اليمن: قيادي سابق في «القاعدة» يؤسس حزبا سياسيا ويدعو إلى ترك السلاح

مقتل جنديين وإصابة ثالث في كمين بمحافظة الضالع الجنوبية

TT

يعتزم عدد من القيادات السابقة في تنظيم «القاعدة» في اليمن تأسيس حزب سياسي ذي هوية إسلامية، وينفي مؤسسو الحزب أن يكون تابعا للتنظيم، في الوقت الذي قتل فيه جنديان في الجيش اليمني في كمين نصب لهما في محافظة الضالع بجنوب البلاد.

وقال القيادي السابق في تنظيم القاعدة رشاد محمد سعيد (أبو الفداء) لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب تحت التأسيس ويسمى «الاتحاد اليمني للإنقاذ»، وإنهم تقدموا بطلب الحصول على ترخيص مزاولة العمل السياسي ورخصة إنشاء الحزب لدى لجنة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية وحصلوا على الوثائق المطلوبة وإنهم في طور ملء الاستمارات والبيانات وجمع التوقيعات المطلوبة للمؤسسين وبياناتهم الشخصية، حيث يشترط القانون اليمني لتأسيس أي حزب أن يوقع على تأسيسه 2500 شخص ينتمون لكافة المحافظات اليمنية.

ونفى أبو الفداء لـ«الشرق الأوسط» أن يكون الحزب ذراعا سياسية لتنظيم القاعدة، وقال إنه «حزب سياسي مفتوح لكل اليمنيين وليس حزبا يتبع (القاعدة) أو غيرها، لكن هويته إسلامية». ودعا القيادي السابق (أبو الفداء) الجميع «إلى وضع السلاح والاتجاه نحو العمل السياسي السلمي حقنا للدماء وندعو الجميع مكونات سياسية أو شعبية إلى التعاون لفتح قنوات للحوار والوصول إلى ما يخفف الاحتقان». وكان أبو الفداء ضمن مقاتلي «القاعدة» في أفغانستان إبان الغزو السوفياتي وهو ضمن الذين عادوا إلى اليمن وأصبحت علاقته وطيدة مع السلطات اليمنية.

وأضاف القيادي القاعدي السابق لـ«الشرق الأوسط»: «دعوتي موجهة إلى جميع التشكيلات العسكرية بألقابها المختلفة (القاعدة، الحوثيين، وغيرهما ممن يحمل السلاح)، أن يضعوا السلاح ويجلسوا على مائدة الحوار، وندعو الجهات الرسمية إلى أن تهيئ الأجواء لذلك بما في ذلك إيقاف الطيران الأميركي وحملات الاعتقالات وتحويل المعتقلين المرتبطين بأحداث إلى القضاء ومن لم يرتبط بحادث معين فيتم الإفراج عنه ومعالجة وتسوية أوضاع المفرج عنهم، وهذا سيحقن الدماء وسيحد من التدخلات الخارجية»، مؤكدا عدم اشتراط أن يكون الحوار مع التشكيلات المسلحة ضمن الحوار الوطني الشامل «لأننا نرى أن الخاسر الأول والأخير والسابق واللاحق والحالي من الأعمال العسكرية، هو الوطن أرضا وإنسانا».

إلى ذلك، قتل جنديان وأصيب ثالث من أفراد «اللواء 33» المرابط في محافظة الضالع الجنوبية، وذلك عندما نصب لهم كمين من قبل مسلحين مجهولين في منطقة الكبار شرق مدينة الضالع، عاصمة المحافظة، أثناء قيامهم بتوزيع المواد الغذائية على زملائهم في المواقع العسكرية المنتشرة حول مدينة الضالع، وهي المواقع التي يؤدي وجودها خارج المعسكر إلى توتر مستمر بين الجيش وسكان القرى التي تطل عليها.

وقال شهود عيان في الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين أطلقوا النار على سيارة التغذية التابعة للمعسكر وقاموا بإلقاء الجثث على قارعة الطريق بعد الاستيلاء على الأسلحة الشخصية للقتلى والفرار بها مع السيارة إلى وجهة غير معلومة.

وكان عدد من جنود ذات اللواء العسكري قتلوا، الشهر الماضي، في مواجهات مع المواطنين عقب قيام قوات اللواء بقصف القرى، الأمر الذي تسبب في مقتل عدد من المدنيين، بعد أيام قلائل على انتقال قوات اللواء من محافظة تعز إلى محافظة الضالع، في إطار عمليات تنقل وإعادة هيكلة الجيش اليمني.