تنصيب شافيز يتحول إلى احتفال شعبي في غيابه

المحكمة أنهت الأزمة الدستورية.. وواشنطن «مستعدة» لتحسين العلاقات مع فنزويلا

فنزويلية تقبل صورة لشافيز خلال تجمع حاشد نظم بمناسبة تنصيبه غيابيا في كاراكاس أمس (أ.ف.ب)
TT

غاب هوغو شافيز، الموجود في كوبا للعلاج منذ شهر، عن حفل تنصيبه في كاركاس أمس، مما دفع حكومته إلى الاحتفال رمزيا بدعم من المواطنين والعديد من القادة الأجانب، ببداية ولايته الرئاسية الجديدة.

وبدأ مئات من أنصار شافيز التجمع منذ الساعات الأولى من نهار أمس أمام قصر «ميرافلوريس» الرئاسي في وسط العاصمة استعدادا لتجمع شعبي كبير هدف، بحسب الحكومة، إلى دعم الرئيس الذي خضع في 11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي في هافانا لعملية جراحية رابعة منذ تشخيص إصابته بالسرطان. ولم يظهر شافيز علنا منذ ذلك الحين.

وعلى العديد من المنصات التي نصبت حول القصر الرئاسي، دعا موسيقيون وأعضاء في الحزب الاشتراكي الحاكم، أنصار الرئيس الذين ارتدى معظمهم لباسا أحمر، للغناء وترديد الشعارات. وقال أحدهم: «الرئيس الوحيد هنا اسمه هوغو شافيز وعلينا أن ندافع عنه مهما كان الثمن». وكان منتظرا حضور رؤساء عدد من الدول الصديقة هذا التجمع في العاصمة أمس، بينهم إيفو موراليس (بوليفيا) ودانيال أورتيغا (نيكاراغوا) وخوسيه موخيكا (أوروغواي).

وفي واشنطن، قالت الخارجية الأميركية ليلة أول من أمس إنها مستعدة لتحسين العلاقات مع فنزويلا لكن الأمر يتطلب تحركا من الجانبين. وعلى الرغم من أن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند لم تربط هذا بمرض شافيز، فإنها قالت إن الولايات المتحدة كانت مهتمة منذ وقت طويل بتحسين العلاقات مع فنزويلا. وتعد فنزويلا رابع أكبر مصدر لمنتجات النفط للولايات المتحدة. وأكدت نولاند صحة تقارير إعلامية قالت إن روبرتا جيكوبسون، أكبر دبلوماسية أميركية مسؤولة عن شؤون أميركا اللاتينية، تحدثت هاتفيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مع مادورو نائب شافيز بشأن تحسين العلاقات.

واحتفل الفنزويليون في كاركاس أمس غداة انتهاء المواجهة بين الحكومة والمعارضة التي احتجت على ما سمته «الفراغ الدستوري» الناجم عن غياب شافيز. وأعلن المعارض الرئيسي إنريكي كابريليس موافقته على قرار محكمة العدل العليا السماح بإرجاء حفل التنصيب الرسمي.

وأعلنت رئيسة المحكمة العليا إيستيلا موراليس في مؤتمر صحافي أن حفل تنصيب شافيز الذي انتخب رئيسا في أكتوبر (تشرين الأول) 2012 «يمكن أن يتم بعد العاشر من يناير (كانون الثاني) أمام محكمة العدل العليا»، وأضافت أن «الحكومة ستقوم، وكذلك نائب الرئيس، بتصريف الأعمال بعد هذا الموعد انطلاقا من مبدأ (استمرارية النظام)».

وقال زعيم المعارضة الذي ندد لعدة أيام بما وصفه بانقلاب دستوري مع إبقاء الحكومة إلى ما بعد العاشر من يناير (كانون الثاني) الحالي، الأربعاء، إنه «صدر قرار وهناك تفسير لمحكمة العدل العليا». وقال كابريليس الذي هزم في الانتخابات أمام شافيز: «الآن يعود إلى مادورو تحمل المسؤولية والحكم». وذكر أنه لم يطلب من أنصاره النزول أمس إلى شوارع كاركاس أو المجازفة بصدام مع أنصار شافيز، واستمر مع ذلك في اتهام نائب الرئيس نيكولاس مادورو بأنه ليس منتخبا وأن «المؤسسات لا يجوز أن تكون في خدمة حزب»، ملمحا بذلك إلى محكمة العدل العليا التي غالبا ما تأتي قراراتها لصالح الحكومة.

وصوت البرلمان الذي يهيمن عليه الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا بزعامة شافيز، الثلاثاء على قرار يمنح الرئيس «كامل الوقت الذي يلزم للعلاج». وتشهد فنزويلا وضعا لا سابق له في تاريخها يتمثل في هذا الغياب المعلن للرئيس الذي يحكم البلاد منذ 1999 وأعيد انتخابه في أكتوبر الماضي، عن حفل تنصيبه الذي ينص عليه الدستور. وقال ويلمر بارينتوس المسؤول الكبير في الجيش مساء الأربعاء إن المراكز الحدودية للبلاد تم تعزيزها لضمان «الشعور بالأمان الذي يحتاجه الشعب الفنزويلي». وأكدت الحكومة الثلاثاء أن الرئيس شافيز، 58 عاما، سيبقى في هافانا بتوصية من أطبائه بعد تعرضه «لالتهاب رئوي حاد». ورفضت المحكمة العليا الأربعاء الماضي إرسال بعثة طبية إلى كوبا كما طلبت المعارضة في الوقت الذي يواصل فيه شافيز تلقي العلاج. وتتكتم السلطات على طبيعة السرطان أو موقعه من جسد رئيس فنزويلا.