رئاسة كردستان تنفي إغلاق حدودها.. وتؤكد: «لن نسمح بتهريب السلاح إلى الداخل السوري»

قالت إنها كانت عازمة على بناء جسر لتوصيل المساعدات

TT

نفت رئاسة إقليم كردستان التقارير التي أشارت إلى أنها أغلقت حدودها المشتركة مع سوريا بوجه تدفق المساعدات الإنسانية إلى الشعب الكردي بالداخل، متهمة أطرافا، لم تسمها، بأنها تسعى إلى إحداث البلبلة، وتوجيه الاتهامات غير الصحيحة إلى قيادة كردستان وإضعاف دورها المؤثر لتوحيد القوى الكردية السورية.

وقال بيان صدر عن رئاسة الإقليم تلقت «الشرق الأوسط» نصه، إنه «منذ فترة تتردد تصريحات وتقارير غير صحيحة حول إغلاق حدود إقليم كردستان العراق مع غرب كردستان، وهذه الأنباء عارية عن الصحة ولا تخدم سوى أعداء الشعب الكردي، وتسعى إلى بذر الفتنة بين أبناء هذا الشعب وتمزيق صفوفه وفقا لأجندات خارجية، التي لا يحبذ أصحابها أن يتحقق أي مكسب لإخواننا الكرد في غرب كردستان».

وأشار البيان إلى أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني، سعى منذ اللحظة الأولى لاندلاع الانتفاضة الشعبية بسوريا إلى إبداء دعمه الكامل للحراك الكردي هناك، وسعى بجهد متواصل لتوحيد الموقف الكردي، وحث الأحزاب السياسية هناك إلى التمسك بوحدة الخطاب القومي والسياسي. وفي هذا الإطار دعا قيادات الأحزاب الكردية السورية إلى اجتماع أربيل وعقد مؤتمر لهم بغية توحيد صفوفهم، ثم تشكيل الهيئة الكردية العليا بهدف توحيد الجهد الكردي. كما أصدر أوامره باستقبال جميع من يريد اللجوء إلى إقليم كردستان هربا من بطش النظام الحاكم في دمشق، واستقبلت كردستان لحد الآن أكثر من ستين ألفا من النازحين وقدمت لهم ما تيسر لها من إمكانيات لرعايتهم وإيوائهم، ولم تغلق حدودها المشتركة مع سوريا رغم عدم وجود أية منافذ حدودية بينها وبين الجانب السوري، فيما عدا معبر فيشخابور الذي يعبر فيه المواطنون بقوارب صغيرة.

وأشار البيان إلى أن «جميع المنافذ الحدودية البرية التي يمكن الانتقال منها عبر الحدود بالسيارات هي خاضعة لسلطة الحكومة العراقية، وليس هناك أي طريق بري بين الجانبين في حدودنا»، وكشفت رئاسة كردستان أنه «مع احتدام المواجهات واشتداد الأزمة داخل سوريا، وللتمكن من تقديم وإيصال المساعدات الإنسانية للجانب السوري، حاولت حكومة الإقليم أن تبني جسرا على النهر بفيشخابور لنقل تلك المساعدات؛ ولكن الحكومة العراقية استقدمت فرقة عسكرية من الجنوب إلى المنطقة لمنع ذلك».

وانتقدت رئاسة كردستان تصريحات بعض القادة السياسيين الكرد السوريين بهذا الصدد، وقالت: «إن عددا من السياسيين السوريين الذين يثيرون هذه المسألة، ويصرحون بأن حدودنا مغلقة مع الجانب السوري، هم يأتون ويذهبون عبر ذلك المعبر الوحيد الذي يفصلنا عن الجانب السوري». وأكدت الرئاسة في بيانها أن «الرئيس بارزاني، وخلال لقاءاته واجتماعاته مع قادة الأحزاب الكردية السورية تقدم باقتراح يقضي بتأسيس منظمة خاصة بالإغاثة باسم الهلال الأحمر الكردي السوري، تحت إشراف أحزاب الهيئة الكردية العليا، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الكردي داخل سوريا. ولكن للأسف رفض المقترح من قبل البعض، وهناك أطراف تحاول الاستفراد وفرض النفس والسيطرة على الوضع الداخلي».

وختمت الرئاسة بيانها بالقول: «بناء على توجيهات الرئيس بارزاني، تسعى حكومة الإقليم حاليا إلى بذل أقصى جهودها لتحسين أحوال النازحين بمخيمات اللجوء، كما أنها تبحث حاليا - بتوجيه من بارزاني - عن آلية معينة لتوصيل الوقود والاحتياجات الإنسانية للشعب الكردي هناك. ونؤكد في الختام بأن رئاسة الإقليم ستبذل كل ما في وسعها لخدمة إخواننا في الجانب الآخر من الحدود، وخاصة في هذه الظروف الصعبة والقاسية، ولكنها لن تسمح مطلقا باستخدام المعبر الوحيد بين إقليم كردستان وسوريا لتهريب السلاح أو المخدرات. ونحذر الأطراف التي تسعى إلى فرض نفسها بقوة السلاح وتهميش وإقصاء الآخرين».