تونس: نائب بالبرلمان يوجه نقدا لاذعا لشقيقته الوزيرة

موافقة «الأضداد» على الجلوس إلى طاولة الحوار

قضاة ومحامون يعتصمون مطالبين باستقلال القضاء في تونس أمس (رويترز)
TT

وجه أزاد بادي، عضو المجلس التأسيسي (البرلمان)، انتقادات لاذعة إلى سهام بادي شقيقته وزيرة شؤون المرأة في حكومة حمادي الجبالي، في سابقة هي الأولى من نوعها في المشهد السياسي التونسي. وقال لها في جلسة برلمانية بثت أمس مباشرة على الهواء «أريد إجابة ملموسة لا حملة انتخابية»، ودعا إلى مساءلة شقيقته حول النقص في الرعاية الصحية والتجهيزات في الجنوب التونسي خاصة القابلات والمرشدات وأعوان المخابر. ثم قال لها «لن أنتظر شيئا من وزارتكم». وأضاف في لهجة ساخرة «نأسف إن كنا نهدر وقتك، لعل سفرة جديدة في انتظاركم».

وانتقد أزاد بادي، شقيق الوزيرة، وهو نائب عن حزب حركة وفاء المعارضة التي يقودها عبد الرؤوف العيادي، أثناء مداخلة أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، إهمال وزارة المرأة شؤون المرأة الريفية التونسية والطفولة فاقدة السند في الجنوب التونسي، ومن بينه ولاية –محافظة – توزر (الواقعة على بعد 600 كم جنوب تونس) التي ينتمي إليها. ووجه النائب عن حركة وفاء مجموعة من الأسئلة المحرجة مباشرة لشقيقته التي ظهر على وجهها الارتباك والإحراج، وقال لها «هل يقتصر دور الوزارة على التجوال في المشرق والمغرب وأخذ الصور التذكارية في المعارض (في إشارة إلى صورة جابت معظم المواقع الاجتماعية لسهام بادي وزيرة شؤون المرأة وهي تنتعل أحد أحذية ليلى بن علي خلال زيارتها إلى معرض الأملاك المصادرة لعائلة بن علي وأصهاره)؟». وزاد عن ذلك تساؤلا ملحا «هل على كل هؤلاء (يعني سكان ولاية توزر) أن يشربوا من البحر؟». وأضاف أزاد «سيدتي الكريمة، المرأة الريفية والطفولة فاقدة السند في الريف تتعرضان للظلم وضياع الحقوق. حان الوقت لمساءلتك بعد أن أغلقت باب الوزارة أمام مشاكلهم».

كما انتقد عضو المجلس التأسيسي سكوت وزارة شؤون المرأة عن مقتل زوجة أحد العناصر السلفية في أحداث منطقة دوار هيشر غرب العاصمة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي أثناء تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن وعدد من المسلحين متحصنين بمنازل أشيع أنها تؤوي أسلحة وذخائر حية. وتوفيت الزوجة بينما كانت تحاول حماية زوجها وخلفت وراءها رضيعين. وشكك بادي في رواية وزارة الداخلية التي تتضارب مع ما ذكر في تقرير لمنظمة «حرية وإنصاف» الحقوقية. وكان الشقيقان بعد أشهر من ثورة 14 يناير (كانون الثاني) ينتميان إلى حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي أسسه المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية منذ سنة 2002، قبل أن يغادر أزاد بادي و11 عضوا آخر الحزب ليؤسسوا «حركة وفاء».

إلى ذلك، مثل قبول رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الجلوس مع حركة نداء تونس حول طاولة واحدة في إطار دعوة إلى الحوار الوطني الشامل، نقلة نوعية في مسار المشهد السياسي التونسي، بما جعل محللين سياسيين يتحدثون عن «إكراهات السياسة». فقد تمكن المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي، مساء أول من أمس الأربعاء، من تحصيل موافقة الأضداد على الجلوس للحوار حول مستقبل تونس بعد سلسلة طويلة من التجاذبات السياسية والاتهامات السياسية المتبادلة بتعطل جملة المسارات، قبل أيام قلائل من الاحتفال بالذكرى الثانية للإطاحة بنظام بن علي.

وأبدت قيادات حركة نداء تونس إحساسها بالانتصار على أحد عوائق وجودها وعملها السياسي في نداء تونس، التي تأسست منتصف شهر يونيو (حزيران) الماضي، وواجهت منذ البداية اتهامات باستقطاب فلول النظام السابق، ورفضت حركة النهضة الفائزة في الانتخابات فتح قنوات حوار معها.