علويون في حي «مزة 86» يخشون ردود فعل انتقامية

ناشط علوي لـ«الشرق الأوسط»: ورطوا أهالي الحي في مشكلات مع محيطهم

TT

ينقل أحد الناشطين العلويين عن عائلات تسكن في حي «مزة 86»، غرب جنوب العاصمة دمشق، تخوفها من ردود فعل ثأرية في حال سقط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «العلويين يعيشون في هذا الحي الذي يتكون من العشوائيات في حالة خوف وحذر، وينتظرون ما ستؤول إليه الأمور».

سكان الحي، وبحسب الناشط العلوي المعارض الذي تحفظ عن ذكر اسمه، كانوا «يوهمون أنفسهم بداية الثورة بأن النظام سيحسمها وينتهي الأمر، أما الآن فهم باتوا يخشون سقوط الأسد في أي لحظة متخوفين من انتقامات وأعمال عنف ضدهم». ويبدي الناشط خشيته كما الأهالي بعد «تحول الحي إلى معقل للشبيحة والمؤيدين للنظام، مما ترك شعورا بالغضب عند أهالي دمشق من التصرفات التشبيحية لبعض سكان مزة 86».

وأدى وجود حواجز لما يسمى «اللجان الشعبية» عند مداخل الحي إلى التضييق على أهالي الحي من غير العلويين، حيث «يفتشون الناس ويهينونهم أحيانا»، وفق الناشط العلوي الذي يؤكد أن «هذه المجموعات المدعومة من المخابرات الجوية ورطت أهالي الحي في مشكلات مع الأحياء المجاورة، إذ قامت بتجنيد الشبان وتسليحهم واصطحابهم إلى أماكن المظاهرات لممارسة أعمال القمع والقتل». ويشير إلى أن «هذه الممارسات قد تستجلب ردود فعل ثأرية في حال سقوط النظام الذي سيحدث عاجلا أم آجلا»، داعيا «المعارضة السورية ممثلة في الائتلاف الوطني إلى وضع آليات حماية لمثل هذه الأحياء، لتفادي الكثير من الدم في لحظة سقوط نظام الأسد».

ويتربع حي «مزة 86» على أحد التلال المحيطة بحي المزة الدمشقي، وهو عبارة عن جبل أجرد تحتله ثكنة عسكرية لما كان يعرف باسم «سرايا الدفاع» التي قادها رفعت الأسد، شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد، وهو من تحمل له ذاكرة السوريين أسوأ الذكريات، لا سيما مجزرة تدمر الشهيرة.

في مطلع الثمانينات، وبعد قمع النظام السوري للإخوان المسلمين، سمح رفعت لرجاله بأن يبنوا لأنفسهم غرفا للإقامة. وسرعان ما أحضر الجنود، وكانوا في غالبيتهم العظمى من العلويين وزوجاتهم وأبنائهم، فأسكنوهم بيوتا من الطوب اللبن والصفيح، وأجروا لهم الماء والكهرباء من الشبكة العامة، وبنوا أنظمة بدائية للمجاري تصب في واد قريب من الجبل.

وقد تعرض الحي في الآونة الأخيرة لسلسلة تفجيرات أودت بحياة عدد من قاطنيه، حيث اتهمت المعارضة السورية نظام الأسد بالوقوف وراءها، من أجل تخويف الأقلية العلوية. ويحتضن الحي نحو مائتي ألف نسمة، وتحولت بيوت الصفيح إلى أبنية، بعضها من خمسة طوابق، لكنها مبنية بعقلية بيوت الصفيح، من دون ترخيص، وتستجر الماء والكهرباء بشكل غير شرعي، وتطل على شوارع وأزقة ضيقة. ومع أن العلويين لا يزالون غالبية القاطنين اليوم، فنسبة من الطوائف الأخرى بدأت تختلط مع السكان، وتشكل قسما لا بأس به منهم.