قطر تضاعف مساعداتها لمصر وتجعلها 5 مليارات دولار

حمد بن جاسم: دولة بحجم مصر لا يمكن الهيمنة عليها

رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم في مؤتمره الصحافي الذي عقده بالعاصمة المصرية أمس (إ.ب.أ)
TT

قال رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم أمس إن بلاده ضاعفت مساعداتها المالية لمصر من 2،5 إلى خمسة مليارات دولار من بينها أربعة مليارات دولار في شكل وديعة لدى البنك المركزي ومليار دولار منحة.

وقال بن جاسم في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل عقب اجتماع مع الرئيس المصري محمد مرسي إنه «تمت مضاعفة حجم الودائع، بمليارين ونصف مليار إضافية بتعليمات من أمير قطر لمحاولة مساعدة الأشقاء في مصر»، مشيرا إلى أنه كانت هناك «حزمة أولى من الدعم القطري بلغت 2،5 مليار دولار» تم الإعلان عنها في اغطس (آب) الماضي. وأوضح أنه بذلك يكون حجم المنح القطرية لمصر مليار دولار والودائع أربعة مليارات، مشددا على أن هذه المساعدات وصلت بالفعل إلى مصر. ووصف بن جاسم أمس ما يثار عن سعي بلاده للهيمنة على مصر بـ«نكتة أو مزحة سخيفة». وقال: «دولة بحجم مصر ومقدراتها البشرية والاقتصادية لا يمكن الهيمنة عليها من قبل أي دول أخرى والأمير يعترف بدور مصر.. ونحن نؤكد تقديرنا لكل أدوار مصر».

وتعهد الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطري، عقب مباحثات مع كبار المسؤولين المصريين في القاهرة أمس بـ«مساندة اقتصادية ضخمة» للقاهرة، وناقش مع الرئيس محمد مرسي، القادم من جماعة الإخوان، ملفات المساعدات المالية وملفات عربية منها قضية سوريا والعراق وفلسطين.

وهنا قال الدكتور عبد الغفار شكر، عضو جبهة الإنقاذ المعارضة، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، ، على أن ضخ الأموال القطرية في هذا التوقيت يأتي لمساندة الحكم الإخواني، بينما قال اللواء عادل سليمان، مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، إن قطر ترى أن من مصلحتها تحسين علاقتها مع مصر من وجهة نظر اقتصادية بحتة، باعتبارها مصدرا كبيرا للغاز الذي يمر عبر قناة السويس.

وتراجعت الحكومة المصرية الشهر الماضي عن اتخاذ إجراءات تقشفية من شأنها إثارة السخط الشعبي. وليس لدى الحكومة خيارات كبيرة لسد العجز المالي في وقت تتآكل فيه شعبية تيار الإسلامي السياسي الذي يمثله مرسي.

وعقب لقائه الرئيس مرسي ورئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل، قال الشيخ حمد إن بلاده تؤمن بقدرة مصر على اجتياز المرحلة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها و«سيكون هناك تعاون اقتصادي واستثماري ضخم بين البلدين».

ومن المقرر أن يصل الأسبوع المقبل وفد من الفنيين برئاسة وزير المالية القطري لبحث سبل دفع العلاقات الاقتصادية مع مصر. وقال الشيخ حمد إن المباحثات مع الجانب المصري ركزت على الشق الاقتصادي بين البلدين، مشيرا إلى وجود حزمة أولى من الدعم القطري تبلغ نحو 2.5 مليار دولار، منها نصف مليار على هيئة منح وملياران ودائع. وأوضح أن المباحثات تناولت تحويل إحدى الودائع إلى منحة إضافية، وأن المنح المقدمة لمصر أصبحت مليار دولار والودائع أصبحت 4 مليارات دولار. وأضاف: «تمت مضاعفة حجم الودائع إلى 4.5 مليار إضافية بتعليمات من أمير قطر لمساعدة الأشقاء في مصر».

وتحدث الشيخ حمد عن عدة قضايا إقليمية، وناشد الرئيس السوري بشار الأسد أن يتخذ القرار المناسب لصالح الشعب السوري، قائلا إن الأسد «يعاند شعبه»، وهو «مسؤول عما يحدث». وقال عن الوضع في العراق إنه يتطلب من العراقيين جميعا العمل على لم الشمل. وعن العلاقة المتوترة بين مصر ودولة الإمارات بعد القبض على مصريين يشتبه في تجنيدهم لأشخاص هناك لصالح جماعة الإخوان، قال الشيخ حمد: «نحن نرى أن هذه عاصفة، وأن الأمور سوف تعود إلى طبيعتها».

وعلق الدكتور شكر على زيارة الشيخ حمد وما أعلنته قطر من ضخ أموال لمصر بقوله إن ضخ الأموال في هذا التوقيت الذي يسبق موعد انتخابات مجلس النواب، يأتي لمساندة الحكومة الراهنة و«مساعدة مهمة في وقت عسير بالنسبة للحكومة المصرية لأن قرض صندوق النقد الدولي يتعثر، والبلد فيه مشكلات، ولا يوجد أحد قادر على سد العجز في ميزانية الدولة». ومن جانبه، شدد اللواء سليمان على أن «قرض صندوق النقد لم يتعثر بعد ولا يمكن أن نقول إن الأموال القطرية بديل له»، مشيرا إلى أن قطر «من مصلحتها أن تحسن علاقتها مع مصر» باعتبار قطر «من أكبر منتجي الغاز في العالم، وأقرب طريق لها (للتصدير) قناة السويس وميناء بورسعيد».