اليمين في إسرائيل يعطل ندوة تشارك فيها ناشطة يسارية

صورة معبرة عن معركة الانتخابات الإسرائيلية

TT

في صورة معبرة عن معركة الانتخابات الإسرائيلية، التي يسيطر فيها اليمين ويزداد تطرفا، وتعكس مدى شراسته وعدوانيته، هاجم عدد من قادة معسكر الائتلاف الحكومي، وبينهم أوفير أكونيس، رئيس الطاقم الإعلامي لحزب الليكود والمقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ناشطة يسارية يهودية تنتمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي. وفجر نشطاء اليمين الندوة التي شاركت فيها، واعتدوا جسديا عليها وهم يصرخون «خائنة» و«إرهابية» و«عميلة للإرهاب العربي»، مما اضطر منظمي الندوة إلى إلغائها.

وقد وقع هذا الهجوم خلال ندوة سياسية نظمت في كلية نتانيا الأكاديمية، الليلة قبل الماضية، بعد أن أعطي حق الكلام للإعلامية اليهودية، ياعيل ليرر، ومع أولى الجمل التي قالتها، مبينة اعتزازها بانتمائها إلى حزب التجمع، وهو حزب عربي، وفخرها بأنها من المساهمين في تأسيسه منذ أيامه الأولى، حاول عشرات الطلاب اليهود اليمينيين الحاضرين إسكاتها بالصراخ. وعندما عاد الهدوء للقاعة بعد دقائق، لتواصل ليرر كلامها موضحة طرح التجمع حول إسرائيل كـ«دولة ديمقراطية حقيقية لجميع مواطنيها» و«الهوية القومية»، ومعنى أن تكون يهوديا غير صهيوني في حزب التجمع، تعالت الأصوات تسألها عن أسطول الحرية ومشاركة النائبة حنين زعبي فيه، ناعتين الأخيرة بـ«الإرهابية»، فردت ليرر قائلة «إذا كان هناك أمر ما أفخر به، فهو أن حنين شاركت في أسطول الحرية». وانطلقت حناجر العشرات تصرخ بها وتطلق أقذع الشتائم ضدها وضد التجمع وممثليه. ومما وجه لليرر من كلام تهجمي «ليس من حقك أن تقولي أي شيء، هذه دولة يهودية»، وقال آخرون «أنت لست يهودية، اخجلي من نفسك»، فردت عليهم بالقول «أنا يهودية أكثر منكم، يهودية غير صهيونية، لست يهودية عنف، وإسكات، وعنصرية كالتي تمارسونها الآن بحقي وبحق الطلاب العرب». وشارك أعضاء الكنيست وممثلو الأحزاب الصهيونية الموجودون في الندوة في التهجم على ياعيل ليرر، والاعتداء على حقها في الكلام، وتحريض الجمهور عليها، فطالب عضو الكنيست أوفير أكونيس (الليكود - بيتينو) بمقاطعتها والخروج من القاعة إذا لم تتراجع ليرر عن أقوالها بخصوص النائبة حنين زعبي، ليبدأ بعدها الجمهور في إنشاد النشيد الوطني الإسرائيلي «هتيكفا». وغادر هو المنصة. وانساق وراءه النائب يوئيل حسون من حزب الحركة «هتنوعاه» الذي أسسته تسيبي ليفني، فاشترط على ليرر أن تتراجع عن أقوالها إذا كانت ترغب في مواصلة حديثها، لينضم بعد ذلك إلى جوقة التحريض أرييه إلداد (عوتسما ليسرائيل)، الذي وصف كل من يدعم التجمع بأنه إرهابي وعنصري، وأنه ينبغي طرد كل من هو في صفوف التجمع خارج دولة إسرائيل. بعد ذلك تحدثت النائبة رونيت تيروش من حزب «كديما»، لتشن هي أيضا هجوما شديدا على ليرر والتجمع، معتبرة إياه خطرا على دولة إسرائيل. وعندما حاولت ليرر أن تمارس حقها بالكلام مجددا، أحدث العشرات من الطلاب اليهود جلبة في القاعة، وتوجهوا نحو المنصة وهم يطلقون الصرخات والشتائم في وجهها، واعتدى بعضهم جسديا عليها. وتهجم المعتدون على الطلاب العرب الموجودين في القاعة، قائلين لهم «من يريد أن يسمع ياعيل ليرر فليذهب إلى غزة وسوريا»، ونعتوهم بـ«الإرهابيين».

وقالت ليرر إنها وعلى الرغم من متابعتها النشاط السياسي في إسرائيل لسنوات طويلة ومعرفتها بأن «المجتمع الإسرائيلي يصير فاشيا وعنصريا أكثر فأكثر مع مرور الوقت»، لكنها فوجئت جدا بما جرى «إذ لم أكن أتخيل أن الوضع سيئ وخطير إلى هذا الحد.. أكثر ما يقلقني في الحقيقة ليس ما حصل معي، إنما وضع الطلاب العرب، الذين يضطرون إلى مواجهة مثل هذه الأجواء العنصرية يوميا».

وأضافت «رئيس الكلية كان فاقدا للسيطرة على الوضع تماما، ورئيس نقابة الطلاب كان خائفا من الجمهور، وبعض ممثلي الأحزاب على المنصة لم يحاولوا إسكات الجمهور، والدفاع عن حقي بالكلام. لقد كانوا متواطئين، بل إن بعضهم حرض علي وعلى التجمع، وهاجمني، حتى إن يوليا شموئيلوف من حزب (كلكلاه) اقتربت مني وحاولت الاعتداء علي».