خطابات نصر الله ومشعل وهنية ونجاد تتصدر الدعاية الانتخابية لنتنياهو

التباهي بقتل الفلسطينيين واللبنانيين يحل محل «السلام» في الإعلانات

النجم الصاعد في الانتخابات الإسرائيلية نفتالي بنيت زعيم حزب «البيت اليهودي» اليميني الجديد خلال ندوة انتخابية أمس (رويترز)
TT

استخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطابات النارية التي كان قد أطلقها قادة التنظيمات الإسلامية الإيرانية والفلسطينية واللبنانية، بشكل بارز في دعايته الانتخابية، وذلك في أول أفلام دعائية ظهرت مع إطلاق الحملات الدعائية التلفزيونية والإذاعية، أمس وأول من أمس.

فقد ظهر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وهو يهدد بإغراق إسرائيل بالصواريخ من كريات شمونة في الشمال وحتى إيلات في الجنوب، ثم ظهر رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس خالد مشعل وهو يخطب في غزة متحدثا عن تحرير حيفا ويافا، ثم رئيس حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية متباهيا بانتصارات حماس على إسرائيل، تلاه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وهو يهدد بزوال إسرائيل القريب.. ومن بعدهم ظهر نتنياهو نفسه مشيرا إلى الأخطار التي تتهدد إسرائيل التي لا يمكن أن تقدر على صدها حكومات برئاسة منافستيه، تسيبي ليفني زعيمة حزب هاتنوعاه (الحركة) الجديد أو شيلي يحيموفتش زعيمة حزب العمل. ويقول نتنياهو في دعايته: «هذه الأخطار تحتاج إلى حكومة يمين قوية برئاسة رئيس حكومة قوية فقط، لمجابهتها».

يذكر أن الدعايات الانتخابية في وسائل الإعلام الإلكترونية في إسرائيل تتم لمدة 12 يوما فقط قبل الانتخابات العامة، التي ستجري هذه المرة في 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، وتشارك فيها 34 قائمة انتخابية تتنافس على 120 مقعدا، وتحصل على تمويل من خزينة الدولة. وتستغل الأحزاب هذه الدعاية للتركيز على القضايا الأساسية التي تطرحها في المعركة الانتخابية. وقد لوحظ أنه، ولأول مرة منذ بدء الدعايات التلفزيونية في انتخابات عام 1969، غابت كلمة «السلام» عن دعايات معظم الأحزاب. وحلت محلها كلمات التشدد من خلال إبراز الماضي العسكري للمرشحين. فعلى سبيل المثال، تباهى حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، بما فعله رئيسه نفتالي بنيت في حرب لبنان، وهو الذي يعتبر «النجم الصاعد» في هذه الانتخابات؛ إذ تعطيه الاستطلاعات 15 مقعدا مع أن رصيده اليوم 7 مقاعد فقط.. فقال إنه كان قائدا لوحدة كوماندوز عسكرية عملت بمثابة «صياد لخلايا حزب الله التي أطلقت الصواريخ باتجاه إسرائيل».

وحتى أحزاب المعارضة، غيبت كلمة السلام عن هذه الدعايات، مع أن برامجها تتحدث عن تسوية على أساس حل الدولتين، وبرز ذلك بشكل خاص لدى حزب «كديما»، الذي يعتبر اليوم أكبر الأحزاب في إسرائيل؛ إذ حصل في الانتخابات السابقة على 28 مقعدا (مقابل 27 مقعدا لليكود)، لكن رئيسته السابقة، ليفني، لم تستطع يومها تشكيل حكومة وأسقطها أعضاء الحزب في الانتخابات الداخلية وانتخب مكانها الجنرال من أصل إيراني شاؤول موفاز. وقد تمزق هذا الحزب إلى عدة فرق ولا تعطيه استطلاعات الرأي ما يكفي من أصوات لعبور نسبة الحسم.

ومع أن موفاز يطرح في برنامجه السياسي خطة للسلام مع الفلسطينيين على مرحلتين يتم فيها الاعتراف بالدولة الفلسطينية فورا ومنحها 60% من أراضي الضفة الغربية، فإن الاستطلاعات تنذر بسقوطه وعدم عبوره نسبة الحسم، وقد تباهى بماضيه العسكري الطويل حيث وصل إلى منصب رئيس أركان الجيش ثم أصبح وزيرا للدفاع في زمن حكومة أرييل شارون، وتفاخر موفاز في فيلم دعايته الانتخابية بأنه خلال خدمته العسكرية «أطلق الرصاص على مخربين من مسافة صفر» وبأنه هو الذي أصدر الأمر باغتيال الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة حماس في مارس (آذار) 2004 وبأنه قاد عملية إعادة احتلال الضفة الغربية في سنة 2002 التي انتهت بمحاصرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حتى مغادرته إلى فرنسا ووفاته هناك.. بل إنه عرض الصورة التي كانت قد التقطت له وهو يجلس بجانب شارون في سنة 2003 ويهمس بأذنه «يجب التخلص منه (يقصد عرفات)»، وقد التقطتها سماعات الصحافيين وبثتها وثارت حولها ضجة كبرى، قيل إن الرئيس الأميركي في حينه توجه إلى شارون طالبا التعهد بعدم تصفية عرفات، وظهر في الفيلم نفسه رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، يدعو الجمهور للتصويت لحزب «كديما» ورئيسه شاؤول موفاز.

وأما حزب اليمين المتطرف «عوتصماه ليسرائيل»، الذي يبني برنامجه على الدعوة لترحيل الفلسطينيين عن وطنهم، فقد اختار في دعايته أن يظهر قائديه، أريه الداد وميخائيل بن آري، وهما يخاطبان الجمهور الإسرائيلي باللغة العربية مع ترجمة مكتوبة بالعبرية ويقولان إن إسرائيل في ظل حكومات اليسار والوسط تتعامل مع المواطنين العرب بشيء من المهادنة والرضوخ.. فهم، أي العرب في إسرائيل (فلسطينيو 48)، «لا يدفعون الضرائب ولا يؤدون واجب الخدمة العسكرية ويحظون بمخصصات التأمين ويعيشون على حساب المواطنين اليهود».