الرئيس الفلسطيني يؤكد استعداده لبذل الجهود لتحقيق مبدأ حل الدولتين

التقى المبعوث الأميركي ديفيد هيل وسط تخوفات فلسطينية من تغيير الوثائق الرسمية

TT

أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن استعداده لاستمرار بذل كل جهد ممكن مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتحقيق مبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967.

ورحب أبو مازن خلال لقائه مساء أمس، في مقر إقامته بالعاصمة الأردنية عمان، المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، ديفيد هيل، بموقف الإدارة الأميركية الذي نقله هيل من أجل تحقيق السلام الذي يضعه الرئيس أوباما على رأس أولوياته، مشيدا بالجهود التي يبذلها هيل في هذا السياق. وبدوره، أكد هيل، خلال اللقاء الذي حضره عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، والناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، التزام الإدارة الأميركية بمبدأ حل الدولتين.

وكانت الرئاسة الفلسطينية قد جددت استعدادها للعودة في أي وقت إلى طاولة المفاوضات، إذا ما اعترفت إسرائيل بمرجعية عملية السلام، أي دولة فلسطينية على حدود 67. جاء ذلك، في تصريح لنبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، سبق لقاء الرئيس الفلسطيني، بالمبعوث الأميركي.

وقالت مصادر لـ«لشرق الأوسط»، إن فلسطين مستعدة للعودة للمفاوضات من دون تعقيدات، على أساس مبادرة السلام العربية الجديدة. وتنص المبادرة التي تبنتها لجنة المتابعة العربية، ومن المفترض أن تقدمها الجامعة العربية للولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي في غضون أسبوع أو اثنين، على استئناف المفاوضات من حيث انتهت مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت، على أن تستمر وتنتهي في سقف 6 شهور، ويتوقف خلالها الاستيطان على الأرض الفلسطينية.

ويدرك الفلسطينيون أن ذلك غير ممكن في غضون شهرين على الأقل بسبب الانتخابات في إسرائيل. وتوقعت مصادر أن تواجه الإجراءات التي أقدمت عليها السلطة الفلسطينية أخيرا، بتغيير اسمها إلى دولة فلسطين، وتغيير الوثائق الرسمية معارضة أميركية. وكان الرئيس عباس قد أصدر قرارا بتعديل القوانين والنظم النافذة وإعداد نماذج جديدة مقترحة لجواز السفر وبطاقة الهوية والرقم الوطني ومستندات تسجيل السكان والأحوال الشخصية ورخص المركبات ورخص القيادة وطوابع الإيرادات بأنواعها وطوابع البريد لدولة فلسطين. وهذا ما رفضته إسرائيل.

وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، عبرت عن ذلك قبل لقاء عباس وهيل، بقولها: «موقفنا هو تسميتها بالسلطة الفلسطينية إلى حين التوصل إلى اتفاق عبر المفاوضات، حول دولة مع حدود وهو لن يتغير». وأضافت: «لا يمكنك إنشاء دولة بالتسميات والأسماء، يمكنك فقط إنشاء دولة من خلال المفاوضات الثنائية، وستسنح للمبعوث ديفيد هيل الفرصة أن يقول ذلك أيضا».

وتابعت نولاند: «إن القرارات التي اتخذتها السلطة لن تغير شيئا على أرض الواقع بالنسبة للشعب الفلسطيني. بالتأكيد سنقول لهم إنها فكرة سيئة، وإذا ما أرادوا حقا تغيير الأمور(...) فإن عليهم العودة إلى طاولة المفاوضات».

ويبدو أن الموقفين الإسرائيلي والأميركي، لقيا صدى في رام الله.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات: «السلطة متخوفة بأن لا تعترف إسرائيل بالهويات وجواز السفر الجديد الذي سيحمل اسم الدولة بدلا من السلطة الفلسطينية، وبالتالي لن تتعجل في إصدار الوثائق الجديدة حتى تتضح الأمور».