المحكمة العليا تقر قانونية تأجيل تاريخ تنصيب شافيز

أنصار الرئيس يعدون لمظاهرات اليوم.. والمعارضة تنتقد «الانقلاب المؤسساتي»

رئيسة المحكمة العليا لويزا موراليس تتحدث خلال مؤتمر صحافي في كراكاس أمس (رويترز)
TT

أقرت المحكمة العليا في فنزويلا أمس شرعية تأجيل موعد أداء الرئيس هوغو شافيز اليمين الدستورية، وذلك بعد تأكيد الحكومة غياب الرئيس عن حفل أداء اليمين الذي كان مقررا اليوم الخميس بسبب وجوده في كوبا للعلاج. وقالت رئيسة المحكمة العليا لويزا موراليس أمس: «لا نستطيع القول الآن متى أو كيف أو أين سيؤدي الرئيس القسم»، مضيفة أنه «لن يكون هناك أي انقطاع لأداء المهام» ويمكن أن يؤدي الرئيس الذي أعيد انتخابه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي اليمين الدستورية «في وقت لاحق أمام المحكمة العليا».

وجاء هذا الإعلان الدستوري بعدما كشفت السلطة أن الرئيس شافيز لن يؤدي اليمين في تاريخ العاشر من يناير (كانون الثاني) الحالي كما ينص الدستور، بتوصية من أطبائه، وأنه سيواصل علاجه في كوبا بعد العملية الرابعة للعلاج من السرطان التي خضع لها في 1 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. كما وضع رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيو حدا للشكوك التي كانت تحوم حول حضور شافيز أو عدم حضوره إلى البرلمان لأداء اليمين، قائلا إن شافيز الموجود في المستشفى في كوبا منذ 10 ديسمبر الماضي «طلب، بناء على توصية من فريقه الطبي، أن يتم الإعلان أن عملية النقاهة التي تلي الجراحة سيتم تمديدها إلى ما بعد العاشر من يناير من العام الحالي، الأمر الذي لن يمكنه من الحضور في هذا الموعد أمام الجمعية الوطنية» لأداء اليمين الرئاسية، وأضاف كابيو أنه بناء عليه وبموجب المادة 231 من الدستور، «فإن أداء اليمين سيتم في موعد لاحق أمام المحكمة» العليا، وذلك أثناء تلاوته رسالة من نائب الرئيس نيكولاس مادورو الذي فوضه شافيز جزءا من صلاحياته خلال غيابه.

وبعد نقاش حاد بين نواب الحزب الاشتراكي الحاكم ونواب المعارضة، صادقت الجمعية الوطنية التي يهيمن عليها حزب شافيز على قرار قصير يمنح الرئيس «كل المدة التي يحتاج إليها للعلاج».

وبحسب الدستور، يتعين على الرئيس أن يؤدي اليمين أمام الجمعية الوطنية في العاشر من يناير في مراسم يجب أن تقام في فنزويلا ولا يمكن إرجاؤها. غير أن الحكومة تعتبر أنه بموجب القانون الأساسي، يمكن للرئيس الذي انتخب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أداء اليمين ما إن تسمح له حالته الصحية أمام محكمة العدل العليا، إذا لم يتمكن من القيام بذلك أمام النواب. وفي هذه الحالة لا يتم ذكر أي موعد.

ورفضت المعارضة هذا التفسير للدستور، مؤكدة أن الحكومة تقوم بما يشبه انقلابا مؤسساتيا عبر محاولتها التمسك بالسلطة. والثلاثاء الماضي حذر أبرز ائتلاف للمعارضة، في رسالة وجهها إلى «منظمة الدول الأميركية» من أنه «إذا لم يؤد الرئيس اليمين في العاشر من يناير وإذا لم يتم تفعيل الإجراءات الدستورية المتعلقة بالعجز المؤقت لرئيس الجمهورية، فإننا سنكون ارتكبنا انتهاكا خطيرا للنظام الدستوري في فنزويلا سيؤثر على جوهر الديمقراطية».

ورغم تأكيد غياب شافيز عن حفل التنصيب اليوم، فإن أقطاب النظام دعوا إلى مظاهرة حاشدة في اليوم نفسه أمام القصر الرئاسي في كاركاس لدعمه. كما أكد رئيس بوليفيا إيفو موراليس المقرب جدا من شافيز ورئيس أوروغواي خوسيه موخيكا حضورهما على هامش مظاهرة التأييد هذه. أما رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر فستتوجه اليوم إلى هافانا. وأمام هذه الدعوة، قررت المعارضة عدم المجازفة بحصول مواجهة وطلبت من أنصارها عدم النزول إلى الشارع الخميس.

ولم يظهر الرئيس شافيز منذ مغادرته إلى كوبا في العاشر من ديسمبر ليخضع لرابع عملية للعلاج من السرطان في حوضه الذي شخصه الأطباء له في يونيو (حزيران) 2011. وآخر صور للرئيس تعود إلى مغادرته إلى كوبا قبل شهر للخضوع للعملية الجراحية.