عباس يعين هيئة قيادية جديدة لـ«فتح» بقطاع غزة

حماس تنهي انتخابات الشورى

TT

في خطوة غير متوقعة، عين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قيادة جديدة لحركة «فتح» في قطاع غزة. وعين عباس، الذي يرأس «فتح»، أحمد نصر، عضو المجلس الثوري للحركة، أمينا لسر الهيئة القيادية العليا لـ«فتح»، بالإضافة إلى تعيينه نائبا للمفوض العام للتعبئة والتنظيم، وذلك خلفا ليحيى رباح، الذي تمت الإطاحة به. وذكرت مصادر فلسطينية أن الرئيس الفلسطيني نسب أعضاء جددا في الهيئة القيادية العليا للحركة في غزة، وهم: نائب رئيس المجلس التشريعي السابق إبراهيم أبو النجا، وسميح نصر، ورئيس لجنة الرقابة في المجلس التشريعي فيصل أبو شهلا، وعضو المجلس الثوري للحركة أبو جودة النحال. ونوه المصدر بأن رباح سيواصل عضويته في الهيئة القيادية لـ«فتح» في قطاع غزة. ويذكر أن رباح لعب دورا مركزيا في تنظيم مهرجان حركة «فتح» في غزة. وأشارت المصادر، إلى أن قرار عباس المفاجئ جاء في أعقاب المشاورات التي أجراها عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث، بعيد انتهاء مهرجان حركة فتح في غزة، مع قيادات الحركة هناك. وأشارت المصادر، إلى وجود محاولات لضم المجموعات العسكرية التابعة لحركة فتح في الهيئة الجديدة.

من ناحيته، قال أحمد نصر، أمين سر حركة فتح الجديد، إن القرارات الجديدة التي اعتمدها عباس، تهدف إلى ترتيب الوضع الداخلي للحركة في قطاع غزة. ونقلت وكالة «سما» الفلسطينية المستقلة عن نصر قوله إن يحيى رباح كان «مسيرا لأعمال الهيئة القيادية العليا، ونائبا للمفوض العام للحركة، وإنه سيستمر في منصبه عضوا ضمن أعضاء الهيئة القيادية». وحول مهام الأعضاء الجدد، الذين تمت إضافتهم للهيئة القيادية، قال نصر، إن مهمتهم ستكون استشارية لدعم قرارات الهيئة، موضحا أنهم أعضاء لهم حقوق وعليهم واجبات، «وسيكونون في إطار الهيكلية والنظام الجديد الذي سيتم العمل به لترتيب الأوضاع الداخلية». ونفى نصر علمه بوجود اتصالات بشأن توحيد مجموعات «كتائب الأقصى» في قطاع غزة. وشدد نصر، على أن قيادة الحركة معنية بالحفاظ على وحدة الحركة «رغم محاولات بعض الجهات التشويش على هذه الوحدة بكل السبل، ونسعى قدر الإمكان لأن نعيد فتح موحدة في هيكليتها ونظامها، وكل الجوانب المهمة، حتى على مستوى التركيبة القيادية التي ستستهدف روح الشباب أيضا».

من ناحيته، امتدح الرئيس عباس الحشود الجماهيرية الكبيرة التي شاركت في حفل حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والأربعين في غزة، قائلا: «إن ما حدث في غزة من حشد جماهيري فاق التصور، هو مفخرة لنا جميعا، وتأكيد على تمسك شعبنا بوحدته الوطنية، وشعوره بوجود أفق سياسي قادم يتمثل بحصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة بصفة دولة مراقب». ولدى قيامه بتكريم العاملين في وكالة الأنباء الرسمية «وفا»، قال عباس: «الجماهير الفلسطينية سبقت القيادة في تجسيد الوطنية، عندما خرجت هذه الجماهير، التي تمثل كل أطياف الشعب الفلسطيني، بعفوية وتلقائية للمشاركة بانطلاقة الثورة الفلسطينية في قطاع غزة». وأضاف: «نريد الاحتكام لصندوق الاقتراع ليقول الشعب الفلسطيني كلمته بكل حرية وشفافية، لأن وحدتنا مهمة جدا للمستقبل، لتكون لنا دولة فلسطينية موحدة ومستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967».

ومن جهة اخرى، قالت مصادر في حركة حماس لـ«لشرق الأوسط»، إن الحركة أنهت انتخابات وتعيين مجالس الشورى في القطاعات الـ4 (الخارج وغزة والضفة والسجون) بانتظار انعقاد اجتماع مجلس الشورى المصغر لانتخاب رئيس المكتب السياسي للحركة، وهو الأمر المتوقع خلال أسبوع أو اثنين.

وبحسب المصادر، فإن إيجاد مكان متفق عليه لاجتماع مجلس الشورى هو الذي عطل عمليا الاجتماع لأكثر من مرة، بعدما كان مقررا في السودان. وكانت انتخابات شورى حماس استغرقت شهورا طويلة، على غير العادة، بعد الخروج من سوريا واستحالة إجراء الانتخابات في الضفة الغربية، وبسبب خلافات بين الداخل والخارج بخصوص موقف حماس السياسي ومن المصالحة.

وقالت المصادر: «اجتماعات المكتب السياسي ومجلس الشورى المصغر كانت ستتم في العاصمة السودانية الخرطوم، إلا أن الظروف الأمنية هناك وقدرة الاحتلال على تنفيذ عدة هجمات عبر الطيران الحربي حالت دون عقدها هذه المرة في الخرطوم، المكان غير آمن». وفي ظل إلغاء احتمال الاجتماع في السودان، برزت 3 مواقع أخرى (قطر ومصر وتونس). وقالت المصادر: «يمكن أن يعقد الاجتماع في أي من هذه الدول. وتحظى حماس بعلاقات جيدة مع القيادات في الدول الثلاث».

وفي الأسابيع الأخيرة، رجح مسؤولون، الدوحة كمكان محتمل، نظرا للعلاقة الوطيدة بين حماس وأمير قطر، غير أن معارضة بعض قياديي حماس، أو تعذر وصولهم لأسباب غير معروفة، جعل الحسم صعبا. وقالت المصادر: «هناك مشاورات بين الداخل والخارج الآن لتحديد مكان عقد اجتماع مجلس الشورى المصغر والمكتب السياسي الحالي، لانتخاب مكتب جديد». وتحرص حماس على إبقاء كثير من أعضاء مجلس الشورى بعيدا عن الأضواء وغير معروفين. وتنحصر المنافسة على رئاسة المكتب السياسي بشكل أكبر بين شخصين، الرئيس الحالي خالد مشعل الذي يرفض حتى اللحظة، العودة إلى المنصب، ونائبه موسى أبو مرزوق، الذي يبدو أكثر حظا في حال ظل مشعل على موقفه، بينما تبدو حظوظ إسماعيل هنية أقل، إذ ترغب حماس بقيادي من الخارج، تتسنى له حرية الحركة. وقالت المصادر: «أبو مرزوق سيكون خليفة مشعل في حال لم تنجح المساعي المتواصلة، لإقناع مشعل بإعادة ترشيحه مجددا».

وتضغط دول إقليمية على مشعل للبقاء في منصبه، ومنها مصر وقطر وتركيا، كما أن هناك ضغوطا داخلية في حماس لإقناعه بالعدول عن قراره عدم الترشح لولاية ثالثة في رئاسة المكتب السياسي، وهذا هو توجه تنظيم الإخوان المسلمين في مصر. وتبدو عودة مشعل على رأس المكتب السياسي لحماس، بيده وحده.