عودة التوتر بين الهند وباكستان بعد حوادث توغل وقتل جنود في كشمير

نيودلهي تدين «الاستفزاز» وإسلام آباد تنفي «المزاعم بشأن إطلاق نار غير مبرر»

TT

اتهمت الهند أمس القوات الباكستانية بإطلاق قذائف «هاون» على مواقع تابعة لجيشها، الأحد الماضي، قرب خط المراقبة الذي يفصل شطري كشمير المتنازع عليها، وأكدت أيضا إقدام باكستان على إرسال قوات عبر خط المراقبة وقتل جنديين هنديين. وعلى الفور، نفى متحدث عسكري باكستاني ما وصفه بمزاعم هندية عن «إطلاق نار دون استفزاز» عبر خط المراقبة.

ويرجح أن تتسبب هذه الحوادث الأخيرة والاتهامات المتبادلة، في تقويض الجهود التي بذلت مؤخرا لتحسين العلاقات بين القوتين النوويتين.

وصرح المتحدث باسم الجيش الهندي راجيش كاليا أمس بأن اشتباكا اندلع ظهر أمس بعد أن اكتشفت دورية للجيش الهندي توغل جنود باكستانيين لمسافة نصف كلم داخل الأراضي الهندية. ويسري وقف لإطلاق النار على الخط الفاصل منذ عام 2003، إلا أنه كثيرا ما ينتهك من الجانبين.

ودانت وزارة الدفاع الهندية مقتل الجنديين، ووصفته بأنه «عمل استفزازي» من قبل باكستان. وجاء في بيان للجيش أن «حكومة الهند تدين الحادث وتعتبره عملا استفزازيا»، مضيفا أن «الحكومة ستبحث الأمر مع الحكومة الباكستانية». وشهدت العلاقات بين البلدين تحسنا طفيفا خلال الأشهر القليلة الماضية بعد توقف عملية السلام البطيئة عقب هجمات مومباي التي نفذها مسلحون قادمون من باكستان وأودت بحياة 166 شخصا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008.

وصرح كاليا من منطقة الهيمالايا الجبلية: «وقع اشتباك مسلح مع القوات الباكستانية»، معلنا أن القتيلين هما السيرجنت هيمراج سينغ والسيرجنت سودهاكار سينغ. وأضاف: «لقد فقدنا جنديين، وتعرضت جثة أحدهما للتشويه بشكل كبير»، رافضا الكشف عن مزيد من المعلومات عن الجرحى. وقال إن «المتوغلين كانوا من الجيش الباكستاني النظامي وكانوا على مسافة 400 - 500 متر داخل الأراضي الهندية». في إشارة إلى الاشتباك الذي وقع في قطاع ميندهار على بعد 173 كلم غرب مدينة جامو.

وفي إسلام آباد، نفى متحدث باسم الجيش ما وصفه «بالمزاعم الهندية بشأن إطلاق نار غير مبرر»، مضيفا أن الرواية الهندية هي «دعاية لتحويل انتباه العالم عن الهجوم على موقع باكستاني الأحد». ويوم الأحد الماضي، ذكرت باكستان أن عددا من الجنود الهنود عبروا الخط الفاصل بين شطري كشمير واقتحموا موقعا عسكريا. وقالت إن جنديا باكستانيا قتل وأصيب آخر. وتقدمت باكستان باحتجاج رسمي لدى الهند الاثنين بشأن ما وصفته بالهجوم غير المبرر، ونفت الهند عبور جنودها الحدود، وقالت إنها ردت بأسلحة خفيفة بعد سقوط قذائف «هاون» على منازل في القرية. وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية أن القوات الهندية قامت «بعملية انتقامية» يوم الأحد بعد «إطلاق نار غير مبرر» أدى إلى إلحاق أضرار بمنزل مدني. ويرجح أن يتسبب حادث أمس في تقويض الجهود التي بذلت مؤخرا لتحسين العلاقات بين البلدين، مثل فتح التجارة وتسهيل الحصول على تأشيرات دخول، وهو ما تم التوصل إليه في محادثات بين كبار القادة السياسيين من الجانبين. وإقليم كشمير الذي تسكنه غالبية مسلمة يقع في منطقة جبال الهيمالايا وتتنازعه الهند وباكستان، وتسبب هذا الإقليم في حربين من ثلاث حروب خاضها البلدان منذ استقلالهما عن بريطانيا في 1947. ودان رئيس وزراء ولاية جامو وكشمير الهندي عمر عبد الله تشويه جثة أحد الجنديين ووصفه بأنه «غير مقبول في أي مجتمع متحضر». وقال على موقع «تويتر»: «من الواضح أن شخصا في القيادة الباكستانية يريد أن يفعل كل شيء لعرقلة أي حوار بين البلدين».