختصار عدد من فقراته بسبب التزاحم الكبير حسب ما قاله مسؤولو فتح وبسبب مشاحنات بين مناصري أبو مازن وأنصار عضو اللجنة المركزية المطرود محمد دحلان وفق ما قاله مسؤولون في حماس. وحسب تقديرات قادة الحركة فإن العدد قارب المليون مشارك بينما تقديرات حركة حماس تؤكد أنه لم يتجاوز بضع مئات من الآلاف.

ولكن سواء كان العدد بضع مئات من الآلاف أو مليونا، فإن هذا المهرجان الذي صدم العديد من المسؤولين الإسرائيليين، جاء ليدحض المزاعم الإسرائيلية القائلة إن أبو مازن لا يمثل سوى نصف الشعب الفلسطيني، حسب المصادر الإسرائيلية.

ونقل راديو الجيش الإسرائيلي كما ذكر موقع «فلسطين برس»، عن تلك المصادر قولها إن الحديث عن غزة كقاعدة للإرهاب أصبح غير ذي معنى حيث يؤيد معظم السكان الحركة التي تخوض مفاوضات مع إسرائيل التي وقعت اتفاق سلام معها، في إشارة إلى اتفاق أوسلو عام 1993.

وأضافت المصادر أن الشعار الذي يردده الساسة أن أبو مازن لا يمثل سوى نصف الشعب الفلسطيني، سقط في شوارع غزة وعلى وجه الخصوص في ساحة السرايا التي كانت يوما مقرا للقيادة العسكرية الإسرائيلية في القطاع إبان الاحتلال، وسجنا.

وعبرت المؤسسة الأمنية والسياسية في تل أبيب عن قلقها من تطور التعاون بين حماس وفتح في مجالات أخرى في ظل تقليص رام الله التعاون الأمني مع الجيش الإسرائيلي وإطلاق معظم معتقلي حماس في الضفة.

وأكدت المصادر أن الجيش يشن هذه الأثناء حملات اعتقال واسعة تطال العشرات من أعضاء «الجهاد الإسلامي» في شمال الضفة الغربية، لا سيما في منطقة جنين، في ظل توارد معلومات حول نيتهم القيام بهجمات في الضفة وإسرائيل.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، في تقرير نشرته أمس تحت عنوان «شوارع غزة يكسوها اللون الذهبي في مسيرة شارك فيها مئات الآلاف تأييدا لفتح»، أن مئات الآلاف من الفلسطينيين تدفقوا إلى شوارع غزة لإعلان التأييد لحركة فتح، ويعرب بعضهم عن الغضب من حكم حماس. واتهمها البعض بانتهاك حقوق الإنسان وفرض قيود على حرية التعبير والتسبب في الحرمان الاقتصادي المتمثل في جزء منه بتضاعف البطالة.

ونسبت الصحيفة إلى خالد شكوكي، وهو ممرض في المستشفى الأوروبي في غزة، قوله «ترى البسمة على وجه الناس بعد غياب استمر 5 سنوات جراء حكم حماس لغزة». وأضاف أن «الناس لا تحب القيود على حريتها. فلا يسمح لك بانتقاد حماس.. وقد أطلقت النيران على أرجل البعض لأنهم انتقدوا حماس».

ولفت التقرير إلى أن مدينة غزة تحولت إلى بحر من الأعلام الصفراء (رايات حركة فتح) في أول مسيرة مؤيدة لحركة فتح منذ إبعادها عن غزة منذ خمسة أعوام ونصف العام إثر اقتتال مع حماس. وقال التقرير إن المسيرة شهدت مطالبات بالمصالحة والوحدة بين الحركتين.

يذكر أن احتفالات حركة فتح في غزة أول من أمس جاءت ردا من حماس على سماح السلطة في رام الله لأنصار حماس في مدن الضفة الغربية بإحياء الذكرى الـ25 لانطلاقة حركة حماس في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك لأول مرة أيضا منذ يونيو (حزيران) 2007.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري، قوله إن المسيرة قد تؤدي إلى المصالحة بين الجانبين، حيث قال إن «نجاح المسيرة نجاح لفتح ولحماس أيضا. الأجواء الإيجابية خطوة في طريق الوحدة الوطنية».