المقاتلون يتوعدون النظام بمواصلة الجهاد بعد خطاب الأسد

المعارضة: دعوة الزعبي للحوار «محاولة لتصحيح ما لا يمكن تصحيحه»

TT

انتقد معارضون سوريون إعلان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس أن الدعوة للحوار «مفتوحة وموجهة لجميع قوى المعارضة»، معتبرين أنها «خاوية المضمون»، و«محاولة لتصحيح ما لا يمكن تصحيحه».. فيما ردت الكتائب المقاتلة على الأرض، بعد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، بـ«تعزيز قدراتها العسكرية وإعادة انتشار مقاتليها على مساحة سوريا»، كما أعلنت جبهة تحرير سوريا.

وجدد وزير الإعلام السوري أمس التأكيد أن «الدعوة مفتوحة وموجهة إلى جميع قوى المعارضة للمشاركة في حوار وطني يعتمد على معطيات احترام السيادة الوطنية ورفض التدخل الأجنبي بكل أشكاله ورفض أعمال الهيمنة والوصاية على القرار الوطني»، وكشف أن مجلس الوزراء «في حالة انعقاد لتنفيذ التكليف الرئاسي لوضع الآليات وتنفيذ الأفكار والبرنامج الوطني التي تضمنتها كلمة الأسد لحل الأزمة في سوريا»، لافتا إلى أن «النقاش تناول كل تفاصيل الأزمة من الزاوية الزمنية التاريخية منذ بداية الأحداث». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عنه قوله «إن النقاش طويل وشامل وصعب لأن هناك الكثير من الآراء والمقترحات والمفاهيم»، مبينا أنه «سيكون هناك لجنة من مجلس الوزراء للبدء بالاتصال مع كل القوى والشخصيات السياسية والوطنية والمجتمعية تمهيدا لعقد مؤتمر الحوار الوطني».

لكن معظم القوى السورية المعارضة، اعتبرت نفسها غير معنية بتلك الدعوة. وقالت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن الأسد «أقفل باب الحوار؛ حتى على معارضة الداخل التي رفضت أمس (أول من أمس) مبادرته»، مشيرة إلى أن الدعوة «خاوية المضمون بعد أن رفضتها مختلف أطياف المعارضة».

وفي هذا السياق، اعتبر المعارض السوري بسام جعارة أن دعوة الزعبي «جاءت لتصحيح ما لا يمكن تصحيحه بعد خطاب الأسد»، موضحا في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن وزير الإعلام «تحدث عن دعوة لحوار؛ حصرها الأسد بداية بأهل البيت، أي معارضة الداخل التي رفضتها أيضا، فكيف يعيد طرحها مجددا؟ وعلى من؟».

وإذ اعتبر جعارة أن الزعبي «سيُحاسب على هذه الدعوة، لأنها خارج سياق حديث الأسد»، قال: إن الرئيس السوري من خلال مبادرته الأخيرة «أخذ مناصريه إلى جهنم». وأضاف: «كنا نخشى أن يعلن موافقته على مبادرة المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي، لكنه تبين أنه أهم داعم للثورة السورية بغبائه، كما أنه حاول توجيه رسالة لرفع معنويات الشبيحة، لكنها عادت عليه بمفعول رجعي من خلال إعلان الحرب على الشعب السوري». كما رأى أن دعوة الزعبي «محاولة للتصحيح في المسار السياسي للأزمة، لكن الأسد أحرج الحلفاء ومنهم الروس الذين لن يجدوا مادة ليتفاوضوا عليها مع نظرائهم الأميركيين في الاجتماع المزمع عقده قريبا بين الطرفين، بعد رفض الأسد لمبادرة الإبراهيمي».

وفي ظل الرفض القاطع لمعظم قوى المعارضة السورية المعروفة، في الداخل والخارج، لمبادرة الأسد والحوار مع السلطة، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن أربعة أحزاب سوريا، هي «الإرادة الشعبية» و«الاتحاد الاشتراكي العربي» و«العهد الوطني» و«الطليعة الديمقراطي»، أعلنت موافقتها على المبادرة، ناقلة عنها أن «خطة الأسد دليل عمل وطني وتفتح الطريق أمام مخرج آمن للأزمة».

في هذا الوقت، توعدت «جبهة تحرير سوريا» التابعة للجيش السوري الحر، النظام السوري بمواصلة «الجهاد والقتال الذي أجبرنا عليه» حتى تحقيق أهداف الثورة. وقالت الجبهة في بيان ممهور باسم هيئتها السياسية، وصلت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن خطاب الأسد «لم يحمل جديدا»، لافتة إلى أنه «اجترار بكل كبر وعنجهية لما سبق من التهديد والوعيد لشعبنا السوري العظيم المطالب بالحرية والكرامة منذ قرابة العامين».

ورأت الجبهة، وهي واحدة من أكبر الفصائل السورية المقاتلة ضد النظام، أن الأسد «طالعنا بمبادرة باردة لكسب الوقت ورفعا للمعنويات المنهارة في صفوف جيشه وأمنه وشبيحته، وتطمينا كاذبا لحلفائه الذين يشتركون بدم الشعب السوري، رافضا بذلك أي حلّ سياسي أو مبادرة دولية لتسليم السُّلطة في سوريا وهو ماضٍ في خياره الأمني العسكري القاتل للآمنين والمدمّر لمقدرات البلاد ولبنيتها التحتية».

وقالت: إن الجبهة، وبعد توسعها الكبير: «تعاهد الله ثم شعبنا العظيم كما عاهدنا شهداءنا من قبل، في المضي في طريق الجهاد والقتال الذي أجبرنا عليه، حتى نحقق أهداف ثورتنا المباركة برحيل هذا النظام بكافة رموزه وأشكاله وتقديمهم لمحاكمة عادلة يشهدها الشعب، محافظين على وحدة البلاد وسيادتها، ولنبني بعد ذلك مستقبلنا ونستعيد دورنا التاريخي».

وأوضح المدير التنفيذي للجبهة محمد علوش لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد خطاب الأسد الذي أكد فيه على تمسكه بالسلطة وعدم نيته الرحيل، يعيد مقاتلو الجبهة انتشارهم من جديد بعد انضمام المزيد من الكتائب إلى الجبهة؛ وكان آخرها مجلس بانياس وطرطوس بقيادة القائد أنس عيروط، وقبلها لواء الإسلام بدمشق وريفها الذي توسع حتى شمل البادية وقد حرر حقل الثورة النفطي وسيطر عليه».

وإذ أشار علوش إلى «أننا ننسق مع هيئة الأركان الجديدة لتطوير العمل»، أكد أن «ردودنا على خطاب الأسد بدأت في معارك متفرقة، منها معركة الفتح المبين في حي السيدة زينب جنوب دمشق، ومعركة الفتح المبين في وادي الضيف، ومعركة تحرير مطار تفتناز، ومعركة العاديات بحلب وغيرها».