واشنطن تسعى لـ«تأمين» المخزون الكيماوي السوري

خبراء يشتبهون بوجود عشرات الأطنان من اليورانيوم

TT

بينما كانت الولايات المتحدة تعلن أنها «ستركز في شكل أكبر على كيفية تأمين مخزون الأسلحة الكيميائية لدى النظام السوري في حال سقوط الرئيس بشار الأسد»، ظهرت تقارير تفيد بإمكانية تخزين دمشق «عشرات الأطنان من اليورانيوم غير المخصب».

ويشتبه خبراء غربيون وإسرائيليون في أن سوريا ربما تخزن عشرات الأطنان من اليورانيوم غير المخصب وأن مثل هذا المخزون يمكن أن يكون محل اهتمام حليفتها إيران لاستخدامه في برنامجها النووي. ويقول الخبراء إن سوريا ربما استحوذت على اليورانيوم الطبيعي قبل عدة سنوات لاستخدامه كوقود لما يشتبه في أنه كان مفاعلا نوويا قيد الإنشاء قصفته إسرائيل في 2007.

وقال مارك هيبز خبير الانتشار النووي بمعهد كارنيغي للأبحاث: «كان يتعين وجود مخزون من الوقود للمفاعل في مكان ما هناك. من غير المنطقي وجود منشأة نووية أو مفاعل نووي دون أي وقود». لكنه أضاف: «في حدود علمي لا توجد أي تقارير مؤكدة تحدد المكان المحتمل لتلك المواد»، موضحا أنها «ربما جاءت على الأرجح من كوريا الشمالية». وقالت صحيفة «فايننشيال تايمز» هذا الأسبوع إن سوريا ربما تملك ما يصل إلى 50 طنا من اليورانيوم الطبيعي أو غير المخصب وهو مادة يمكن استخدامها لتشغيل محطات الطاقة النووية ولا يمكن استخدامها في صنع قنابل نووية إلا إذا خصبت لدرجة عالية. وذكرت الصحيفة أن بعض المسؤولين الحكوميين أثاروا مخاوف من احتمال أن تحاول إيران الحصول عليها. ورغم أن مثل هذه الكمية يمكنها نظريا أن توفر المواد اللازمة لصنع عدة قنابل فإنه يتعين أولا تخصيبها من مستوى 0.7% فقط للنظائر الانشطارية في اليورانيوم الطبيعي إلى 90% وهي عملية معقدة من الناحية الفنية.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي تقاعد في الآونة الأخيرة إنه يعتقد أن سوريا تحتفظ باليورانيوم في موقع قريب من دمشق وهو أحد المواقع التي تريد الوكالة الدولية تفتيشها. وقال المسؤول الإسرائيلي السابق إن المعارضين الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد والذين يسيطرون على ضواح على مشارف العاصمة دمشق ربما يستحوذون على المخزونات ويعلنون عن وجودها. وقال المسؤول الإسرائيلي السابق الذي إن هناك احتمالا آخر وهو أن سوريا «إدراكا منها بأن المواد لم تعد آمنة.. فقد تنقلها إلى إيران التي تحتاج بالتأكيد لمزيد من اليورانيوم من أجل خططها النووية» وقال دبلوماسي غربي إنه كانت هناك تكهنات بشأن يورانيوم محتمل في سوريا ربما في صورة يورانيوم طبيعي لتشغيل مفاعل نووي بسبب تدمير موقع دير الزور لكنه لا يعلم تفاصيل محددة. وأضاف: «هذا أمر معقول. لكن في حدود معلوماتي لم تكن لدى أحد فكرة قط بشأن مكان المواد. ولن يكون سهلا شحن كميات كبيرة إلى إيران دون رصدها».

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الخميس أن الولايات المتحدة ستركز في شكل أكبر على كيفية تأمين مخزون الأسلحة الكيميائية لدى النظام السوري في حال سقوط الرئيس بشار الأسد. وقال بانيتا إنه لن ينظر في احتمال إرسال قوات على الأرض حتى لتأمين المواقع الكيميائية في سوريا، لكنه ترك الباب مفتوحا لنوع من الوجود العسكري الأميركي في حال أعقبت سقوط الأسد عملية انتقالية سلمية. وقال بانيتا في مؤتمر صحافي إن «القلق الأكبر اليوم هو معرفة ما يقوم به المجتمع الدولي للتأكد من أنه حين يسقط الأسد، سيتم تنفيذ آليات لنقوم بتأمين هذه المواقع».

وأوضح بانيتا أن الحكومة الأميركية تبحث هذه المسألة مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة، لكنه نفى أن تكون واشنطن في صدد إرسال قوات على الأرض للقيام بهذه المهمة وسط أجواء «معادية». وأضاف: «لا نناقش (إرسال) قوات على الأرض»، مضيفا أن أي دور عسكري أميركي مستقبلا في سوريا سيحدد إذا ما طلبت حكومة جديدة مساعدة.

من جانبه، اعتبر رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي في المؤتمر نفسه أنه إذا قرر الأسد استخدام أسلحة كيميائية ضد المعارضين السوريين فسيكون شبه مستحيل منعه من القيام بذلك. وقال: إن منع استخدام الأسلحة الكيميائية هو «شبه مستحيل لأن هذا الأمر سيتطلب مقدارا من الدقة في المعلومات الاستخباراتية يتيح معرفة ما سيحصل حتى قبل أن يحصل هذا الأمر».