الجنرال ماكريستال يتحمل مسؤولية سقوطه

مذكراته خالية من الفضائح

الجنرال ستانلي ماكريستال (أ.ب)
TT

اعترف الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأميركية في أفغانستان الذي استقال فجأة عام 2010 بعد نشر مقابلة معه في مجلة أميركية اعتبرت غير ودية نحو الرئيس باراك أوباما ووزير الدفاع، روبرت غيتس، ومدنيين في الوزارة، بأنه يتحمل مسؤولية سقوطه. وقال ماكريستال إن مذكراته، التي جمعها في كتاب سيصدر الاثنين، «لن تتضمن فضائح». ولكنه قال إنه يتحمل مسؤوليته، وكشف عن خلافات بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع «البنتاغون» في بداية عهد الرئيس باراك أوباما.

وقال الجنرال المتقاعد ذو الأربعة نجوم، لموقع مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، إنه حرص في كتاب السيرة الذاتية، بعنوان «حصتي من المهمة»، على تجنب أي تصفية حسابات تتعلق بمسيرته المهنية التي حفلت بكثير من الاصطدامات مع مستشاري الرئيس أوباما حول الحرب في أفغانستان أو سرد أي فضائح. وأضاف: «سيصاب الناس الساعين لفضيحة، أو انتقاد، بخيبة أمل. أنا لست من هذا النوع».

وأوضح ماكريستال (56 عاما) أن كتابه عبارة عن «سرد مختصر وموثق جيدا» لمحطات مسيرته العسكرية. خاصة عندما كان قائدا للقوات الخاصة في العراق. وقال: «جوهر الكتاب هو التحول الذي حصل في طرق عمل القوات الخاصة. لقد غيرنا طرق عملنا تغييرا كاملا».

وكان ماكريستال قدم استقالته في يونيو (حزيران) عام 2010 بعدما وجه انتقادات حادة إلى إدارة الرئيس باراك أوباما في مقابلة أجرتها معه مجلة «رولينغ ستون». وفى الحال، استقال، وقبل أوباما الاستقالة، وعين مكانه الجنرال ديفيد بترايوس الذي اضطر بدوره في 2012 إلى الاستقالة من القوات المسلحة بسبب فضيحة غرامية.

بعد تقاعده، أصبح ماكريستال أستاذا في معهد جاكسون للعلاقات الدولية في جامعة ييل (ولاية كونيتيكات). وتجنب الظهور في الإعلام. لكن، مع صدور كتابه، لا بد أن يظهر في مقابلات إعلامية كثيرة.

وفي خطابه الأخير أمام جنرالات وجنود في البنتاغون، خلط ماكريستال بين الحزن على الظروف التي أدت إلى إقالته ومرح حاول به التخفيف على نفسه وعلى الذين ودعوه. قال، بعد عرض عسكري وسبع عشرة قذيفة وداع: «تصير هذه المناسبة غريبة وأيضا حزينة. لم ينته عملي العسكري بالطريقة التي وددت أن ينتهي بها». ثم تندر: «أحتفظ بأسرار عن كثيرين منكم. وعثرت على وسيلة جديدة لنشر هذه الأسرار. أعرف صحافيا يعمل في مجلة «رولينغ ستون» (إشارة إلى المجلة التي تحدث إليها، وسببت له المشكلة).

وحرص على حضور حفل الوداع روبرت غيتس، وزير الدفاع. لكن، لم يتحدث الوزير عن أسباب عزل ماكريستال، واكتفي بالإشادة به. وقال: «نودع الجنرال ماكريستال بخليط من الفخر والحزن. فخر بإنجازاته البطولية في ميادين الحرب. وحزن لأنه سيفارقنا».

وأيضا، تحاشي الأدميرال مايك مولين، القائد العام للقوات الأميركية، الحديث عن سبب فصل ماكريستال. لكنه قال: «أعرف أن ستانلي وآني (زوجته) تدمرا بسبب ما حدث». ثم قال: «يظل العمل العسكري صعبا وأحيانا خطرا. يوجد ثمن للاشتراك فيه، ويمكن أن يكون هذا الثمن غاليا».

ولكنه أضاف: أنه ابتداء من العنوان «الجنرال الهارب»، وصف المقال «جنرالا طموحا وسياسة أميركية تعاني ونسب عددا من التعليقات غير المقبولة إلى فريق قيادتي»، ولكنه أضاف «بغض النظر عن كيف أحكم على القصة في ما يتعلق بالعدالة والدقة، إلا أن المسؤولية تقع على عاتقي».

في ذلك الوقت، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» إن ماكريستال يقول في مذكراته إن التوتر بين البنتاغون والبيت الأبيض كان واضحا في إدارة أوباما منذ الأشهر الأولى.

ويضيف إنه في بداية عهد أوباما «ظهر نقص مؤسف للثقة بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع، ينبع بشكل كبير من عملية اتخاذ القرار في أفغانستان» على الأخص في ما يتعلق بإرسال جنود إضافيين إلى هذا البلد.

وقال إن التوتر بدأ قبل أن يبدأ مهمته، حيث طلب سلفه الجنرال ديفيد ماكيرنان 30 ألف جندي في نهاية عهد الرئيس السابق جورج بوش، ولكن أوباما وافق على 17 ألفا، بينما أصر الجيش على 4 آلاف جندي إضافي وافق عليهم أوباما.

وبعد أن طلب ماكريستال 40 ألف جندي إضافي، لم يوافق أوباما إلا على 30 ألفا، وقال إنه سيطلب من الدول الحليفة تأمين الجنود الباقين كما أعلن عن انسحاب في عام 2014. وقال ماكريستال إنه لم يتحد قرارات الرئيس، ولكنه أعرب عن قلقه من أن تحديد موعد الانسحاب سيزيد عزيمة طالبان. وأضافت صحيفة «نيويورك تايمز»: «تقاعد ماكريستال حزينا مع ضحكة». وقالت صحيفة: «واشنطن بوست»: «أنهى ماكريستال خدمة أربع وثلاثين سنة بحفل تقاعد حزين، وبتطورات مثيرة في آخر سنة له في العمل العسكري».