اعتقالات مكثفة في المليحة بريف دمشق.. والمعارضون يسيطرون على «نفط» الرقة

مجزرة في إدلب.. و«الحر» يسقط طائرة محملة بالذخيرة في دير الزور

TT

لم تغير العاصفة التي تشهدها سوريا المشهد الأمني على الأرض في مختلف المناطق، التي تنام وتستفيق على وقع العمليات العسكرية والقصف والاشتباكات المستمرة، موقعة المزيد من الجرحى والقتلى الذين وصل عددهم أمس إلى أكثر من 100 شخص، حصيلة أولية بحسب لجان التنسيق المحلية، بينهم 35 أعدموا ميدانيا في المجزرة التي ارتكبها النظام في بلدة المسطومة في ريف إدلب بحسب ما أكد الناطق باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن قوات النظام عمدت فيما بعد إلى حرق الجثث. في حين نجح الجيش الحر في إسقاط مروحية فوق مطار «تفتناز» في إدلب وطائرة محملة بالذخيرة في دير الزور، واستهداف مطار «النيرب» في حلب بصواريخ محلية الصنع، فيما تخوف الناشطون من ارتكاب مجزرة في المليحة بريف دمشق بعدما عمدت قوات النظام إلى اعتقال نحو 150 شخصا.

وذكرت شبكة «شام الإخبارية» أن الاشتباكات في قرية المسطومة في إدلب، حيث ارتكبت المجزرة، توقفت بعد استمرارها لساعات طويلة. وذكرت لجان التنسيق أن الجيش الحر أسقط طائرة مروحية فوق مطار «تفتناز» العسكري بإدلب، الذي يحاصره الجيش الحر وبعض المجموعات المسلحة، في محاولة لاقتحامه، في موازاة استمرار الغارات الجوية على المدينة لفك الحصار عنه. كذلك، تجدد القصف المدفعي والصاروخي على قرية جديدة في جسر الشغور من حاجزي عين السبيل والمستشفى الوطني، بحسب لجان التنسيق.

أما في العاصمة دمشق وريفها، فقد ذكرت شبكة «شام» أن اشتباكات اندلعت في وقت مبكر من صباح أمس، بين مقاتلي الجيش الحر والجيش النظامي قرب مجمع الخدمات في حي برزة بدمشق. وقتل أربعة أشخاص من عائلة واحدة في قصف استهدف مخبزا في كفر بطنا بريف دمشق، وفق ما قالته الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وأكد إدلبي نجاح الجيش الحر في السيطرة على «فرع الأمن السياسي» في حرستا.

وشمل القصف بالمدافع وراجمات الصواريخ بلدات أخرى في ريف دمشق، بينها داريا ومعضمية الشام وبيت سحم والزبداني ودوما وعربين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في موازاة ذلك، اعتقلت قوات الأمن أكثر من ثلاثمائة شخص بالعاصمة دمشق ومحيطها، وفق ما أوردته لجان التنسيق. كما اعتقلت القوات النظامية 150 شخصا - بينهم نساء - عند حاجز عسكري بمحيط بلدة المليحة بدمشق، بحسب ما أفاد ناشطون، مبدين خشيتهم من ارتكاب مجزرة بحق هؤلاء. كما سقطت ثلاثة قذائف على مدينة جرمانا أسفرت عن إصابة تسعة مواطنين، فيما شنت قوات النظام دمشق حملة مداهمات في كفر سوسة، وتحديدا في المنطقة المقابلة لوزارة الداخلية والسفارة المصرية.

وأفادت لجان التنسيق بسقوط عدد من الجرحى جراء قصف بالهاون وراجمات الصواريخ على بلدتي الذيابية والبحدلية، لافتة إلى اشتباكات عنيفة كانت تدور في السيدة زينب. كما استهدف القصف بالهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ بلدات الغوطة الشرقية من مطار دمشق الدولي ومدينتي المعضمية وداريا والمناطق الواقعة بينهما بالتزامن مع توجه تعزيزات عسكرية إلى مدينة داريا. وفي مخيم اليرموك، حيث قتل عدد من الأشخاص، بينهم أربعة إثر سقوط قذيفة على الشارع، استمرت الاشتباكات العنيفة عند أطراف المخيم.

وفي دير الزور، أفادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع انفجار ضخم بالقرب من مقر فرع الأمن السياسي، مشيرة أيضا إلى احتراق طائرة تحتوي على ذخيرة لقوات النظام قبل هبوطها في مطار دير الزور العسكري بعد استهدافها من قبل الجيش الحر، وأكد إدلبي لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر الجيش الحر تمكنوا من السيطرة على بعض المقرات الملاصقة لمطار دير الزور العسكري.

وقالت شبكة «شام»، إنّه تم اكتشاف مجزرة جديدة بالقرب من حديقة النصارى، ولم يتمكن الناشطون من سحب الجثث، وهم 9 مجهولي الهوية. ونجح الجيش الحر، بحسب لجان التنسيق في تدمير مستودع ذخيرة في مطار «دير الزور» العسكري بعد استهدافه بعدة قذائف «هاون»، وتصاعد الدخان جراء ذلك.

وذكرت شبكة «شام الإخبارية» أنّ الجيش الحر قام باقتحام مبنى المسمكة والمدرسة بقرية المريعية، التي كان يتحصن بها النظام لمدة طويلة، وذلك ضمن معركة تحرير مطار «دير الزور» العسكري، فيما دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حيي الموظفين والجبيلة بالمدينة، وسقطت عدة قذائف على حي الحويقة. كما شهدت عدة بلدات ومدن بريف دير الزور تحليقا للطيران المروحي والحربي في سمائها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، من دون أن يتوقف القصف المدفعي العنيف على أحياء المدينة ويتركز القصف في العرفي والحويقة وخسارات والحميدية.

أما في حمص، فتعرض حي الخالدية لقصف مكثف، حيث أطلقت قوات النظام نحو ثلاثين قذيفة باتجاه أحياء المدينة وريفها. وذكرت شبكة «شام» أن قوات النظام قصفت بعنف أحياء حمص القديمة وريفها الشمالي بمدفعية الكلية الحربية المتمركزة بحي الوعر.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط حاجز عسكري في منطقة جمراح على الحدود السورية اللبنانية، مما أدى إلى مقتل عنصرين ووقوع خسائر في صفوف القوات النظامية، كما قتل رجل في مدينة القصير في ظروف مجهولة.

وفي حماه، تحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام في الريف. وذكرت لجان التنسيق أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيشين الحر والنظامي بالجهة الجنوبية لمدينة حلفايا. كما أغارت طائرات حربية على طيبة الإمام بريف حماه، وألقت قنابل عنقودية وفق لجان التنسيق وناشطين كما تعرضت بلدة عقرب للقصف.

أما في الرقة، فقال المركز الإعلامي السوري إن عناصر من الجيش الحر سيطروا على آبار نفط إضافية في حقل صفيح في الريف، لافتا إلى أن الحر كان قد سيطر على بئر قبل ثلاثة أيام، وبذلك يكون قد سيطر على كامل حقول الرصافة بعد اشتباكات مع الجيش النظامي، إضافة إلى سيطرته على بعض الذخيرة داخل الحقول. وتضم المنطقة محطة تحويل كهرباء ومحطة بث تلفزيوني ومحطة بث راديو.

وفي حلب، التي يعيش أهلها في أوضاع إنسانية مأساوية، أشار إدلبي إلى انقطاع كل وسائل الاتصال على معظم أحياء حلب وريفها، كما تعرضت بلدات أعزاز ودير حافر وحيان في الريف، وحي كرم الجبل بالمدينة لقصف من قبل القوات النظامية، بحسب لجان التنسيق، بينما دارت اشتباكات بين مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية في حيي بستان الباشا والميدان بالمدينة. وذكرت لجان التنسيق أن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط فرع المخابرات الجوية وكتيبة المدفعية في الزهراء، لافتة إلى أن الجيش الحر نجح في استهداف مطار النيرب العسكري بعدة صواريخ محلية الصنع من نوع «فيصل».

ولم يختلف الوضع كثيرا في درعا، حيث شهدت منطقة «انخل» قصفا عنيفا من اللواء 15 بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ على المدينة وسقوط أكثر من 50 صاروخا.