اليمن: اغتيال «الملا زبارة» على يد مسلحين يعتقد بانتمائهم لـ«القاعدة»

أحزاب «اللقاء المشترك» تعلق نشاطها في اللجنة الفنية للحوار الوطني الشامل

متظاهرات يمنيات يرفعن لافتات يؤكدن عدم تنازلهن عن قتلة أبنائهن (رويترز)
TT

اغتال مسلحون مجهولون أمس، الشيخ القبلي اليمني البارز علي عبد الله عبد السلام الشهير بـ«الملا زبارة»، في كمين نصب له قرب منطقة ضيقة في مديرية المحفد بين محافظتي أبين وشبوة في جنوب اليمن. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين الذين يعتقد أنهم من عناصر تنظيم القاعدة نصبوا كمينا للشيخ زبارة أثناء عودته من محافظة عدن وعندما وصلت السيارة التي كانت تقله باشروها بإطلاق وابل من النيران ناحيته بصورة مباشرة، الأمر الذي أدى إلى مقتله على الفور وإصابة عدد من مرافقيه.

ويعد «الملا زبارة» أحد أبرز المشايخ القبليين في وادي رفض بمنطقة الصعيد في محافظة شبوة والتي كان ينتمي إليها القياديان البارزان في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب أنور العولقي وفهد القصع، واللذان قتلا في غارتين جويتين منفصلتين لطائرات أميركية من دون طيار على تلك المنطقة العام الماضي، وترجع شعبية «الملا زبارة» إلى كونه كان وسيطا بين السلطات اليمنية و«القاعدة» في الإفراج عن عدد من المختطفين، بينهم مختطفون فرنسيون. وتشير مصادر محلية إلى أن «الملا زبارة» كان وسيطا في قضية اختطاف القنصل السعودي في محافظة عدن، عبد الله الخالدي، المختطف منذ قرابة العام من قبل عناصر تنظيم القاعدة والذي يعتقد أنه يحتجز في مناطق جبلية وعرة في جنوب اليمن بعد أن خطف من أمام منزله في مدينة عدن.

وتؤكد المصادر تورط تنظيم القاعدة في اغتيال الشيخ القبلي البارز. وقال الشيخ لحمر لسود، أحد مشايخ العوالق وابن عم القتيل، لـ«الشرق الأوسط» إن أحد مرافقي «الملا زبارة» الاثنين، أصيب في إطلاق النار والآخر نجا، وحسب الناجي فإن زبارة التقى في الطريق أثناء عودته إلى شبوة من عدن في إحدى المناطق على الخط العام بعدد من المسلحين يستقلون سيارة وتبادل معهم التحية بعد أن تعرف على شخصياتهم وتعرفوا عليه، ثم استقل سيارته وبعد قليل شوهد المسلحون وهم يطلقون النار عليه وعلى من معه، وذكر مرافق زبارة أنه قال لهم إن المسلحين ينتمون لتنظيم «أنصار الشريعة» المرتبط بتنظيم القاعدة. إلى ذلك، قالت مصادر سياسية يمنية إن أحزاب «اللقاء المشترك» التي تترأس حكومة الوفاق الوطني علقت مشاركتها في أعمال اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل المقرر الشهر المقبل في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وأرجعت المصادر قرار «المشترك» إلى الاحتجاج على إحالة مشروع قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية إلى لجنة خاصة في مجلس النواب (البرلمان)، من دون التوافق بين الكتل البرلمانية، كما تنص المبادرة الخليجية، حيث ترفض أحزاب «اللقاء المشترك» مشروع القانون لأنه لم يقتصر إلا على فترة الصراع التي دارت مطلع عام 2011، والأحداث التي تخللته، واستثنى الصراعات وأعمال العنف التي شهدها اليمن طوال العقود الأربعة الماضية.

من جهة أخرى، قال مسؤولون حكوميون في صناعة النفط إن تدفق النفط الخام عبر أنبوب التصدير الرئيسي في اليمن توقف بعدما قام مجهولون بتفجير الخط صباح أمس، حسبما ذكرت وكالة «رويترز» أمس. وكان اليمن قد استأنف ضخ النفط يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بمعدل نحو 70 ألف برميل يوميا بعد أحدث إصلاحات في خط الأنابيب الذي كان ينقل عادة نحو 110 آلاف برميل يوميا من خام مأرب الخفيف إلى مرفأ للتصدير على البحر الأحمر قبل سلسلة هجمات بدأت عام 2011.

وقال مسؤول أمني إنه بعد عشرة أيام من استئناف تدفق النفط فجر مهاجمون مجهولون الخط مجددا بزرع قنبلة قرب الخط في منطقة صرواح بمحافظة مأرب بوسط البلاد. وأضاف أن التفجير دفع الحكومة إلى وقف ضخ الخام من حقول النفط إلى مرفأ التصدير.

وتعرضت أنابيب نقل النفط والغاز في اليمن لعمليات تخريب متكررة على يد مسلحين أو رجال قبائل غاضبين منذ أن خلقت احتجاجات مناهضة للحكومة فراغا في السلطة عام 2011 مما تسبب في نقص الوقود وتراجع عائدات التصدير في اليمن.