«لجان التنسيق» إعدام 12 سوريا بينهم عائلة مسيحية في طريقهم إلى لبنان

اشتباكات مستمرة في محيط داريا ومطاري منغ وتفتناز.. و12 قتيلا في انفجار سيارة مفخخة بمعضمية الشام

TT

استمرت الاشتباكات أمس في عدد من المناطق السورية، مع مواصلة القوات النظامية محاولتها اقتحام مدينة داريا بريف دمشق واستقدامها تعزيزات إضافية، وكذلك في محيط مطاري منغ وتفتناز، بالتزامن مع أنباء عن تمكن وحدات الجيش السوري الحر من التقدم في معرة النعمان بريف إدلب وسيطرته على أجزاء كبيرة في البلدة.

وبينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن سيارة مفخخة انفجرت في مدينة «المعضمية» بريف دمشق مساء أمس، مشيرا إلى أن معلومات أولية تشير إلى «سقوط شهداء وجرحى وأضرار مادية كبيرة في منطقة الانفجار».. أكدت تنسيقيات معضمية الشام أن ضحايا الانفجار «نحو 12 قتيلا»، بصورة أولية، إلا أن المعلومات النهائية لم تتوافر حتى وقت متأخر من مساء أمس.

في موازاة ذلك، أفاد ناشطون سوريون بالعثور ليل الثلاثاء/الأربعاء على جثتي كادرين اثنين من حركة حماس في مخيم الحسينية بريف دمشق الجنوبي، بعد أن أعدمتهما القوات النظامية ميدانيا إثر اعتقالهما، وألقت بهما قرب مسجد عائشة في مخيم الحسينية. كما أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «قوات النظام وشبيحته أعدمت اثني عشر شخصا ميدانيا، وهم في طريقهم إلى لبنان، وقد عرف من الضحايا، وفقا للجان رجل، من عائلة مليح قامت شبيحة النظام بالتنكيل بجثته، وسليم الحريري، وأحمد قوس، وعبد الرحمن علوان، وطارق خليف». وأضافت اللجان أن من بين الضحايا «عائلة كاملة من الديانة المسيحية، وقد تم ذبحهم جميعا بالسكاكين والتنكيل بجثثهم».

وفي هذا السياق، قال عمر إدلبي، أحد الناطقين الرسميين باسم لجان التنسيق المحلية، لـ«الشرق الأوسط» إن «عناصر من شبيحة النظام أقدموا على توقيف باصين عند بلدة المشرفة في حماه، فأعدموا بعض الركاب وذبحوا آخرين». ورجح إدلبي «أن يكون الدافع إلى ارتكاب هذه المجزرة انتقاميا، حيث إن معظم الضحايا يتحدرون من محافظة حماه المحسوبة على المعارضة»، وأشار إلى «أن من بين القتلى عائلة مسيحية من آل نصير».

وفي جنوب دمشق، بث ناشطون على شبكة الإنترنت صورا قالوا إنها لهجوم شنه «الجيش الحر» على مبنى بلدية مخيم اليرموك، حيث تتحصن قوات حكومية، وأشاروا إلى أن 5 أشخاص قتلوا جراء القصف العشوائي المستمر على المخيم. وتزامن ذلك مع مطالبة ممثلي الفصائل الفلسطينية، القريبة من النظام السوري، في مؤتمر صحافي عقد بدمشق أمس، بجعل مخيم اليرموك «منزوع السلاح». ودعوا قادة الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة حماس إلى القيام بحملة اتصالات عربية وإقليمية ودولية لإعادة اللاجئين الذين نزحوا من المخيم بسبب العنف.

ودعت الفصائل «المسلحين إلى الانسحاب من مخيم اليرموك لإنهاء حالة التشرد التي يعانيها أبناء المخيم، بالإضافة إلى الإضرار بالمكانة السياسية التي يمثلها مخيم اليرموك كرمز للاجئين»، وإلى «وقف إطلاق النار وكافة العمليات العسكرية، بما فيها عمليات القصف والقنص التي يتعرض لها المخيم».

وكانت مدينة داريا بريف دمشق قد تعرضت أمس لقصف نظامي، رافقه قدوم تعزيزات جديدة مؤلفة من عدد من الجنود والمركبات إلى المدينة، حيث تحاول القوات النظامية فرض سيطرتها الكاملة عليها. وتعرضت المنطقة الواقعة بين داريا ومعضمية الشام لقصف عنيف. كما تعرضت بلدة بيت سحم بريف دمشق للقصف. وأفاد ناشطون بأصوات إطلاق رصاص كثيف فجر أمس في بلدة زاكية.

وبينما اندلعت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والقوات النظامية في محيط إدارة المركبات بحرستا، اشتدت وتيرة القصف على بلدة عقربا لليوم الثاني والأربعين على التوالي بالدبابات والهاون وراجمات الصواريخ، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وفقا لشبكة «شام» الإخبارية. وأدى القصف إلى تهديم عدد من الأبنية السكنية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة، وسط انقطاع كافة مستلزمات الحياة البسيطة. وقال ناشطون إن خدمات الماء والكهرباء ووسائل التدفئة، لا سيما المازوت مفقودة بالكامل، مع منع النظام دخول المحروقات والطحين إلى أحياء دمشق الجنوبية.

وأظهر شريط مصور، بثه «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، تعذيب عناصر من القوات النظامية لمقاتل في «الجيش الحر» حتى الموت. وترافق التعذيب مع شتم الذات الإلهية. ورجح ناشطون أن تكون الحادثة قد وقعت في الأحياء الجنوبية من دمشق، لافتين إلى أنه تم تسريب المقطع المصور من هاتف عنصر نظامي، لا يعلمون إن كان قد تم أسره أو قتله.

وذكر «المرصد السوري» أنه خلال الأشهر الماضية، تلقى عشرات الأشرطة المصورة التي تظهر إعدامات ميدانية وتعذيب في مختلف المدن السورية.

وفي حمص، أفاد ناشطو المعارضة السورية بأن مدينة الرستن تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ من كتيبة الهندسة، أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وتدمير عدد من المباني.

وفي حلب، أشارت شبكة «حلب نيوز» المعارضة إلى أن قذيفتين قد سقطتا على مبنى سكني بالمنطقة الصناعية في حي الكلاسة بالقرب من دوار البسط الأرضي، خلفتا أربعة جرحى، إصابة أحدهم خطيرة. وأفادت الشبكة باشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والجيش النظامي قرب مطار منغ العسكري.

وفي شمال البلاد، وتحديدا في محافظة إدلب، قال «المرصد السوري» إن اشتباكات دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من «جبهة النصرة» و«كتائب أحرار الشام» و«الطليعة الإسلامية» وكتائب أخرى، في محيط مطار تفتناز العسكري بريف إدلب، مشيرا إلى معلومات عن «محاولة جديدة لاقتحام المطار والسيطرة عليه من قبل المعارضة». كما تعرضت قرية قميناس بريف إدلب للقصف من قبل القوات النظامية صباح الأربعاء، وفقا للمرصد.

وفي محافظة درعا، لا تزال الاشتباكات مستمرة عند مداخل بلدة بصر الحرير بين مقاتلين من كتائب «الجيش الحر» والقوات النظامية السورية، التي تحاول اقتحام البلدة. وسبق لعناصر من «الجيش الحر» أن دمرت دبابتين للجيش النظامي، وفقا لما ذكرته «الهيئة العامة للثورة السورية».