حرب أسماك «تصطاد» 61 صيادا في مياه الخليج

بعد احتجاز إيران 10 صيادين هنود دخلوا مياهها الإقليمية عبر الخفجي

صورة أرشيفية لصيادين في سوق السمك في دبي (أ.ب.)
TT

يبدو أن منطقة بحر الخليج العربي تشهد حربا مستعرة بين قوارب الصيد، لتتجاوز المناطق المحظورة بحثا عن الصيد الثمين، مخترقة بذلك الحدود البحرية لتقع في قبضة خفر السواحل في الدولة التي تم اختراق حدودها البحرية.

ولعل ما أعلن عنه أمس حرس السواحل الإيراني باحتجاز قاربي صيد سعوديين، على متنهما عشرة عمال أجانب من الجنسية الهندية، بدعوى دخولهم المياه الإقليمية الإيرانية الفاصلة بين منطقتي الخفجي وبوشهر يدخل في هذا المعركة.

وفي هذا السياق، علق العقيد البحري خالد بن خليفة العرقوبي الناطق باسم حرس الحدود في المنطقة الشرقية من السعودية على تلك الأنباء، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الحدث اعتيادي، حيث وقعت العام الماضي وحده، 10 حالات احتجاز لقوارب الصيد بين البلدين لم يتم الإفصاح عن بعضها، نظرا لكونها حوادث متوقعة عند سوء الأحوال الجوية أو وقوع الصيادين في أخطاء ملاحيّة، أو في حال عطل القارب وانجرافه نحو الحدود المائية لدولة أخرى.

وكشف العرقوبي عن أن التحقيقات الأولية مع الصيادين الإيرانيين الـ21، الذين ضبطهم حرس الحدود الأربعاء الماضي نتيجة دخولهم البحر الإقليمي السعودي بالقرب من جزيرة حرقوص، التي تبعد عن سواحل الخفحي 42 ميلا بحريا، أشارت إلى أن غرضهم الصيد، ولا توجد لديهم دوافع أخرى.

وأوضح العرقوبي أن حرس الحدود السعودي، يخضع الصيادين لتعليمات مترجمة بكافة اللغات، من أجل معرفة المناطق المتاحة والمحظور تعديها في حال دخولهم أعماق البحر، مبينا أن مالك القارب هو المتضرر الأبرز، جراء احتجاز مركبه، وربما يتحمل دفع غرامات مالية بناء على لائحة الأنظمة والجزاءات، إضافة لمصادرة ممتلكاته.

ولا يبدو الهدوء مسيطرا على أعمال خفر السواحل للدول المتاخمة للخليج العربي منذ فترة ليست بالقصيرة، حيث احتجزت السعودية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2012، حوالي 17 متسللا من إيران إلى مياهها، بينما قبضت الكويت في مارس (آذار) من العام نفسه على 7 صيادين من محافظة البصرة العراقية في الوقت الذي سبق لقطر قبل ذلك بعامين، احتجاز 6 صيادين بحرينيين.

ويمثل الخليج العربي، نقطة نزاع محورية بين دول مجلس التعاون وإيران، على الرغم من أن طول ساحله العربي البالغ 3490 كيلو مترا، يتجاوز طول الساحل الإيراني الذي يصل لـ2440 كيلو مترا، في الوقت الذي يشكل فيه الخليج أهمية اقتصادية بالغة، حيث تعبر العديد من الناقلات من موانئ ساحله، وتنقل البترول والغاز عبر مضيق هرمز إلى كافة أنحاء العالم.