الجزائر: جدل حقوقي بشأن عدم استدعاء «البارا» للمحاكمة في قضية اختطاف غربيين

محام: أشتم رائحة معالجة سياسية للقضية

TT

احتج محامون ونشطاء حقوقيون بالجزائر على «رفض السلطات الجزائرية إحضار عبد الرزاق البارا، للمحاكمة كغيره من المتورطين في القضايا التي ورد فيها اسمه». و«البارا» عسكري سابق (مظلي) متورط في أشهر عمليات اختطاف رعايا غربيين، وقعت عام 2003 بصحراء الجزائر، ويوجد في الحبس الاحتياطي منذ أبريل (نيسان) 2011.

وقالت المحامية عائشة بنوي، التي تعمل بكثرة على ملفات الإرهاب، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إنها اتفقت مع زملاء لها على رفع احتجاج إلى وزير العدل، حافظ الأختام، بخصوص «استثناء المدعو عماري صايفي من المحاكمات، فهو موجود بالسجن، ولكن يشار إليه في الملفات القضائية بأنه في حالة فرار». وصرح وزير العدل السابق الطيب بلعيز للصحافة في أبريل 2011، بأن صايفي الشهير بـاسم «عبد الرزاق البارا»، موجود في الحبس الاحتياطي بناء على أمر من قاضي التحقيق الذي استمع إليه في عدة وقائع تتعلق بضلوعه في الإرهاب، ووجه له الكثير من التهم أبرزها تدبير وتنفيذ خطف 32 سائحا أوروبيا في فبراير (شباط) 2003 تم احتجازهم أسابيع كثيرة، ثم أطلق سراحهم مقابل فدية قيمتها 5 ملايين يورو دفعتها الحكومة الألمانية، بحكم أن 16 من الرهائن كانوا ألمانا.

وذكر المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن أمين سيدهم لـ«الشرق الأوسط»، أنه يعتزم عدم المرافعة لصالح متهم عندما تبدأ محاكمته الشهر المقبل، بالقضاء الجنائي بالعاصمة، نظرا لأن المتورط الرئيسي في الملف عماري صايفي «الذي أطالب بحضوره حتى نسمع منه الظروف والوقائع التي يتابع بسببها، موكلي غائب، إذ لا يعقل أن لا يستدعي القضاة المتهم الرئيسي المذكور في الملف، ويحاكمون مساعديه الذين يقولون إنهم تصرفوا بناء على أوامر صايفي، ونفذوا الخطط التي أعدها هو».

وأضاف المحامي أنه «يشتم رائحة معالجة سياسية لملف البارا، كما جرى مع قضية حسان حطاب»، في إشارة إلى الزعيم السابق لـ«الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، المدعو «أبو حمزة»، الذي سلم نفسه لقوات الأمن في 2007، ويقيم حاليا في بيت بضواحي العاصمة تحرسه قوات الأمن. ووجه قاضي التحقيق تهمة الإرهاب لحطاب، بيد أنه لم يضعه في السجن «وهو ما يطرح علامات استفهام» بحسب المحامي سيدهم.

ويتابع «البارا» (45 سنة) في قضايا أخرى متصلة بقتل عساكر عندما كان ناشطا مسلحا بمناطق الشرق نهاية تسعينات القرن الماضي حينها كان زعيما لجماعة إرهابية تسمى «كتيبة طارق بن زياد».

وذكرت المحامية حسيبة بومرداسي، أن القضاة «يتحججون بأن البارا مكتوب أنه هارب في الوثائق التي تسلم إليهم، مع أن الصحف نقلت عن وزير العدل بشكل واضح أنه في السجن، فلماذا لا يتخذون الإجراء اللازم لإحضاره حتى يحاكم مع العشرات ممكن كانوا في جماعته المسلحة؟».

وأدانت محكمة الجنايات بالعاصمة أول من أمس، بالسجن مدى الحياة، متهما بالإرهاب كان مع الخاطفين في حادثة 2003. ويدعى المدان محمد غربية، الذي نفى الوقائع المنسوبة إليه. ودانت في نفس القضية مواطنا ماليا اسمه يوسف بن محمد بالسجن مدة سبع سنوات. والمتهمان كانا من عناصر «البارا» المعروف أيضا بـ«أبي حيدرة الأوراسي».

وتسلمت الجزائر صايفي في أكتوبر (تشرين الأول) 2004، من مصالح الأمن الليبية التي تسلمته من جماعة تشادية مسلحة متمردة، وقع القيادي الجزائري المسلح في أسرها منتصف 2004 برفقة 15 مسلحا.