«الحر» يسيطر على «تفتناز».. و«ألوية الفرقان» تعلن استهدافها لضباط إيرانيين وروس

مصدر عسكري: الاستيلاء عليه يعني إحكام السيطرة على كامل محافظة إدلب

مقاتل من المعارضة السورية قرب مروحية محطمة في مطار تفتناز أمس (أ.ب)
TT

تزامن إعلان «الجيش السوري الحر» عن سيطرة كتائبه على مطار تفتناز في محافظة إدلب بعد معارك شرسة استمرت عدة أيام، مع إعلان «ألوية الفرقان» التابعة لتجمع أنصار الإسلام في «الجيش الحر» عن استهدافها مجموعة من كبار الضباط السوريين والإيرانيين والروس ومن حزب الله، فضلا عن السفير الإيراني لدى سوريا.

وقالت «ألوية الفرقان» عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك» إنها «استهدفت مجموعة من كبار الضباط ومسؤولين رفيعي المستوى، منهم السفير الإيراني و4 جنرالات روس من المهام الخاصة وضابطان من حزب الله و4 ضباط من القصر الجمهوري». وأشار بيان الألوية إلى أن «عملية الاستهداف حصلت إثر خروج الضباط من قصر الشعب متجهين إلى منطقة يعفور للقاء الرئيس بشار الأسد، حيث تم تفجير موكبهم، بالتعاون والتنسيق مع ضباط من داخل القصر قاموا بتفخيخ السيارات التي أقلت الوفد، وجاءت الإصابات مباشرة ومدمرة».

وفي شمال سوريا، أعلن «الجيش الحر» أن كتائبه تمكنت من السيطرة على مطار تفتناز بعد معارك شرسة استمرت عدة أيام. وقال ناشطون معارضون إن السيطرة على المطار تمت «إثر القصف المتواصل الذي شنه (الثوار) مستخدمين الدبابات التي سبق لهم أن استولوا عليها، إضافة إلى المعلومات التي حصلوا عليها من الضباط والعناصر المنشقين أخيرا، الأمر الذي سهل عليهم التعرف على أماكن وجود قيادات القوات المتمركزة في المطار».

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الكتائب التي نفذت العملية هي «من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام والطليعة الإسلامية وعدة كتائب أخرى». وأوضح أن «كتائب الجيش الحر سيطرت على مباني مطار تفتناز العسكري، مما أدى إلى انسحاب القوات النظامية وآلياتها إلى مدينة إدلب». كما لفت المرصد إلى «استيلاء مقاتلي المعارضة على نحو 20 طائرة حوامة غير صالحة للطيران، ولا سيما أن قسما منها استهدف خلال الاشتباكات التي دارت لأيام عدة». كما أشار إلى استيلاء «الثوار على مستودع للأسلحة، إضافة إلى فرار ومقتل عدد من الجنود والضباط من المطار وانسحاب مسلحين موالين للنظام من بلدة الفوعة».

وأوضح مصدر في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن «كتائب الجيش الحر التي بقيت أكثر من أسبوع تقاتل للسيطرة على مطار تفتناز فقدت نحو 10 من عناصرها»، موضحا أن «الاستيلاء على المطار يعني إحكام المعارضة المسلحة سيطرتها على كامل محافظة إدلب».

وأظهرت عدة مقاطع فيديو بثتها مواقع معارضة على موقع «يوتيوب» مقاتلين داخل المطار وهم يسيطرون على دبابات ومخازن الذخيرة معلنين السيطرة على المطار. ويعتبر «مطار تفتناز» أكبر مطار عسكري بشمال سوريا يخرج عن سيطرة النظام حتى الآن، وهو مخصص للمروحيات العسكرية، ويتسع لنحو 60 مروحية.

ويحتوي المطار على 48 مهبطا ومن طائراته الـ«مي 24» و«مي 8» و«مي 17» ويبعد 15 كيلومترا شمال شرقي مدينة إدلب، ومدرج صغير لاستقبال الطائرات المروحية الهجومية من نوع «غزيل» الفرنسية وتقدم الدعم اللوجستي لها.

وكانت القوات النظامية الموجودة في المطار قد شهدت عدة انشقاقات على غرار ما حدث في قوات الجيش في مختلف أنحاء سوريا.. إذ قام أفراد من كتيبة «حذيفة الخطيب» التابعة للجيش السوري الحر في بداية العام الماضي بقطع أسلاك الاتصالات الخاصة الممددة تحت الأرض التي تغذي المطار وبثوا فيديو على الإنترنت يظهر العملية. كما شهد المطار مع تنامي قوة كتائب الثوار في شمال سوريا عدة هجمات من طرف «الجيش الحر» في منتصف سنة 2012.

ويقول خبراء عسكريون إن «السيطرة على مطار تفتناز العسكري ستشل حركة النظام في محافظة إدلب وتمكن الثوار من تحرير المدينة بسرعة أكبر». ويضيف الخبراء أن «ما حدث في معركة مطار تفتناز جزء من استراتيجية ممنهجة للجيش الحر تقضي بضرب جميع المطارات في البلاد وشل حركتها».

وبالتزامن مع معارك «مطار تفتناز» في شمال البلاد، خرجت مظاهرات في مدن سورية عدة في جمعة أطلق عليها الناشطون «مخيمات الموت» تضامنا مع النازحين الذين يعيشون في ظل ظروف مأساوية صعبة في الأردن ولبنان وتركيا. وقال ناشطون إن «المظاهرات المنادية برفع الظلم عن الشعب السوري المهجر خارج بلاده والذي يعاني من البرد والجوع تركزت في حلب وحماه وريف إدلب وبعض مناطق ريف دمشق».

ميدانيا، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن اشتباكات وصفتها بالعنيفة وقعت بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط إدارة المركبات بحرستا في ريف دمشق. كما أغار الطيران الحربي النظامي على بلدة المليحة والغوطة الشرقية، في حين دارت اشتباكات في منطقة السيدة زينب في ضاحية دمشق.