أوساط في «الليكود» يتهمون بيريس بتدبير انقلاب سياسي ضد نتنياهو

عقب تصريحاته حول خطر الجمود في عملية السلام

TT

اتهمت أوساط في قيادة حزب الليكود الحاكم الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس بالعمل على تدبير انقلاب سياسي لإسقاط بنيامين نتنياهو عن الحكم، وذلك عبر تصريحاته المكررة ضد سياسة الحكومة داخل إسرائيل وخارجها. وقالت هذه الأوساط، في تصريحات للقناة الـ«7»، قناة المستوطنين في الضفة الغربية، إن بيريس لا يألو جهدا للتحريض على نتنياهو وتخويف جمهور الناخبين من أن استمراره في الحكم سيجلب كارثة على إسرائيل، وهو يفعل هذا عشية الانتخابات العامة وبشكل متواصل ومثابر، وفي هذا كله يتجاوز صلاحياته إلى درجة خرق القانون ويحاول التأثير على نتائج الانتخابات.

وفي السياق نفسه، قال رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، داني ديان، إن تصرفات بيريس الفظة تهدد مكانة نتنياهو بين الجمهور وتفتح الباب أمام خطر انخفاض قوته الانتخابية، مما يعني أن نتيجة الانتخابات لم تحسم بعد. ودعا ديان قوى اليمين إلى الالتفاف حول نتنياهو ليستطيع صد مخطط بيريس لإنجاح قوى اليسار. وقال: «لقد بدأنا هذه المعركة الانتخابية ونحن مطمئنون إلى الانتصار فيها بتتويج نتنياهو مرة أخرى رئيسا للحكومة. ولكن نشاط بيريس والذي بلغ أوجه بخطته لتوحيد صفوف قوى الوسط واليسار (يقصد حزب «العمل» بقيادة شيلي يحيموفتش وحزب «الحركة» برئاسة تسيبي ليفني وحزب «يوجد مستقبل» بقيادة يائير لبيد وحزب «قديما» برئاسة شاؤول موفاز) يقلقني. ولا بد من مواجهته بعمل مضاد يؤدي إلى تقوية نتنياهو».

وكان بيريس قد أدلى بتصريحات إلى مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» في تل أبيب، رونين بيرغمان، حذر فيها من أخطار سياسة نتنياهو من دون أن يتحدث عنه مباشرة.. فقال إنه من «دون استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ومن دون تفعيل النشاط الدبلوماسي الإقليمي والدولي، سيعود الفلسطينيون إلى أعمال اليأس والإرهاب». وانتقد بيريس في المقابلة التي نشرت أمس الجمود المتواصل في العملية السياسية محذرا من تداعيات هذا الجمود.

وقدم بيريس في المقابلة تصوراته حول أخطار الجمود، فقال: «إن الفلسطينيين سيعودون للإرهاب، وسيقومون بعمليات في العمق الإسرائيلي إذا تواصل الجمود السياسي. والهدوء الحالي الذي تتمتع به إسرائيل لن يستمر». وأضاف بيريس أن «العالم العربي سيمارس ضغوطا على إسرائيل بطريقته الخاصة، حيث ستتدفق الأموال وتستمر عمليات تهريب الأسلحة، وسيؤيد العالم الفلسطينيين، ويبرر عملياتهم ليلصق بإسرائيل اتهامات غير عادلة عبر وصمها بالعنصرية. كما سيعاني الاقتصاد الإسرائيلي في حال تم فرض المقاطعة علينا».

ورفض بيريس ادعاءات نتنياهو بأن العالم اليهودي يقف مع إسرائيل، وقال إن «العالم اليهودي يريد أن يفخر بإسرائيل دولة سلام طبيعية، لا بدولة لا حدود لها وتعتبر دولة احتلال».

وتطرق بيريس في المقابلة إلى العلاقات بين الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبين نتنياهو فاعتبر أن «عدم الثقة بين الاثنين نابعة من استمرار البناء في المستوطنات»، مشيرا إلى أن وجود الخلافات بين الطرفين أمر وارد، «ولكن لا يجوز لإسرائيل أن تفقد حليفا مهما مثل الولايات المتحدة. فمن دون الولايات المتحدة ستبقى إسرائيل شجرة وحيدة في الصحراء». وكرر بيريس رفضه لموقف الحكومة الإسرائيلية الحالي من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وقال إنه يرى في عباس شريكا للمفاوضات، مشيرا إلى التزامه بالتعاون والتنسيق الأمني الناجح بين أجهزة الأمن الفلسطينية وبين قوات الأمن الإسرائيلية. وقال بيريس إن القضية الفلسطينية قد لا تكون القضية الأكبر في الشرق الأوسط ولكنها الحاجز الأهم بين إسرائيل وبين العالم الإسلامي.